أعلن "حزب الله" اللبناني الأربعاء عن اغتيال "القائد العسكري في الحزب" في الحزب عماد مغنية في انفجار السيارة في دمشق الثلاثاء ، متهماً إسرائيل بالوقوف خلف الاغتيال. وجاء التأكيد في خبر بثته قناة "المنار" التابعة للحزب، قبل أن تستبدل برامجها العادية ببث آيات من الذكر الحكيم. وامتنعت اسرائيل عن التعليق على اتهام حزب الله، وقال مارك ريجيف، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت "لم نصدر بيانا حول هذا الامر". وجاء في الخبر الذي بثته "المنار" ما نصّه "بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار. فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة". وأضاف البيان: "لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما". وختم "عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل انشاء الله. كما نتقدم من عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز". سيرة مغنية وعماد مغنية، الملقب بالحاج رضوان، هو أحد أهم المسؤولين العسكريين والأمنيين، كما يرجح أن يكون مسؤولاً عن العمليات الخارجية في الحزب. وهو من مواليد 7 ديسمبر 1962، والتحق بالحزب عام 1983. ولا يُعرف الكثير عن مغنية، إلا أنه مطلوب في 42 دولة، كما يقع اسمه على رأس قائمة للمخابرات الأمريكية تضم 22 اسماً، مع جائزة ب 25 مليون دولار لمن يدل عليه، وهي جائزة ارتفعت من 5 ملايين دولار بعد أحداث سبتمبر. وكانت سيارة ملغومة انفجرت في كفر سوسة السكني بالعاصمة السورية دمشق فجر الأربعاء 13-2-2008، ما أسفر عن مقتل رجل وجرح اثنين. وبينما رفض مسؤولون أمنيون في الموقع الإدلاء بأي تعليق، أشار أحد الشهود العيان إلى رؤيته "ضباط أمن، وهم يسحبون الجثة من المكان"، فيما لفت شاهد آخر إلى أن العشرات من عناصر الشرطة والاستخبارات سارعوا في المكان، مشيراً إلى أن سكان الحي "أصيبوا بالرعب.. نحن لسنا معتادين على مثل هذه الأشياء في سوريا". ويضم الحي الراقي، الذي بُني حديثاً، مدرسة إيرانية وقسما للشرطة ومكتبا رئيسيا للاستخبارات السورية. وقطرت شاحنة للشرطة السيارة المدمرة، وهي نموذج جديد من نوع ميتسوبيشي باجيرو، والتي كانت متوقفة في مرآب وسط مبان. وأدى الانفجار إلى تحطم ألواح الزجاج في المباني القريبة، وتضرر 4 سيارات مركونة قريباً. على الصعيد السياسي تجددت الاشتباكات، السياسية والأمنية، بين الموالاة والمعارضة، على بُعد يومين من الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، وهي المناسبة التي دعت قوى الأكثرية مناصريها لإحيائها، في مظاهرة بوسط بيروت التجاري. ففي السياسة، تلقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش الثلاثاء 12-2-2008، أكد فيها دعمه "لحكومة لبنان الشرعية" ول "جهود الأكثرية البرلمانية للوقوف بحزم في وجه الضغوط" التي تتعرض لها. أما زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط فقد شن هجوما عنيفا على "حزب الله"، واتهمه بالعمل على إنشاء "دويلة حزب الله"، مؤكداً أنه لا يرى "إمكانية للعيش" مع الحزب الشيعي. أما في الأمن، فقد دعت السفارة الأمريكية موظفيها ومواطنيها إلى "الحدّ من تنقلاتهم" يومي الأربعاء والخميس، "نظرا إلى الأجواء السياسية السائدة" في لبنان. وصدر التحذير الأمريكي