يبدو أن تجربة "عملية" خاضها ضابط أمريكي دامت 5 ساعات ضد المقاتلين العراقيين في الموصل كانت وراء تغيير نظرته وإقراره بالتنظيم الدقيق الذي يسود أوساط هؤلاء المقاتلين على عكس الشائع لدى القوات الأمريكية التي تعتبرهم "غوغاء". وقال الكولونيل جيمس كوفمان في سياق بيان اصدرته القيادة العسكرية الامريكية الاحد للاشادة بشجاعته عندما تعرض لكمين مسلح قبل اسبوع "كان هذا عدوا مدربا". وأضاف هذا الضابط أن النظرة السائدة عن هؤلاء المسلحين تتلخص في كونهم جماعة من الغوغاء منوها أنهم في حقيقة الأمر "مدربون جيدا". وتابع قائلا "بعد ان انفضت المعركة وجدوا ان 23 من هؤلاء الاشرار قتلوا. كانوا جميعا يرتدون ملابس سوداء. كانوا منظمين ومنضبطين ولديهم خطط لاطلاق النيران من اماكن مختارة بعناية". وكان هذا الضابط الذي يعمل مستشارا لقوة جديدة من الكوماندوس التابعين للشرطة العراقية تعرض لكمين مع هذه الوحدة أمام مركز للشرطة في الموصل يوم 14 نوفمبر الحالي. وكان مقاتلون من السنة قد دخلوا الموصل ثالثة كبريات مدن العراق لعدة ايام في الوقت الذي اقتحمت فيه القوات الامريكية مدينة الفلوجة معقل المقاتلين السنة التي تقع على مقربة من بغداد. ووسط اطلاق للقذائف الصاروخية ونيران الاسلحة الرشاشة حاصر المقاتلون افراد الكوماندوس المرافقين لكوفمان وارغموهم على مغادرة عرباتهم المحطمة. وقال كوفمان "اعدوا لنا كمينا محكما وضربونا بشدة. وتابع اتخذوا مواقع لهم عبر الشارع وحتى فوق اسطح المباني وبهذا حاصرونا جيدا". ولم يتسن هزيمة المقاتلين في نهاية المطاف وتحويل سير المعركة الا بعد 4 ساعات عندما تم استدعاء طائرة امريكية لاطلاق صواريخ على المهاجمين ولدى وصول قوات امريكية من فرقة سترايكر للمشاركة في عملية للانقاذ. ولفت كوفمان أن مهاجميهم كانوا يحظون باسناد من فرق فرق لاطلاق القذائف الصاروخية أر.بي.جيه تطلق النار بشكل متناسق. وأضاف أنهم كانوا سيمكثون ويقاتلون موضحا "حتى عندما جاءت قوات سترايكر لم يفكروا في الهروب بل ظلوا يقاتلون". وزاد "نعرف انه قتل 23 منهم والسكان ابلغونا بان هناك 100 جريح على الاقل ولكنني لم ار هذا العدد الكبير". وقال كوفمان انه كان تقريبا الرجل الاخير الذي ظل يقاتل حتى آخر الرصاصات القليلة التي كانت معه عندما وصلت المساعدة لدحض المقاتلين وارغامهم على الفرار.