شدد الرئيس الأمريكي جورج بوش على أنه ما زال يعتبر إيران تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم، رغم التقرير الاستخباراتي الأمريكي، الذي تم الكشف عنه مؤخراً، والذي أكد أن إيران ليس لديها أية توجهات لحيازة أسلحة نووية في الوقت الراهن. وفي مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض الثلاثاء، قال بوش إن التقرير يعتبر "إشارة إنذار" ضد الجمهورية الإسلامية، خاصة بعدما ذكر التقرير أن إيران كان لديها بالفعل برنامجاً للتسلح النووي، أوقفته في العام 2003. وأضاف بوش قوله: "لديهم البرنامج (التسلح النووي)، لقد أوقفوا البرنامج"، مستطرداً القول: "إنه (التقرير) إشارة إنذار لأنهم (الإيرانيين) يمكنهم إعادة العمل به مجدداً." وكان تقرير للاستخبارات الأمريكية قد كشف الاثنين، أن إيران سعت في السابق إلى إنتاج أسلحة نووية، ولكنها اضطرت إلى وقف برنامجها النووي العسكري في العام 2003، مشيراً إلى أنه الجمهورية الإسلامية سيكون بمقدورها إنتاج مثل هذه الأسلحة خلال الفترة بين عامي 2010 و2015. إلا أن التقرير أشار إلى أن إيران ما زالت تقوم بتطوير إمكانياتها الفنية النووية، مما يعني أن طهران سيكون لديها القدرة على إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، الذي يستخدم في الأغراض العسكرية، في غضون السنوات القليلة المقبلة. وقد أثار هذا التقرير العديد من التساؤلات حول التناقض الحاصل مؤخرا إزاء الضغوط الدولية التي تقودها واشنطن ضد إيران على خلفية برنامجها النووي. إلا أن مستشار الأمن الوطني الأمريكي، ستيفن هادلي، رد على هذه التساؤلات قائلاً: "لا أظن أننا أخطأنا بشأن ما كانت (إيران) تقوم به، أو حول نواياها.. مخاوفنا هو أنهم كانوا يسعون لسلاح نووي." وأضاف هادلي قوله:"شاهدنا التخصيب، وهو ما لم نستطع تفسيره.. شاهدنا الصواريخ الباليستية.. لقد دفع ذلك الناس إلى الاستنتاج بأننا قلقون بأنهم يسعون وراء برنامج تسلح نووي". ولكن هذا التقرير يخفف من حدة القلق بشأن البرنامج النووي الإيراني، مقارنة بتقرير سابق صدر في العام 2005، جاء فيه أن "إيران تواصل السعي لإنتاج وتطوير أسلحة نووية، رغم العقوبات والضغوط الدولية التي تتعرض لها." وفي رد فعل من جانبها، أعلنت إيران الثلاثاء ترحيبها بالتقرير الاستخباراتي الأمريكي الأخير، حيث أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، علاء الدين بروجردي، أن "اعتراف أجهزة الاستخبارات الأمريكية بالطابع السلمي لأنشطة إيران النووية، يثبت صدق تصريحات المسؤولين الإيرانيين بشأن الاستخدام السلمي للطاقة النووية". كما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، إن "هذا التقرير يمكن أن يحمل رسائل جيده لحلفاء أمريكا الأوروبيين"، مضيفاً القول إن "الأوروبيين بإمكانهم عبر إعادة النظر في سياساتهم غير الواقعية، اختيار توجهات عادلة وحلول تتسم بالحكمة." - (CNN):