شدد الجيش اللبناني من إجراءاته الأمنية على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية عقب مقتل ثمانية وإصابة خمسين في احتجاج على انقطاع التيار الكهربائي، في حين طالب حزب الله بإجراء تحقيق وإعلان نتائجه. وتمركزت عربات عسكرية قرب ساحة مار مخايل التي انطلق منها أمس الاحتجاج الشعبي، وكثف الجيش تواجده خصوصا على المداخل الجانبية المؤدية لمنطقة عين الرمانة بعد ورود أنباء عن تقدم متظاهرين نحوها حسب ما ذكرت وسائل إعلام الأكثرية، كما شهدت الشوارع حركة خفيفة مع إعلان اليوم حدادا وطنيا. وكانت الاشتباكات قد اندلعت عندما قطع متظاهرون الطريق القديم المؤدي إلى مطار بيروت الدولي، ورشقوا قوات الجيش بالحجارة. ونفت حركة أمل التي ينتسب إليها أحد القتلى أي صلة لها بهذه المظاهرات. وينتمي أربعة من القتلى لحزب الله. وامتدت الاحتجاجات إلى مدينة بعلبك في سهل البقاع وجنوب لبنان, حيث قام متظاهرون بقطع الطرق الرئيسية والثانوية لفترات وجيزة بين مدينتي صيدا وصور بواسطة الإطارات المحروقة. أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن العرب سيكون لهم موقف آخر, إذا لم ينتخب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الشهر المقبل رئيسا للبلاد, مشيرا إلى أنه لا تغيير في نص المبادرة العربية. موسى أوضح في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب- أنه من الضرورة اتفاق اللبنانيين على حل وسط وتوافقي بحيث لا تحصل الأغلبية على النصاب الآلي لاستصدار معظم القرارات, ولا تحصل المعارضة على الثلث المعطل. وأضاف أن تنفيذ المبادرة العربية بشأن الأزمة السياسية بلبنان نصّا وروحا يعني أنه في حال الاختلاف على تفسير نص أو بند من بنودها يجب أن يفسر لصالح الرغبة في الحل. كما أشار الأمين العام إلى أن الوزراء العرب حددوا سقفا زمنيا للفرقاء لاختيار رئيس للبنان في جلسة 11 فبراير/شباط المقبل. وحذر موسى مما وصفه بمحاولات تهييج الشارع اللبناني وتصعيد حدة الحملات الإعلامية, مشددا على أهمية أن يعود الفرقاء اللبنانيون إلى الجامعة العربية ويقبلوا الحل السياسي الذي يقي لبنان الفتنة. وعن موعد القمة العربية المقررة في دمشق, أعلن الأمين العام للجامعة العربية أنها ستعقد في 29 و30 مارس/آذار المقبل. وجاء المؤتمر الصحفي بعد أن صدر عن الاجتماع الوزاري بيان حث فيه "جميع الأطراف اللبنانية على التجاوب مع مساعي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والاستمرار في اللقاءات التي بدأت بين أقطاب الأغلبية والمعارضة بدعوة من الأمين العام لتنفيذ المبادرة". وكلف الوزراء الأمين العام للجامعة "بمعالجة نسب التمثيل في الحكومة مع الطرفين المعنيين في اجتماع الأطراف اللبنانية, ودعم جهود الأمين العام في مساعدة تلك الأطراف على الوصول إلى حل توافقي فيما بينها". وأعرب الوزراء العرب في بيان منفصل عن إدانتهم لاغتيال الرائد وسام عيد من قوى الأمن اللبناني يوم الجمعة الماضي. وقالوا "في ضوء ما شهده لبنان من أحداث أمنية مؤسفة, فإنهم يدعون جميع الأطراف اللبنانية إلى التكاتف درءًا للفتنة وإلى التزام التهدئة وضبط النفس وعدم شحن الأجواء ونقل التوتر إلى الشارع واحترام القانون والنظام العام".