ذكرت تقارير إخبارية أن الأجهزة الأمنية في واشنطن وتل أبيب قلقة من احتمال سيطرة تنظيم القاعدة على السلاح النووي الباكستاني، اذا أدت الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا إلى سيطرة الحركات الإسلامية على الحكم في إسلام آباد. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الولاياتالمتحدة وضعت خططا لحماية الأسلحة النووية الباكستانية لمنع وصولها الى ما وصفته ب " ايد غير أمينة" لكن مسؤولين امريكيين قلقون لان معلوماتهم عن مكان وجود هذه الأسلحة محدودة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي سابق قوله "لا يمكننا إن نكون واثقين ثقة تامة باننا نعرف مكان وجودها". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته انه اذا قامت الولاياتالمتحدة بمحاولة لمنع فقدان هذه الأسلحة "فانها ستكون فوضوية جدا". وتابع التقرير ان ايا من القوى التسع النووية المعلنة في العالم لا تثير القلق الذي تسببه باكستانلواشنطن. وتبدو حكومة إسلام اباد غير مستقرة بينما يسيطر على بعض الأراضي الباكستانية متشددون ينفذون عمليات انتحارية في غرب البلاد، في حين ان ملف المسؤولين النوويين القريبين من السلطة مثل المهندس النووي عبد القدير خان، مقلق لجهة نقل التكنولوجيا النووية الحساسة. وقالت الصحيفة نقلا عن "مسؤولين مطلعين اثنين" انه نظرا لدرجة الخطورة العالية، اعدت الاستخبارات الامريكية خططا منذ فترة طويلة للتدخل لمنع حدوث عمليات سطو من هذا النوع. وتابعت ان المسؤولين لن يناقشوا تفاصيل الخطط لكن مسؤولين سابقين عدة اكدوا ان الخطط تقضي ببذل جهود لنقل اي اسلحة نووية معرضة لخطر وشيك من الوقوع في ايدي ارهابيين. وتتصور الخطة في احسن الاحوال ان يساعد المسؤولون العسكريون الباكستانيون الامريكيين في القضاء على هذا التهديد. وقال مات بون خبير الاسلحة النووية والمسؤول العلمي السابق في البيت الابيض في عهد الرئيس بيل كلينتون ان هذه المساعدة لا وجود لها في سيناريوهات اخرى. كانت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ذكرت في وقت سابق ان تطور الاوضاع الداخلية في باكستان تثير مخاوف امريكا والدول الغربية خاصة وانها الدولة الاسلامية الوحيدة التي تمتلك اسلحة نووية . ونقلت الصحيفة عن احد قادة الاستخبارات الامريكية خلال السنوات الماضية قوله خلال زيارة اسرائيل الاسبوع الماضي بانه هناك تخوفا وقلقا من احتمالية سيطرة "اسلاميين متشددين" على السلطة في باكستان تسمح لمجموعات اسلامية وعلى رأسها تنظيم القاعدة بالوصول الى الاسلحة النووية. وقال المسؤول الامريكي السابق بانه لو كان اليوم في الادارة الامريكية لكانت سيطرة مشرف على المواد والاسلحة النووية هي المسألة الاولى وركيزة السياسة الامريكية مضيفا بان امريكا تعرف مكان الصواريخ والقنابل لكنها ليست متأكدة من مكان وجود المواد المشعة . من ناحيته، قال بروس رايدل الذي عمل مستشارا لشؤون الشرق الاوسط للرئيسين كلينتون وبوش وشغل مناصب عليا في مجلس الامن القومي ويعمل حاليا باحثا كبيرا في مركز سبان في واشنطن، انه اذا كانت هناك ثورة اسلامية في الباكستان ومنظمة ارهابية من نوع القاعدة تسيطر على سلاح نووي فان الهدف الأول للهجوم لن يكون الولاياتالمتحدة بل إسرائيل.