أعلنت الإمارات العربية المتحدة الحداد العام لمدة 40 يوما لوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 86 عاما منها 33 عاما رئيسا للبلاد.وتشيع بعد ظهر اليوم جنازة الشيخ زايد بينما يتلقى حاكم أبوظبي الجديد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان التعازي في وفاة والده اعتبارا من مساء اليوم. وتقرر أيضا تعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية لمدة ثمانية أيام والقطاع الخاص لثلاثة أيام.وبموجب دستور الإمارات تولى نائب الرئيس الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم دبي مهام رئاسة الدولة لحين تعيين المجلس الأعلى الاتحادي المكون من حكام الإمارات السبع رئيسا جديدا للبلاد في غضون 30 يوما. ويرجح مراقبون في ضوء ذلك أن يصبح حاكم أبو ظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسا للدولة. واستقبل النبأ الذي أذيع بعيد الإفطار أمس بمشاعر حزن جياشة في المدن الإماراتية، فعلى عكس ما اعتادت عليه هذه المدن من سهرات رمضانية وحركة ساد هدوء غير معهود الشوارع وأغلقت المحلات التجارية والمطاعم أبوابها. كما نعت الدول العربية الزعيم الإماراتي الراحل وأعلنت حدادا رسميا، ففي الأردن أعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام في حين أعلنت الأسرة المالكة الحداد 40 يوما وتقرر تعطيل الدوائر الرسمية اليوم. وأعلن في البحرين الحداد 40 يوما وتعطيل العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية ثلاثة أيام اعتبارا من اليوم. وقدم ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز تعازيه في اتصال هاتفي بحاكم أبو ظبي الجديد، وأعلنت أيضا مصر واليمن والمغرب الحداد ثلاثة أيام.ونعى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الشيخ زايد، ووصفه بأنه كان فارسا نبيلا وزعيما عربيا حقيقيا لديه إيمان بالقومية. نشأته ولد الشيخ زايد في أبو ظبي عام 1918 وكان أصغر إخوته الأربعة الذكور وسمي باسم جده الأكبر الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان، الذي كانت فترة حكمه أطول فترة في تاريخ إمارة أبو ظبي، حيث حكمها بين العامين 1855 و1909. في 9 أغسطس/ آب 1966 أصبح الشيخ زايد حاكما لإمارة أبو ظبي بعد تنازل شقيقه الشيخ شخبوط عن الحكم له. وعندما أعلنت بريطانيا عزمها على إنهاء وجودها العسكري في الخليج في يناير/ كانون الثاني 1968 كان الشيخ زايد أول من دعا إلى الوحدة. وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 1971 تكون اتحاد من ست إمارات (أبو ظبي وعجمان ودبي والفجيرة والشارقة وأم القوين) وعرف باسم الإمارات العربية المتحدة. وانتخب الشيخ زايد رئيسا للاتحاد والشيخ راشد آل مكتوم نائبا للرئيس. وقد انضمت رأس الخيمة بعد فترة وجيزة إلى الاتحاد الذي أعلن رسميا في 11 فبراير/ شباط 1972. ظل الشيخ زايد رئيسا لدولة الإمارات طوال هذه المدة، وازدهرت الدولة في عهده إلى حد كبير، حيث زاد عدد السكان وازداد معه العمران والتقدم في جميع المجالات. تدهورت صحة الشيخ زايد في السنوات الأخيرة وتوالت رحلاته العلاجية إلى الولاياتالمتحدة. وأجريت له عملية جراحية بالعمود الفقري عام 1996 وأخرى لزرع كلية عام 2000. سياسته الخارجية كان الشيخ زايد حريصا على الاحتفاظ بالعلاقات الجيدة الوثيقة مع الدول العربية وقاد كثيرا مبادرات إنهاء الخلافات العربية كما ينسب إليه فضل تنظيم المقاطعة النفطية العربية للغرب في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973. وكان الشيخ زايد يرى أن حل مشكلة الجزر الثلاث المتنازع عليها مع إيران (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) من خلال الطرق السلمية، بالمفاوضات المباشرة أو التحكيم الدولي. وقبيل الاحتلال الأميركي للعراق في أبريل/ نيسان 2003 كان الشيخ زايد قد تقدم باقتراح إلى قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت في شرم الشيخ، يقضي بتخلي الرئيس صدام حسين عن السلطة وخروجه آمنا مع عائلته خارج العراق، ولم يجد هذا الاقتراح طريقه إلى جدول أعمال القمة وأثار سخط الجانب العراقي ولقي ردود فعل متفاوتة في الساحة العربية.