وقعت الخرطوم والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على اتفاقية تحكم وضع القوات المشتركة بدارفور, في حين حذر مسؤولان أمميان كبيران من اتجاه الوضع في الإقليم نحو الانفلات والتحول إلى حرب شاملة.ووُقعت وثيقة "اتفاقية وضع القوات" المشتركة في مقر وزارة الخارجية, حيث وقعها عن الجانب السوداني وزير الخارجية دينق ألور, وعن الطرف الآخر ممثل البعثة المشتركة رودولف أدادا.وتعرض الاتفاقية بالتفصيل الإطار القانوني لعمل البعثة الأممية والأفريقية لحفظ السلام بإقليم دارفور، التي تضم 26 ألف عنصر. وبالتوقيع على هذه الاتفاقية تصبح يبدأ عمل القوة المشتركة التي تضم حاليا نحو تسعة آلاف عنصر فقط. وجاء هذا التطور بعد ساعات من تحذير المبعوث الأممي الخاص إلى الإقليم يان إلياسون من أن إقليم دارفور بات يتجه نحو الخروج عن السيطرة والتحول إلى حرب شاملة.وقال إلياسون إن فصائل التمرد لم تحقق سوى تقدم محدود في الاستعداد لمفاوضات سلام جديدة, نافيا استعدادها لإجراء محادثات جادة.وأبلغ إلياسون مجلس الأمن بأن طائرات وقوات حكومية ومليشيات هاجمت ثلاث بلدات يوم الجمعة الماضي، قائلا إن الوضع أصبح "يبعث على القلق" وإن العملية تبدو واسعة النطاق، وأضاف أن "الوضع يفلت من السيطرة ولا يمكن عقد محادثات سياسية إذا لم نهيئ مناخا يمكن أن تعقد فيه".وأوضح أن سكان دارفور لا يستطيعون الانتظار إلى الأبد مطالبا المجتمع الدولي بقبول أن خطوات السلام ستكون تدريجية وستتطلب وقتا أطول مما كان متوقعا. كما طالب بتعيين مسؤول مشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي متفرغ لتنسيق جهود الوساطة في السودان.بدوره قال جان ماري غيهينو مساعد الأمين العام الأممي لعمليات حفظ السلام إن الوضع في دارفور تؤججه أعمال العنف التي وقعت في تشاد المجاورة خلال الأيام الماضية.وأضاف الدبلوماسي الفرنسي أمام مجلس الأمن أن "إمكانيات زعزعة الاستقرار في المنطقة نتيجة أزمة دارفور تبرز في المعلومات التي تشير إلى دعم سوداني لحركات التمرد التشادية من جهة, وإلى دعم تقدمه تشاد إلى بعض المتمردين في دارفور من جهة أخرى".وأضاف غيهينو أن المواجهات الأخيرة بين الخرطوم وفصيل حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم، تشكل إحدى أبرز المشاكل الأمنية في الإقليم.واعتبر أن تلك المواجهات ستؤثر على نشر القوة الأممية الأفريقية المشتركة, معربا عن أسفه لافتقار تلك القوة للكثير من وسائل النقل الجوية والبرية الأساسية.ميدانيا أكد الجيش السوداني شن عمليات عسكرية أمس بولاية غرب دارفور. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش عثمان محمد الأغبش إن قواته مشطت مناطق أبو سروج وسربا وصليعة بالإقليم.وأضاف أن الجيش تمكن من دحر المتمردين من الحركات المسلحة, مضيفا أنهم انسحبوا إلى داخل الأراضي التشادية, مخلفين وراءهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى والمعدات. كما أقر بمقتل جندي وإصابة أربعة بجروح في صفوف القوات المسلحة.بالمقابل اتهم القائد الميداني في حركة العدل والمساواة عبد العزيز نور القوات الحكومية ومليشيات تابعة لها بمهاجمة البلدات الثلاث، وأشار إلى أن "التقديرات الأولية لعدد القتلى تصل إلى نحو مائتي قتيل، لكن يصعب التحقق من العدد لأن الجيش لا يزال هناك" "الجزيرة"