حمل اثنان من الخبراء الأمريكيين البارزين في العلوم السياسية وهما (John Mearsheimer) و( Stephan Walt ) اللوبي الإسرائيلي المسؤولية عن وقوع الحرب على العراق عام 2003 و ما وصفوه بالأخطاء الأخرى للإدارة الأمريكية الحالية. وأكدا في مقابلة أجرتها صحيفة دير ستاندارد النمساوية في عددها الصادر في فيينا اليوم الثلاثاء 13/11/2007 إن الكتاب الذي نشراه مؤخراً حول العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تحت عنوان " اللوبي الإسرائيلي " فجر مناقشات حادة وصلت إلى حد اتهامهما بالعداء لليهود. وأوضحا بأنهما لا يستغربان من توجيه هذه التهمة لهما " لأن الشخص الذي ينتقد إسرائيل داخل الولاياتالمتحدة يدرج بشكل تلقائي ضمن المعادين للسامية، وهذا سلاح مؤثر يستخدم ضد كل من ينتقد اليهود، حيث يتعرض مثل هؤلاء الاشخاص الى فرض العزلة عليهم وعدم السماح للسياسيين بالتعامل معهم إضافة إلى منع دور النشر من نشر كتبهم وآرائهم". وذكر Mearsheimer بأن اللوبي الإسرائيلي وإسرائيل يملكان تأثيراً كبيراً على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث كان بمقدور هذا اللوبي وحده منع وقوع الحرب على العراق لو أراد ذلك، ويعتبر المحافظون الجدد الأعضاء البارزين في هذا اللوبي، وهم الذين رغبوا في هذه الحرب منذ عام 1998 حيث وجهوا رسالتين بهذا الخصوص إلى الرئيس السابق كلينتون لكن دون جدوى، كما لم يتمكن اللوبي في البداية من إقناع الرئيس بوش ونائبه تشيني بضرورة هذه الحرب، لكن أعضاء اللوبي واصلوا الضغط واستغلوا أحداث 11 سبتمبر التي ساعدتهم على تغيير وجهة نظر الرئيس بوش وتشيني". من جانبه قال Walt " كان ممكناً أن لا تقع الحرب على العراق لولا تدخل اللوبي الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن بوش وتشيني لا ينضمان إلى هذا اللوبي إلا أن آخرين كانوا يؤيدانهما في هذا المسعى وبينهم وزير الدفاع رامسفيلد رغم كونه خارج اللوبي المذكور". وحول دوافع ضغط اللوبي الإسرائيلي لشن الحرب على العراق أوضح الكاتب الأمريكي Walt قائلاً " إن فكرة شن الحرب لم تأت من الإسرائيليين بل جاءت من قبل المحافظين الجدد في اللوبي الإسرائيلي، حيث جاء رد إسرائيل في بداية الأمر بأن المشكلة ليست في العراق وإنما في إيران، ولكن عندما تعهدت حكومة بوش بان حرب العراق هي الخطوة الأولى على طريق مهاجمة إيران في وقت لاحق، عند ذاك أيد الإسرائيليون هذا التوجه وخاب ظنهم بأن الأمور ستكون سهلة ". أما زميله Mearsheimer فقال " إن الدول( وبينها إسرائيل) تتخذ غالباً قرارات غبية، فالعقبة الأساسية أمام تحقيق حل سلمي مع الفلسطينيين تكمن في الإسرائيليين أنفسهم لأنهم يرفضون التخلي عن الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية قادرة على العيش إلى جوارهم، إن الأمر المحزن في التطورات الراهنة بان الولاياتالمتحدة تساند إسرائيل رغم اتخاذ الأخيرة مثل هذه المواقف الغبية، إن كافة الحكومات الأمريكية وقفت ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية لكن واشنطن لا تستطيع فرض الضغوط على إسرائيل". وفيما يتعلق بدور اللوبي الإسرائيلي فيما يتعلق بالنزاع مع إيران أشار الكاتب الأمريكي Walt قائلاً " إن الولاياتالمتحدة لن تتجرأ على توجيه ضربة عسكرية لإيران إلا تحت تأثير إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، نحن ضد حيازة إيران للسلاح النووي ولكننا وفي نفس الوقت نعارض شن " حرب وقائية " . ورداً على إشارة لمراسل الصحيفة النمساوية إلى أن النقد الموجه لهذين الكاتبين الأمريكيين ليست له علاقة بمعاداة السامية فحسب بل بمسألة إتباع الحجج القديمة الخاصة بنظرية المؤامرة، إلا إن الكاتب الأمريكي Mearsheimer نفى ذلك تماماً وقال " هذا الكلام ليس صحيحاً لأننا نرفض " بروتوكولات حكام صهيون " وكافة أشكال معاداة السامية ". ينما قال زميله Walt " إن اللوبي الإسرائيلي هو مجموعة تدافع عن مصالحها مثل لوبي الأسلحة، ولوبي الصناعات الدوائية، ولوبي المزارعين وغيرها، ونحن لا نتحدث عن أية مؤامرة ". وقال Mearsheimer " إن اللوبي الإسرائيلي يظل الأقوى نفوذاً من غيره، وهذا أمر لا جدال فيه على الإطلاق، حيث تعد مجموعة ( AIPAC) أقوى لوبي يعمل في الولاياتالمتحدة، لكن من يتجرأ ويقول هذا الكلام توجه إليه تهمة معاداة السامية". وقال Walt " إن كافة أعضاء اللوبي الإسرائيلي يتمسكون بإستمرار العلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدة ودولة إسرائيل وتدفق المساعدة المالية والعسكرية عليها حتى ولو كان لدى البعض منهم تحفظات ازاء سياسة الاستيطان الإسرائيلية". وخلص Mearsheimer في حديثه للصحيفة النمساوية يقول " إن مجموعات المصالح التي تقوم على أسس تنظيمية جيدة وتملك المال اللازم ولديها خططاً واضحة تستطيع أن تؤثر بشكل كبير على السياسة، وهناك مثال على ذلك يوضح بأنه على الرغم من رغبة الأمريكيين بتقليص انتشار حيازة السلاح الشخصي في البلاد، لكن مجموعة صغيرة معروفة اختصاراً بإسم ( NRA ) لديها النفوذ تمنع من اتخاذ اجراءات للحد من اانتشار هذه الأسلحة" .