أكد عدد من خبراء علم الاجتماع العسكري في اليمن بأن إعلان الرئيس على عبدالله صالح إنهاء تعليق قانون خدمة الدفاع الوطني، والذي كان معلقا خلال الأعوام السابقة، يأتي ضمن معالجات كثيرة تبناها ولايزال في برنامجة لمشكلتي الفقر والبطالة في اوساط الشباب ،فضلا عن أنها تأتي ضمن مفاهيم جديدة غير تقليدية، تضمن تأهيل الشباب وصقلهم بالمهن المختلفة ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع. مشيرين إلى أن خدمة الدفاع (الخدمة العسكرية الإلزامية) تمثل الوسيلة الفضلى لتحقيق التنشئة الوطنية كمستوى أساسي من مستويات التنشئة المدنية،وهو ما تجمع علية الكثير من الابحاث والدراسات في التربية الوطنية والعسكرية. وكان قانون الخدمة العسكرية الإلزامية قد جمد العمل به في عام 2001 لتصبح الخدمة العسكرية الإلزامية منذ ذلك التاريخ اختيارية بموجب قرار اتخذه مجلس الدفاع برئاسة الرئيس علي عبدالله صالح القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وجاء ذلك القرار بعد ان حقق الجيش بناء تنظيميا قويا وبعد أن أنها اليمن أخر مشاكل الحدود ، وبالطرق السلمية وليدخل بذلك الجيش اليمني مرحلة أكثر عمقا في مواصلة بنائه التنظيمي . وقال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في الحفل الذي شهده الاثنين بمناسبة تخرج عدد من الدفعات الجديدة من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية أن استعادة تفعيل قانون خدمة الدفاع الوطني لا لأننا نحتاج إلى جيش، نحن دولة مسالمة، وليست لدينا أي مشاكل مع أحد، الفقاقيع الصغيرة هنا أو هناك تنتهي بوسائل أخرى". وتابع رئيس الجمهورية:" أريد أن الفت الانتباه إلى أن استيعاب الشباب العاطل هو جزء من المعالجات، فبدلا من أن يظلوا عاطلين عن العمل سيتم استيعابهم في المؤسسات العسكرية لصقل مهاراتهم وتربيتهم التربية الوطنية، والمؤسسة العسكرية هي التي صنعت التحولات السياسية والتحولات التنموية والتحولات الديمقراطية، وهي التي تخرج من صفوفها عمالقة وقادة عظام فلا ينبغي لأحد أن يستهين بها". وأعلنت الحكومة في اجتماعها الدوري امس الثلاثاء تشكل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية لتحديد كافة المتطلبات المادية والفنية بشأن استيعاب خريجي الثانوية العامة للعام الجاري وتمكينهم من تأدية خدمة الدفاع الوطني بالاستناد إلى قانون الدفاع الوطني ، بما في ذلك تعديل القانون أذا ما استدعت الحاجة ومواكبة المتغيرات والتطورات التدريبية والتأهيلية التي شهدها قطاع القوات المسلحة والأمن . وتعد خدمة الدفاع الوطني وفقا للعديد من الدراسات الطريق السليم لوصول المؤسّسة العسكرية إلى الشعب، لتعاونه ويعاونها على أداء رسالة مجتمعية نافعة. فبرنامج الخدمة، وأساليب التجنيد والرؤية الواضحة، تحدّد جيش المستقبل، خصوصاً وأنّ التحديث في مجتمعاتنا أصبح حاجة ملحّة. وتجمع الكثير من الابحاث والدراسات في التربية الوطنية ان الشباب طاقات الجيش، ومن الأهميّة بمكان تنشئتهم تنشئة صالحة واعية، وتوعيتهم وعدم القطع معهم. وربما إستفاد الجيش من طاقات المجنّدين في مجالات عدّة، لكنّ الإيجابية تتمثّل في عودة هؤلاء الشباب إلى مجتمعهم بثقة عالية بالنفس، وبشخصية متّزنة، وبأفكار وبمعتقدات وطنية عنوانها الولاء للوطن الذي إليه وحده الانتماء لليمن الواحد ، وليس لمنطقة من مناطقه. ويؤكد خبراء الاجتماع العسكري أنّ المجنّد لا يتلمّس أحياناً إيجابيات خدمة الدفاع إلا بعد تمضية فترتها، حيث يتبيّن بعد عودته إلى مجتمعه، مدى مساهمتها في بلورة شخصيّته وإزدياد ثقته بنفسه وبدوره الإجتماعي. وهذا ما يؤكد حد تعبيرهم وجود تقصير إعلامي في اليمن تجاه الشباب حول الأهمية الوطنية لخدمة الدفاع ، ومساهمتها الإيجابية في تنمية شخصية المجنّد. مايو نيوز