قالت الشرطة الاسكتلندية إنها عمدت إلى تفجير إحدى السيارات المشبوهة خارج مستشفى في غلاسكو، يتم فيه علاج أحد الذين تم القبض عليهم إثر الهجوم على المطار. وقالت الشرطة إن الأدلة التي تمتلكها تظهر أن السيارة على صلة بالهجوم الذي تعرض له المطار، مما دفعها إلى تفجيرها كإجراء وقائي، رغم أن خبراء المتفجرات الذين زاروا الموقع قرب مستشفى "رويال ألكسندريا" لم يتمكنوا من إيجاد أي متفجرات. إلى ذلك استمرت المداهمات في أنحاء متفرقة من البلاد، حيث أعلنت الشرطة البريطانية الأحد، أنها اعتقلت شخصاً خامساً في مدينة ليفربول، في سياق الحملة الأمنية المستمرة منذ الهجوم الذي استهدف مطار غلاسكو السبت، فيما تستمر المداهمات لمجموعة من المنازل في محيط المطار. بالمقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني الجديد، غوردون براون، الذي تواجه حكومته الامتحان الأول لها إن ما وصفه ب "الإرهاب" الذي يواجه الحكومة البريطانية هو من النوع "المؤكد والطويل الأمد" وأكد أن الدلائل تشير إلى ضلوع تنظيم القاعدة في هذه الهجمات. أما الاتهام الأوضح لتنظيم القاعدة فقد صدر عن اللورد ستيفنز، مستشار براون لشؤون الإرهاب، الذي حمل التنظيم مسؤولية العمليات الأخيرة، متهماً إياه باستخدام تقنيات مماثلة لتلك التي استخدمت في بغداد وبالي. وكانت السلطات البريطانية قد أعلنت حالة التأهب القصوى السبت إثر ربط حادثة اقتحام سيارة لمطار غلاسكو باسكوتلندا باكتشاف سيارتين مفخختين في وسط لندن مساء الجمعة. فيما أعلنت السلطات اعتقال شخصين آخرين في الحادثة الأولى. وكشفت مصادر حكومية مطلعة لCNN أن حادثة غلاسكو ترتبط بصورة مباشرة بالمتورطين في حادثة لندن وأنه يُنظر إليهما كمخطط إرهابي. وأغلقت السلطات البريطانية عدداً من المطارات منها مطار غلاسكو، الذي أصيب بأضرار جراء محاولة اقتحامه بسيارة دفع رباعي اندلعت فيها النيران واعتقل اثنين من ركابها، وفق ويليام ري قائد شرطة منطقة "ستراثكلايد"، المنطقة التي يقع فيها المطار. وأشاعت المحاولة حالة من الذعر محلياً ودفعت بالعديد من الحكومات إلى رفع حالة التأهب الأمني في عدد من مطارات العالم. ورفعت الحكومة البريطانية الجديدة التعبئة الأمنية إلى أعلى درجاتها - حالة "الخطر." وأشار ري إلى اكتشاف عبوة "مشبوهة" بحوزة أحد المعتقلين أثناء تلقيه العلاج من حروق بالغة، مضيفاً أن المستشفى أخلي جزئياً حتى إزالة العبوة الناسفة وأن المصاب يرقد بحالة خطرة. وتتحفظ السلطات الأمنية على المعتقل الثاني. وكشفت مصادر مطلعة لCNN أن ثلاثة أشخاص كانوا على متن السيارة وأن الثالث لقي حتفه أثناء محاولة اقتحام المطار. ووصف شاهد العيان، جيم مانسون، المحاولة قائلاً "شاهدت السيارة وبداخلها عدة أشخاص يحاولون شق طريقهم إلى داخل مبنى المطار، وفجأة اشتعلت النيران، وما يحيرني هو أن أحد الركاب حاول فتح صندوق السيارة الخلفي فيما كانت النيران تشتعل فيه." وتابع قائلاً "اندلعت النيران في مدخل المبنى مما دفع الجميع للركض ونحن نتساءل هل هو مجرد حادث أم هجوم إرهابي." وقالت شاهدت عيان أخرى، جاكي كينيدي إن أحد الركاب صب البنزين على نفسه أثناء اندلاع النيران في المركبة. هذا وقد أعلنت الجهات المختصة اعتقال شخصين آخرين على خلفية المحاولة في بلدة "شيشاير" شمالي إنجلترا، إلا أن شرطة سكوتلانديارد رفضت تقديم تفاصيل. وأوقفت الحركة الجوية في المطار إثر إغلاقه وفرض طوق أمني حول المنطقة، فيما عّلق بعض المسافرين داخل الطائرات الجاثمة على ممرات الإقلاع نظراً لعجز السلطات عن إخلائهم إلى داخل مبنى المطار. وبدأ إخلاء بعض المسافرين من الطائرات فجر الأحد. وعلى الإثر أغلق مطار "جون لينون" في مدينة ليفربول وقال مجلس المدينة، في بيان، إن الإجراء يصب في "مصلحة أمن وسلامة المواطنين." وقالت مصادر من الطيران المدني إن حركة المرور أغلقت في مطار مدينة "أدنبره" في سكوتلاند. هذا وكشفت مصادر حكومية مطلعة للشبكة أن السيارتين الملغومتين اللتين تم اكتشافهما في وسط لندن في وقت متأخر الجمعة من مدينة غلاسكو. وتأتي الحوادث بعد يومين من تولي رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون، المولود في غلاسكو، مقاليد السلطة وعقب يومين من إعلان تشكيلة حكومته.