نصحت وزارة الخارجية السعودية اليوم الإثنين المواطنين السعوديين "بعدم السفر إلى لبنان" في ظل الظروف السياسية والأمنية "غير المستقرة، ضمانا لأمنهم وسلامتهم" حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله "نصحت وزارة الخارجية المواطنين السعوديين بعدم السفر إلى لبنان في ظل الظروف السياسية والأمنية غير المستقرة التي يمر بها لبنان حاليا وذلك ضمانا لأمنهم وسلامتهم وعدم تعرضهم لأي مكروه لا سمح الله". وأضافت الوكالة نقلا عن المصدر نفسه "أن ذلك يأتي انطلاقا من حرص حكومة المملكة العربية السعودية على سلامة مواطنيها كافة ممن يرغبون السفر للخارج". كما دعت الوزارة "المواطنين السعوديين الموجودين في لبنان إلى توخي الحيطة والحذر في تحركاتهم". وداخليا، عقد ممثلون عن تيار المستقبل وحزب الله وحركة أمل اجتماعا مشتركا لبحث سبل نزع فتيل التوتر في لبنان، بعد مقتل فلسطيني بالرصاص أثناء اشتباك شهدته منطقة صبرا في العاصمة بيروت. وأصدر المجتمعون بيانا دعوا فيه إلى الهدوء، مؤكدين دور قوات الأمن في صون السلام، فيما أعلن الإثنين 18-2-2008 الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه سيجتمع مع ممثلي الأكثرية والمعارضة في 24 فبراير في محاولة جديدة للتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية. ونبهت قيادة الجيش اللبناني إلى خطورة المواجهات التي جرت الليلة قبل الماضية في بيروت وأدت إلى إصابة عشرين شخصا بجروح. وأكدت مديرية التوجيه في بيان لها أن قيادة الجيش لن تتهاون مع المخلين بالأمن. وأرجعت القيادة أسباب المواجهات المتكررة إلى اللهجات العالية للخطاب السياسي بين الجهات المختلفة. ودعت المواطنين إلى عدم المشاركة في التجمعات لتجنيب أنفسهم التوقيف تحت طائلة اعتبارهم مشاركين بالتحريض والإخلال بالأمن، كما دعت وسائل الإعلام إلى عدم نقل الصور التي تثير حساسية للرأي العام وتذكي نار الفتنة. وقتل الفلسطيني بالرصاص خلال اشتباكات بين أنصار الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا وفلسطينيين على صلة وثيقة بحزب الله. والاشتباك هو الأحدث ضمن موجة مناوشات طائفية خلال الأسبوعين الماضيين أثارت مخاوف من أن أزمة لبنان السياسية التي تزداد عمقا تدفع البلاد باتجاه صراع أهلي. وقالت المصادر، إن اشتباكا اندلع بالعصيّ والحجارة بين الجانبين بسبب ملصقات سياسية في منطقة صبرا ببيروت. وأطلقت أعيرة نارية وجرح فلسطيني. وتوفى لاحقا في المستشفى. في هذا الأثناء، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سيجمع ممثلي الأكثرية والمعارضة في بيروت في 24 فبراير/ شباط الجاري أي قبل يومين من الموعد المحدد لانتخابات الرئاسة، في محاولة جديدة للتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية. وقال موسى في القاهرة لتلفزيون "إخبارية المستقبل اللبناني" إن "اجتماعا رباعيا يضم الأكثرية والمعارضة برعاية الجامعة العربية سيعقد في الرابع والعشرين من الجاري أي قبل يومين من الموعد المحدد لانتخاب الرئيس". وحدد رئيس البرلمان نبيه بري أحد قادة المعارضة, 26 فبراير/ شباط موعدا للانتخاب للمرة الخامسة عشرة. وسيشارك في اللقاء الرباعي الجديد، إضافة إلى موسى، والرئيس السابق أمين الجميل، والنائب سعد الحريري عن الأكثرية التي تتمتع بدعم الغرب ودول عربية كبرى، والنائب ميشال عون عن المعارضة التي تدعمها دمشق وطهران. وأوضح موسى أنه أجرى "اتصالات مع المسؤولين والزعماء اللبنانيين للإعداد للاجتماع", معربا عن أمله " أن يكون الجو متجها نحو دعم مسيرة المبادرة العربية, والتوجه نحو الانتخاب في إطار التوافق على المبادرة". وأكد موسى وجود "توجه عربي شامل" لدعم الجهود التي يبذلها. وقال "أرجو أن نوفق في تحريك الموقف في لبنان لصالح هذا البلد والمنطقة, ولصالح الأجواء اللازمة لقمة ناجحة" في إشارة إلى القمة العربية المقرر عقدها في دمشق في آخر مارس/ آذار المقبل. وأوضح الأمين العام أن هدف الاجتماع "البناء على ما تم التوافق عليه"، وقال "سنستأنف النقاش في عدد من النقاط التي لم يتم الانتهاء منها بعد". وكان أول لقاء بين ممثلي الأكثرية والمعارضة بحضور موسى عقد في 17 يناير/ كانون الثاني، تلاه لقاء آخر في 8 فبراير/ شباط، أكد بإثره أمين عام جامعة الدول العربية وجود "مجالات عليها اتفاق ومجالات لا تزال تحتاج إلى مزيد من النقاش"./العربيةنت