رفضت القيادة الفلسطينية طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون بتغيير توجهات الإعلام والتعليم المناهضة لإسرائيل قبل تفكيك "المنظمات الإرهابية" كشرط للدخول في مباحثات السلام. واعتبر رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أن وقف التحريض هي قضية متبادلة بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفا أنه "ربما يكون لدينا قضايا من هذا النوع إنما عندهم الأكثر"من جانبه قال وزير شؤون المفاوضات صائب عريقات إن وقف التحريض مطلوب من الجانبين باعتباره جزءا من خريطة الطريق التي تقوم على مبدأ التوازي في تطبيق بنودها. كما طالب عريقات إسرائيل بالتخلي عن فرض الشروط للدخول في مباحثات السلام. وكان شارون طلب من القيادة الفلسطينية العمل قبل كل شيء على إنهاء ما سماه التحريض ضد إسرائيل في المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام كشرط مسبق لإظهار رغبتها باستئناف محادثات السلام. وأوضح في حديث لأعضاء حزبه مساء أمس أن الدعاية المعادية لإسرائيل في المدارس ووسائل الإعلام الفلسطينية لا تقل خطورة عن أسلحة الفلسطينيين, ولكنه أكد عدم التخلي عن المطالبة بتفكيك ما وصفها بالمنظمات الإرهابية.واعتبر محللون إسرائيليون في تصريحات شارون تراجعا عن مطالبه بضرورة قيام السلطة الفلسطينية بتفكيك فصائل المقاومة الفلسطينية قبل الدخول في مباحثات السلام في تلك الأثناء أقرت اللجنة المركزية لحركة فتح في غزة إمكانية الجمع في المستقبل بين رئاسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. وجاء في بيان للجنة أنه من الممكن أن يتولى رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة رئاسة السلطة الفلسطينية.جاء ذلك في حين واصل المسؤولون لقاءاتهم بممثلي الفصائل الفلسطينية بغزة لبحث ملف الانتخابات وضبط الوضع الأمني. وطالب رئيس الوزراء أحمد قريع بوضع حد لما وصفه بفوضى السلاح مؤكدا ضرورة الاحتكام إلى القانون والنظام.وأكد الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم أن اللجنة المركزية لفتح أحالت تقريرا إلى مجلس الأمن القومي الفلسطيني بشأن التعامل مع الانفلات الأمني وآلية توفير الحراسة للأفراد والمؤسسات, كما أرسلت تقرير لجنة التحقيق بشأن أحداث غزة الأخيرة للنائب العام. في غضون ذلك أكد محمود عباس أنه أجرى اتصالات مع دول العالم لإزالة العقبات أمام تنظيم الانتخابات الرئاسية المقررة في التاسع من يناير/ كانون الثاني ومن أبرزها الاحتلال الإسرائيلي. وحول ملابسات وفاة الرئيس ياسر عرفات قال وزير الخارجية نبيل شعث إن المندوب الفلسطيني في الأممالمتحدة ناصر القدوة سيتوجه إلى فرنسا للحصول على الملف الطبي للرئيس الراحل باعتباره ابن شقيقته.وأضاف شعث أن التقرير الذي سيتسلمه ناصر القدوة سينقل إلى لجنة وزارية شكلت للتحقيق في أسباب وفاة الرئيس عرفات. وتنص قوانين فرنسا على السماح فقط لأفراد عائلة المريض أو المتوفى بالاطلاع على تقاريره الطبية.