لقي أكثر من عشرين جندياً صهيونياً مصرعهم وأصيب العشرات أثر تفجير المقاومة الفلسطينية عبوتين ناسفتين في مجموعة من الجنود الصهاينة في شارع المدارس شرق مخيم جباليا شمالي قطاع غزة مساء أمس الاثنين ، وأعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" مسئوليتها عن العملية ، مؤكدة نجاح مقاتليها في الاحتفاظ بأشلاء ثلاثة جنود من أجل مفاوضات الاحتلال عليها فيما بعد . وذكرت كتائب القسام في بيان لها نشره المركز الفلسطيني للاعلام صباح اليوم "أنها تمكنت من تفجير ثلاث عبوات مركبة أرضية موجهة ومضادة للأفراد بدورية مشاة (كوماندوز) تقدر بخمسين جنديا تتقدمهم دبابة صهيونية " ، موضحاً "أنه أعقب التفجيرات اشتباك مجموعة من الإستشهادين مع باقي أفراد الدورية ، مما ضاعف الخسائر في جنود الدورية" . وأكد البيان "أن مجاهدي القسام وشهود العيان أكدوا أنهم شاهدوا الجنود الصهاينة تتطاير أشلاؤهم في المكان من فعل قوة الانفجار المتتابع والمتتالي، فيما قامت وحدة الاستشهاديين التي كمنت في المكان بمباغتة الدورية الصهيونية بزخات من الرصاص، وعشرات القنابل اليدوية مما أحدث حالة من الإرباك الشديد في صفوف الدورية" . وأعلن نزار ريان القيادي في "حماس" أن عدد القتلى يزيد عن عشرين جنديا صهيونياً وأن معارك ضارية تدور في جباليا الآن وتقوم قوات الاحتلال بقصف مدفعي مكثف ضد الفلسطينين ، مضيفاً "إن من بين القتلى ضابطا صهيونياً كبيرا كان من بين المشاة والذين يقدر عددهم بحوالي 50 جندياً" . وكان قائد ميداني في كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس قد قال سابقا "إن رجال المقاومة في حماس تمكنوا من الاستيلاء على ثلاث جثث لجنود صهاينة خلال العملية" . على نفس الصعيد حصدت عملية "أيام الندم" العسكرية التي شنها جيش الاحتلال على الفلسطينيين في يومها السادس عشرات القتلى والجرحى فيما تتواصل الجهود العربية لوقف حمام الدم شمال غزة. فقد وسع جيش الاحتلال نطاق عملياته في غزةورام الله خلال الساعات ال24 ساعة الماضية، مما أسفر عن استشهاد 17 فلسطينيا معظمهم في مخيم جباليا جنوب القطاع فضلا عن تدمير عشرات المنازل. وفي أحدث اعتداء لجيش الاحتلال استشهدت فتاتان فلسطينيتان برصاص جنود إسرائيليين في رفح جنوب القطاع. وافادت قناة الجزيرة نت عن مصادر طبية أن إحدى الفتاتين (13 عاما) أصيبت بأكثر من 20 عيارا ناريا. كما أكد جيش الاحتلال أنه أطلق الرصاص على الفتاة الثانية (15 عاما) أمس مما أدى إلى استشهادها بدعوى قيامها بزرع عبوة ناسفة. و تتمركزالدبابات الإسرائيلية شمال القطاع وخاصة في مخيم جباليا فيما أطلقت طائرة استطلاع صاروخا على مجموعة فلسطينية أسفر عن استشهاد ناشط من كتائب الأقصى يدعى عدلي وافي وإصابة سبعة آخرين. في غضون ذلك تمكنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة من تدمير دبابة إسرائيلية على أطراف المخيم وقتلت من فيها من الجنود. وعرضت الجزيرة شريطا يصور الهجوم. من جهتها اغتالت قوات الاحتلال فجر اليوم ناشطا في حركة حماس بمدينة الخليل جنوبالضفة الغربية حسب شهود عيان ومصادر عسكرية إسرائيلية. وقال الشهود إن وحدة من جيش الاحتلال طوقت منزل الشهيد موسى جبارين (45 عاما) قرب بلدة صعير وأطلقت النار على المنزل. وقال جيش الاحتلال إن الجنود رصدوا مسلحا ببندقية فأطلقوا عليه النار. كما توغل جيش الاحتلال في رام الله حيث استشهد أربعة فلسطينيين بينهم اثنان من القوة 17 التابعة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فيما قتل جندي إسرائيلي برصاص مسلحين فلسطينيين. في تلك الأثناء تواصلت التحركات الدبلوماسية العربية حيث التأم مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر أمس الاثنين في جلسة طارئة لمناقشة مشروع قرار عربي يطالب إسرائيل بوقف اعتداءاتها ضد الفلسطينيين واحترام القانون الدولي. وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات إن السلطة تعول على قرار مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية. وأضاف بأن مخطط الحكومة الإسرائيلية الحالية هو تدمير السلطة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات من شأنها أن تصعد أعمال العنف على صعيد المنطقة بأكملها. و أن المجلس استمع لكلمات الدول التي أشار إلى أنها كانت متباينة، حيث دعا البعض الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ضبط النفس فيما بدت أميركا معارضة لمشروع القرار. من جانبه طالب المنسق الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تيري رود لارسن إسرائيل بالانسحاب من غزة في أقرب وقت. وحذرت مصر إسرائيل من أن استمرار التصعيد قد يعوق جهودها من أجل المساعدة على انسحاب إسرائيل من القطاع. من جانبه ندد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي عبد الواحد بلقزيز في بيان له اليوم باستمرار "حملة الإبادة" الإسرائيلية في قطاع غزة، ودعا مجلس الأمن إلى "التدخل الفوري" وحماية الفلسطينيين. في أثناء ذلك قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن محادثات تجري بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي العمليات العسكرية لقوات الاحتلال في غزة. وذكرت قناة الجزيرة إن هناك اتصالات وليست مفاوضات تجرى بشكل غير رسمي بهدف إنهاء العمليات الإسرائيلية مقابل توقف حماس عن إطلاق صواريخ القسام البدائية الصنع على المستوطنات الإسرائيلية. وأوضح المراسل أن الاتصالات تجرى بمشاركة وسيط ربما يكون أوروبيا أو أميركيا أو مصريا.