اغلقت مراكز الاقتراع بانتخابات باكستان التشريعية أغلقت اللجان الانتخابية في شتى أنحاء باكستان أبوابها الساعة 5 مساء الاثنين 18-2-2008 بالتوقيت المحلي (12 بتوقيت غرينتش)، مع انتهاء التصويت لاختيار برلمان جديد ومجالس اقليمية. وكان الباكستانيون، الخائفون من الهجمات المسلحة، صوّتوا لاختيار برلمان جديد في خطوة رئيسية نحو الديمقراطية، بعد 8 سنوات من الحكم العسكري في ظل الرئيس برويز مشرف الذي يتأرجح مستقبله السياسي. واتسمت العملية الانتخابية بإقبال ضعيف، وفق ما نقل مراسل قناة "العربية" الفضائية في باكستان، في استمرار للبداية البطيئة التي شهدتها العملية في المدن الرئيسية، بفعل الإجراءات الأمنية المشددة. ونشر أكثر من 470 ألف من الجيش والشرطة في شتى أنحاء البلاد، وسط معارك مسلحة متفرقة بين تيارات سياسية متنافسة خلفت 6 قتلى على الأقل والكثير من الجرحى. وفي أسوأ تلك المعارك، قتل 4 أشخاص من بينهم مرشح إقليمي من حزب رئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، وذلك في إطلاق النار ليل أمس الأحد في مدينة لاهور في شرقي البلاد. واشتبك أنصار بوتو والحزب الحاكم بالعصي في بلدة قادربور في إقليم السند جنوبباكستان، حيث أصيب 6 أشخاص. وذكر الموظفون في أحد المراكز الانتخابية النائية في تخوم مدينة بيشاور أن أكثر من ألف امرأة لم يدلين بأصواتهن بسبب معارضة الرجال. من جهته، أكد الرئيس مشرف التزامه "بسياسة المصالحة"، بعد أن أدلى بصوته في الانتخابات التي يمكن أن تعيد برلمانا يسعى أعضاؤه لاخراجه من السلطة. وقال مشرف للصحفيين في مدينة روالبندي حيث أدلى بصوته في مدرسة "يجب أن نخرج من اتجاه المواجهة هذا وندخل في أجواء مصالحة. أنا سأظل ملتزما بسياسة المصالحة". ولكن، إذا أبلت المعارضة الباكستانية حسناً، كما تشير استطلاعات الرأي، فإن برلمانا معاديا قد يطعن في دستورية اعادة انتخاب مشرف كرئيس للبلاد، لفترة اخرى مدتها 5 سنوات من قبل البرلمان السابق. وهوما يمكن أن ينذر بموجة من الاضطرابات. وتضررت شعبية مشرف حليف الولاياتالمتحدة عندما حاول اقالة كبير القضاة الباكستانيين في مارس، وقيامه في نوفمبر، بفرض حالة الطواريء لمدة 6 اسابيع، لإعاقة اي طعون قانونية على اعادة انتخابه. في المقابل، عقد رئيس الوزراء السابق نواز شريف، الذي أطاح به مشرف في انقلاب عسكري عام 1999، تحدث فيه عن "خطة واسعة لتزوير الانتخابات وضعت موضع التنفيذ". وتعهد شريف بتنظيم احتجاجات إذا "سُلب منه" الفوز في الانتخابات، وهو ما تعهد به أيضاً الحزب المعارض الرئيسي الآخر، وهو حزب الشعب الذي كانت تتزعمه بوتو، والذي اعتلى موجة التعاطف منذ اغتيالها. وقال شريف "يجب ان نفوز نحن وحزب الشعب بأكثر من اغلبية بسيطة. اذا حرمنا من ذلك فهذا يعني حدوث تزوير واسع النطاق، وسندعو كلانا لتنظيم احتجاجات". وقال العضو البارز في مجلس الشيوخ عن حزب "الشعب" لطيف خوسا للصحفيين، إن "حلفاء مشرف اعدوا المئات من مراكز الاقتراع التي سيتم فيها ملء صناديق الاقتراع بأصوات مؤيدة لحزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح القائد الاعظم الذي يدعم مشرف". وقد تثير احتجاجات في الشوارع على نتيجة الانتخابات تساؤلات بشأن رد فعل الجيش. لكن زوج بوتو اتخذ نهجا تصالحيا بالقول بأن حزبه سيشكل حكومة موسعة اذا فاز في الانتخابات وانه يريد التفاوض مع المؤسسة التي يقودها الجيش بشأن زيادة صلاحيات البرلمان.