قبل ساعات من وقوع مواجهات بين أنصار المعارضة والموالاة في بيروت، دون الإفادة عن وقوع إصابات. مساء الثلاثاء، تراشق أنصار حركة أمل (معارضة)، وتيار المستقبل (موالاة) بالحجارة في كورينش المزرعة في بيروت، كما سمع دوي أعيرة نارية، بينما انتشرت وحدات من الجيش لمنع التصعيد. وامتلأت الطرقات في المكان بالحجارة كما تحطم زجاج عدد من السيارات المركونة. كذلك احترقت دراجة نارية. وأكد مسؤول أمني وقوع الاشكال، ولم ترد معلومات حول وقوع اصابات. وقلل مسؤول في حركة أمل من أهمية الحادث، مؤكدا أنه مجرد "تصفية حسابات" بين مجموعات متنافسة، علماً ان مواجهات مماثلة سبق أن وقعت في الأيام الماضية بين أنصار الطرفين. وتأتي هذه المواجهات في مناخ سياسي شديد التوتر، ويخشى من ان تكرارها حتى الخميس، موعد احياء ذكرى اغتيال الحريري، الذي قتل مع 22 شخصا آخر في تفجير في بيروت في 14 فبراير 2005. وقبل يومين من الذكرى، تسلم السنيورة رسالة من الرئيس الأمريكي، أكد فيها مواصلة الجهود الأمريكية في الاممالمتحدة "لضمان التطبيق السريع للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان" التي ستنظر في اغتيال الحريري. وعبّر بوش في الرسالة، التي وزعت السفارة الامريكية نصها, عن "القلق العميق بسبب جهود البعض, وبينهم سوريا وايران وحلفاؤهما, من اجل تقويض مؤسسات لبنان الدستورية من خلال العنف والتهويل". وأكد أن بلاده "لن تتردد في دعمها لحكومة لبنان الشرعية المنتخبة ديمقراطيا. وفي هذا السياق, ستستمر الولاياتالمتحدة في الدعوة إلى انتخاب فوري وغير مشروط لرئيس جديد وفقا للدستور اللبناني, ونحن سندعم جهود الأكثرية البرلمانية المنتخبة ديمقراطيا للوقوف بحزم في وجه الضغوط للتخلي عن مبادئها". من جهته، واصل النائب وليد جنبلاط هجومه على "حزب الله" بتحويل لبنان إلى "مربعات أمنية"، والعمل على إنشاء "دويلة حزب الله". وقال جنبلاط في مقابلة تلفزيونية بثت مباشرة على الهواء على قناة المستقبل الاخبارية "جنوب خط الشام تقوم دويلة حزب الله امنيا وسياسيا وثقافيا". وخط الشام او طريق بيروت-الشام يقطع لبنان الى قسمين شمالي وجنوبي من بيروت غربا الى الحدود مع سوريا شرقا. واضاف "هناك استحالة تعايش مع حزب الله, مع حزب شمولي, وانا اطالب بطلاق حبي, ليحتفظ بسلاحه وثقافته واعلامه انما ليتركني اعيش". وردا على سؤال حول ما اذا كان يعني بكلامه انه يطالب بالتقسيم اجاب "لبنان صغير لا يمكن ان يقسم" وعن الحل قال "لا اعرف, لكن في المستقبل لا ارى امكانية للعيش" مع حزب الله. واضاف "لا يمكن ان تتعايش دولتان واحدة شرعية وواحدة غير شرعية" مشيرا الى انه "لا يمكن اقامة توافق على قاعدة جمع الاضداد ذات الطابع الامني والثقافي (...) نحن نطالب بدولة مركزية تقرر السلم والحرب وهو (حزب الله) سلاحه موجود ويقول انه لن يتخلى عنه حتى انتهاء الحرب العربية الاسرائيلية". واعتبر جنبلاط ان "مشروع حزب الله هو تغيير الهوية الديموغرافية والسيطرة على الجبل والجنوب ومناطق اخرى" واتهمه ب "توزيع السلاح والصواريخ يمينا ويسارا". واتهم جنبلاط حزب الله بالضلوع بشكل او بآخر في الاغتيالات التي شهدها لبنان وقال "تخرج سيارة مفخخة من الضاحية الجنوبية، وتغتال (الرائد في قوى الامن الداخلي) وسام عيد او غيره".