وصل الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الى السودان يوم الاثنين سعيا الى تسوية للصراع في اقليم دارفور السوداني من خلال المحادثات ونشر الاف من جنود حفظ السلام. ويسعى بان في اول زيارة له للسودان للحصول على التزام بخطته من الرئيس السوداني عمر حسن البشير وكما يزور مخيم لاجئين في اقليم دارفور بغرب السودان. وفي حين ان التركيز سيكون على دارفور فان جولته التي تستغرق ستة ايام ستتضمن ايضا زيارة لجنوب السودان حيث تبدو اتفاقية السلام التي ابرمت عام 2005 لانهاء حرب استمرت اكثر من 20 عاما بين الشمال والجنوب وادت الى مقتل مليوني شخص غير مستقرة وسيزور ايضا تشاد وليبيا. ويقدر خبراء دوليون ان نحو 200 الف شخص قتلوا وشرد 2.5 مليون شخص من ديارهم خلال اربعة اعوام ونصف العام من القتال في دارفور. ويقول السودان ان عدد قتلى هذا الصراع الذي تفجر عندما حملت جماعات متمردة السلاح في وجه الحكومة متهمة اياها بالاهمال يبلغ تسعة الاف شخص . واعلن بان في الاسبوع الماضي برنامجا مؤلفا من ثلاث نقاط لانهاء الازمة وهو نشر 26 الف جندي وشرطي من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والذي وافق عليه مجلس الامن الدولي في يوليو تموز واجراء محادثات سلام مقررة بشكل مبدئي في اكتوبر تشرين الاول وتقديم مساعدات. وفي حديث مع صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية يوم الاثنين قال بان ان على الدول الغربية بما فيها ايطاليا المساهمة بقوات متخصصة في القوة. وقال "نحتاج الى دعم فني وفي مجال النقل والامداد وقدرة على النقل الجوي ومن اجل هذا نأمل في مساهمة الدول الاوروبية بما فيها ايطاليا." وقال مسؤول كبير بالاممالمتحدة ضمن وفد الزيارة "يجب توافر الارادة السياسية داخل حكومة السودان لتحريك المفاوضات ونعتقد ان هذه الارادة السياسة موجودة." لكن زيارة بان تأتي في وقت تجدد فيه العنف في دارفور والذي ندد به بوصفه "غير مقبول على الاطلاق" بين الحكومة والقوات المؤيدة للحكومة من جانب وجماعات التمرد من جانب اخر بالاضافة الى ما يصفه مسؤولو الاممالمتحدة بتفاقم سوء التغذية. وعلى الرغم من موافقة البشير على كل من المحادثات وقوة حفظ السلام مازالت الحكومات الغربية متشككة في صدقه وأعادت بريطانيا وفرنسا في الاسبوع الماضي الحديث عن فرض عقوبات اذا لم يتعاون البشير. ولكن دبلوماسيين غربيين يسلمون بأن البعض في مجلس الامن الدولي ومن بينهم الصين التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) يعارضون العقوبات في الوقت الحالي. وقال سفير الصين لدى السودان يوم الاحد ان " العقوبات لا يمكن ان تساعد في حل المشكلة." وفي لفتة فيما يبدو قبل زيارة بان قال مسؤول سوداني يوم الاحد ان الخرطوم تناقش احتمال عودة مدير وكالة كير للمعونات التي تتخذ من امريكا مقرا لها والذي طرد الاسبوع الماضي بسبب اتهامات بتدخله في الامن الداخلي. وانتقدت الاممالمتحدة طرد المسؤول. وفي تشاد سيعقد بان محادثات مع الرئيس ادريس ديبي بشأن النشر المزمع لقوات من الاتحاد الاوروبي تدعمها الاممالمتحدة لمعالجة ازمة نجمت عن تدفق اكثر من 200 الف لاجيء على تشاد من دارفور. وتعد زيارة بان لليبيا اعترافا بدور الزعيم الليبي معمر القذافي في السعي للجمع بين جماعات التمرد في دارفور. *رويترز: