أعلنت مصادر أمنية أن سيارة رباعية الدفع ارتطمت أمس بمحطة الركاب الرئيسية في مطار غلاسغو جنوب أسكتلندا مما أدى إلى اندلاع النيران. وأوضحت متحدثة باسم شرطة المطار أن السيارة لم تنفذ إلى داخل المبنى وأنه تمت السيطرة على النيران، ولم ترد في المقابل تقارير فورية عن أي إصابات. ومن جهته قال متحدث باسم الشرطة في تصريح صحفي إنه تم اعتقال شخصين بالمطار الذي أغلق بشكل كامل. وأشار مسؤول بالمطار إلى أنه تم إجلاء جميع الركاب من المطار ووقف جميع الرحلات. وفي المقابل نقلت تقارير صحفية عن شهود عيان قولهم إن السيارة التي كانت من نوع جيب شيروكي كان على متنها أثناء الحادث شخصان من أصول آسيوية. ولم يؤكد المسؤولون ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم خصوصا أنه يأتي في أعقاب اكتشاف السلطات البريطانية سيارتين مفخختين وسط لندن. وتشهد لندن استنفارا أمنيا حيث أغلقت الشوارع الرئيسية عقب العثور على المفخختين في منطقة الملاهي الليلية فجر الجمعة، وتواصل الشرطة دراسة الصور الملتقطة من كاميرات منصوبة في الشوارع المحيطة بالمكان. ودعا بيتر كلارك رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في سكوتلانديارد المواطنين إلى الاتصال بالشرطة في حال توفر أي معلومات لديهم أو الاشتباه في شيء ما، ورفض توجيه اتهام لأي جهة قبل انتهاء التحقيقات الحالية. ويأتي الكشف عن المفخختين بعد يومين من تولي رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون منصبه خلفا لتوني بلير وقبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثانية لوقوع تفجيرات السابع من يوليو/تموز. وبينما رفض كلارك اتهام أي جهة قبل انتهاء التحقيقات، انبرى مسؤولون ومحللون لاتهام تنظيم القاعدة أو جماعات إسلامية أخرى, ومنهم من اتهم الجيش الجمهوري الأيرلندي السري. غير أن الآراء أجمعت على أن توقيت العملية وأسلوبها يعتبر أول تحد للحكومة الجديدة التي يرأسها براون، وهو بمثابة رسالة تحذير له لتغيير سياسة بلاده في العراق. واعتبر براون أن "ما جرى وسط لندن بمثابة تذكير بأن بريطانيا تواجه خطرا مقلقا ومستمرا وأنه على المواطنين أن يكونوا دوما متيقظين"، بينما قالت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث إن بلادها تواجه حاليا أكبر تهديد لأمنها مما وصفته بالإرهاب الدولي. أما بولين نيفيل جونز المسؤولة السابقة عن اللجنة المشتركة للاستخبارات البريطانية (1991-1994) فسارعت إلى اتهام تنظيم القاعدة, وقالت إن له صلة ما بسيناريو الهجوم الفاشل. غير أن شرطة سكوتلانديارد قالت إن القنبلة لم تحمل بصمات القاعدة, لكن من غير المستبعد ضلوع التنظيم في العملية مشيرة إلى أن المعلومات تفيد وجود "1600 متشدد إسلامي يعيشون في بريطانيا"، ويقول جهاز الاستخبارات (MI5)إنه يتعقبهم. وعلى صعيد الانعكاسات السياسية والاجتماعية الداخلية أكدت وزيرة الداخلية البريطانية عقب اجتماع خلية الأزمات الحكومية أن التهديدات الإرهابية المتجددة يجب أن لا تعيق ممارسة البريطانيين لحياتهم بالشكل المعتاد. وقالت الوزيرة في أعقاب اجتماع مع خلية الأزمة المعروفة باسم "كوبرا" التي ترأسها شخصيا بحضور رئيس الوزراء غوردون براون عقب العثور على سيارتين مفخختين في العاصمة البريطانية "يجب ان لا نسمح للتهديد الإرهابي بان يوقفنا عن مواصلة حياتنا المعتادة". ومن جهته دعا رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون البريطانيين إلى عدم وصم المسلمين بصفة الشر بعد هذه الأحداث. وقال ليفنغستون في تصريح إذاعي "في هذه المدينة، المسلمون أكثر ميلا للالتزام بالقانون من غير المسلمين، كما أنهم أقل تأييدا لاستخدام العنف لتحقيق الأهداف السياسية مقارنة مع غير المسلمين". وذكر أن لندن تعرضت لأعمال إرهابية عبر سنوات من جماعات مختلفة من بينها على سبيل المثال الجماعات اليمينية المتطرفة، كما تعرضت العاصمة البريطانية سنوات طويلة لأعمال العنف التي نفذها الجيش الجمهوري الأيرلندي. وتجسد صدى العملية في الولاياتالمتحدة من خلال اتصالات مكثفة بين السلطات الأميركية والبريطانية حسب ما ذكره وزير الأمن الداخلي الأميركي مايكل تشيرتوف، بينما عززت مدينة نيويورك إجراءاتها الأمنية. وأكد تشيرتوف أنه لا إشارات بوجود هجوم وشيك في الولاياتالمتحدة لكنه حث الأميركيين على اليقظة والإبلاغ عن أي أنشطة مثيرة للشبهات أثناء الاستعداد لعيد الاستقلال يوم الأربعاء المقبل.