أعلنت سوريا الأحد موافقتها على المشاركة في مؤتمر "أنابوليس" للسلام، المقرر عقده نهاية الأسبوع الجاري بولاية ماريلاند الأمريكية، برعاية الرئيس جورج بوش، إلا أنه قالت إن نائب وزير خارجيتها، فيصل المقداد، سيرأس الوفد السوري للمؤتمر. ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدر إعلامي مسؤول قوله إن حكومة الجمهورية العربية السورية تلقت دعوة من حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشاركة في مؤتمر أنابوليس للسلام، بعد أن تم إدراج المسار السوري على جدول أعمال المؤتمر، وذلك وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام. وأضاف المصدر أن سوريا قد وافقت على تلبية الدعوة بوفد رسمي، برئاسة الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية. وكانت سوريا قد ربطت مشاركتها في المؤتمر بإدراج قضية الجولان ضمن جدول أعماله، مجددة مطالبتها باستعادة الهضبة السورية التي استولت عليه إسرائيل في حرب 1967. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين، على هامش مشاركته باجتماع لوزراء الخارجية العرب عُقد مؤخراً بالقاهرة: "لم نتخذ بعد قراراً بالمشاركة إلى أن نتحصل على جدول أعمال المؤتمر، ونطّلع عليه، وما إذا كان يتضمن بنداً حول النزاع السوري-الإسرائيلي، أي هضبة الجولان المحتلة." وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قرّرت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى الجمعة، المشاركة في مؤتمر "أنابوليس" المرتقب الثلاثاء المقبل، والذي يهدف لتفعيل مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. غير أنّ وزير الخارجية سعود الفيصل شدّد على أنّه لن يقبل "بمظاهر مسرحية" مثل مصافحة المسؤولين الإسرائيليين، قائلاً إنّه من الضروري أن ينصبّ الاهتمام على التوصّل إلى تحقيق تقدّم واضح. وكانت مشاركة الأمير سعود الفيصل، هدفاً مهماً للولايات المتحدة، لإظهار أنّ العرب يدعمون بقوة المؤتمر الذي يستهدف إعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين المتوقفة منذ سبع سنوات. وفي مؤتمر صحفي مشترك في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بين الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ووزير خارجية السعودية، أكد الفيصل أن الاجماع العربي الذي لمسه خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية التشاوري، هو الذي دفع المملكة لاتخاذ قرار المشاركة. وقال الفيصل "نحن لسنا مستعدين لنكون جزءا من استعراض مسرحي، أو للمصافحات واجتماعات لا تعبذر عن مواقف سياسية."