أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استئناف موسكو لطلعات قاذفاتها الإستراتيجية بعيدة المدى –التي تعود إلى الحقبة السوفياتية- بصورة منتظمة مثلما كان عليه الحال قبل 15 عاما. جاء هذا الإعلان عقب حضور بوتين مع نظيره الصيني هو جينتاو ورؤساء أربع دول في وسط آسيا -تشكل منظمة شنغهاي للتعاون- مناورات عسكرية ضخمة غير مسبوقة في منطقة جبال الأورال جنوبي روسيا. وأكد بوتين أن الطلعات ستنطلق اعتبارا من منتصف الليلة بالتوقيت المحلي. واصفا إعادة هذه الدوريات الجوية بأنه رد على ما وصفها بتهديدات أمنية من جانب قوى عسكرية أخرى لم يذكرها. وأضاف "في عام 1992 أنهت روسيا من جانب واحد طلعات طائراتها الإستراتيجية إلى مناطق دوريات عسكرية بعيدة، للأسف إن نموذجنا لم يتبعه الجميع استمرت طلعات الطائرات الإستراتيجية لدول أخرى، ويفرز ذلك مشاكل معينة لضمان الأمن للاتحاد الروسي". وتزامن إعلان بوتين مع إجراء روسيا مناورات عسكرية في جبال الأورال مع دول منظمة شنغهاي. وتهدف المناورات لإظهار القوة العسكرية المتزايدة للتحالف، بعدما أعلن قادة دول المنظمة في قمتهم -التي حضرها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بصفة مراقب بقرغيزستان أمس– عزمهم مواجهة ما أسموه الهيمنة الأحادية الأميركية على العالم. وتشارك روسيا والصين بالعدد الأكبر من القوات البالغ تعدادها ستة آلاف جندي في هذه المناورات. وتختتم هذه المناورات تدريبات عسكرية بدأت في الصين في التاسع من أغسطس /آب الحالي، وشاركت فيها قوات دول المنظمة الست (الصين وروسيا وكزاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان) تحت عنوان "مهمة السلام 2007". وتحاكي المناورات هجوما تشارك فيه المروحيات والطائرات المقاتلة والقوات البرية باستخدام الذخيرة غير الحية على "ألف إرهابي" سيطروا على قرية وهمية بنيت خصيصا لاستخدامها في المناورات. وقد تحملت موسكو معظم تكاليف المرحلة التي شاركت فيها بتلك المناورات حيث أنفقت نحو 80 مليون دولار، فيما ساهمت بكين بنحو 1700 جندي وأرسلت مقاتلات ومروحيات إلى منطقة التدريب. وتعد هذه المناورات مؤشرا على مستوى جديد من التعاون العسكري بين موسكووبكين، بعد أن أجرى الطرفان أول مناورات مشتركة قبل عامين. و قد تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من التصعيد في التوتر القائم بين روسيا والولايات المتحدة، على خلفية الدرع الصاروخي، الذي تعتزم الإدارة الأمريكية نشره في عدد من الدول الأوروبية وكالات