وجّه الرئيس الأمريكي جورج بوش، في آخر خطاب سنوي في ولايته عن حال الاتحاد، عدّة رسائل سياسية متعددة الاتجاهات، مركزاً على إيران والعراق. كما تطرق الرئيس الأمريكي في الخطاب الذي ألقاه في وقت متأخر من مساء الاثنين 28-1-2008، إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية، إذ جدد تأكيد نيته "القيام بكل ما يمكنه القيام به" ليتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق سلام قبل انتهاء ولايته، أي أقل من عام. وكان بوّش علّق على التطورات الحدودية بين قطاع غزة ومصر في برنامج إذاعي، فاعتبر أن تدفق الفلسطينيين إلى مصر يجسد "المأساة" التي أغرقت بها حركة حماس القطاع. وقال متوجها إلى الفلسطينيين "أقول: انظروا ماذا جلبت لكم حماس". وأضاف "ليسوا قادرين على تأمين نظام تربوي افضل ونظام صحي افضل وقد جلبوا المأساة". وأضاف الرئيس الأمريكي "على عكس العبارات الجوفاء، أن تحديد دولة فلسطينية سيعطي الرئيس عباس ورئيس الوزراء (سلام فياض) شيئا ما للناس في غزة والضفة الغربية: ادعمونا, هذا ما ستقدمه الدولة, ادعموا الآخرين (حماس) وانظروا على ماذا ستحصلون". وتضمن خطاب بوش تحذيراً إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محذراً إياها من مواجهة مع الولاياتالمتحدة، في حال هددت الجنود الأمريكيين، مؤكداً أن بلاده ستدافع عن مصالحها ومصالح حلفائها في الخليج. وحث بوش إيران مجددا على تعليق نشاطاتها النووية الحساسة ووقف "القمع" الداخلي وكذلك "دعم الإرهاب في الخارج". وقال متوجها إلى الزعماء الإيرانيين "لكن, قبل كل شيء, اعرفوا هذا الأمر، أمريكا ستواجه الذين يهددون جنودها وسوف نقف الى جانب حلفائنا وسوف ندافع عن مصالحنا الحيوية في الخليج الفارسي". وجدد الرئيس الأمريكي دعوته لإيران لوقف تخصيب اليورانيوم، قائلاً: "رسالتنا إلى زعماء إيران واضحة أيضا.. فلتعلقوا التخصيب النووي بشكل يمكن التثبت منه حتى يمكن أن تبدأ المفاوضات". أما عن العراق، فقد حذّر بوش الطبقة السياسية في الولاياتالمتحدة من تعريض التقدم الذي تحقق في العراق للخطر من خلال الإقدام على انسحاب قبل أوانه للقوات الأمريكية، وذلك في فترة الحملة الانتخابية التي تعتبر فيه المسألة العراقية رهانا كبيرا. وأشار إلى أن "كل انسحاب إضافي للجنود الأمريكيين سيكون مرتكزا على الشروط على الأرض". وفي الوقت عينه، حذر بوش الأمريكيين من أن عليهم أن يتوقعوا ايضا معارك ضارية في العراق، مع تأكيده أن الأمن تحسن بشكل ملحوظ وأنه يتوقع حصول تقدم في العام 2008. وقال "لقد وجهنا ضربات قاسية إلى أعدائنا في العراق. لم يتم دحرهم بعد ويجب أن نتوقع معارك ضارية". وأضاف حسب هذه المقاطع التي نشرها البيت الأبيض "هدفنا, خلال العام الجاري, هو ترسيخ المكاسب التي حققناها في 2007 والاستفادة منها مع القيام بالخطوة الانتقالية نحو المرحلة الجديدة من استراتيجيتنا". وأشار إلى أن الجنود الأمريكيين يسلمون تدريجا العراقيين قيادة المعارك كي يتفرغوا الى مهمة الحماية والمراقبة. وقبل خطاب بوش، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن البيت الابيض يستعد ليطلب من الكونغرس مبلغ 70 مليار دولار لتغطية نفقات الحرب في العراق وأفغانستان "للقسم الاول" من العام المالي 2009 حتى وصول الإدارة الجديدة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع براين وايتمن "سنرسل الموازنة للعام المالي 2009"، موضحا أن "هذا الطلب يشمل مساهمة عاجلة لتمويل النشاطات المرتبطة بالحرب على الإرهاب" تبلغ قيمتها 70 مليار دولار. وأضاف المتحدث أن هذا المبلغ "لن يكون سوى جزء من المبلغ المطلوب لتمويل الحرب على الإرهاب عام 2009" مضيفا أنه "لن يغطي كامل السنة"، إلا أنه سيتيح تغطية النفقات المرتبطة بالحرب حتى موعد وصول الإدارة الجديدة إلى السلطة في يناير 2009. وكان بوش طلب من الكونغرس تخصيص موازنة بقيمة 196,4 مليار دولار لتمويل العمليات القتالية عام 2008. ولم يوافق الكونغرس حتى الآن سوى على نصف هذا المبلغ أي 70 مليار دولار لتغطية نفقات القتال و16,8 مليارا لشراء آليات مدرعة قادرة على مقاومة الالغام والمتفجرات.