سحبت تركيا قواتها من شمال العراق يوم الجمعة منهية هجوما واسعا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني أعربت واشنطن عن مخاوفها من إمكانية أن يؤدي إلى انتشار الصراع بالمنطقة. ونفت هيئة الأركان العامة التركية في بيان أي تأثير أجنبي على القرار الذي جاء بعد يوم من حث الرئيس الأمريكي جورج بوش تركيا على انهاء عمليتها العسكرية سريعا. وقالت "لم يكن هناك خلاف بشأن تصفية المنظمة الارهابية تماما .. لكن تركيا أظهرت لتلك المنظمة أن شمال العراق ليس ملاذا آمنا لها." وكانت تركيا قد دفعت بالآلاف من قواتها إلى مناطق جبلية نائية في شمال العراق يوم 21 فبراير شباط لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور الذين يستخدمون شمال العراق كقاعدة لشن هجمات داخل الأراضي التركية. وقال الجيش التركي انه قتل 240 متمردا في الهجوم الذي استمر ثمانية أيام وانه منى بمقتل 27 من جنوده. وقال حزب العمال الكردستاني انه قتل أكثر من 130 جنديا تركيا مقابل مقتل خمسة فقط من رجاله. ولم يتسن التحقق من تلك الأرقام. وقالت هيئة الأركان العامة "تقرر أن الأهداف التي تحددت في بداية العملية تحققت. عادت وحداتنا إلى قواعدها (في تركيا) صباح التاسع والعشرين من فبراير." وأشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالعملية. وقال "وجه هذا الهجوم لطمة هامة للمنظمة الارهابية في وقت غير متوقع" في إشارة إلى أن الجيش قام بالعملية قبل نهاية الشتاء. ورحبت الولاياتالمتحدة والعراق بالانسحاب. وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي وهو كردي انه ينبغي الاقرار بأن القوة العسكرية وحدها لن تحل هذا الصراع. وأضاف أنه حان الوقت للدخول في كل المبادرات السياسية والدبلوماسية سعيا لحل الأسباب الأساسية للصراع. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "أعتقد أن من الجيد انتهاء هذه العملية العسكرية." وحث وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس تركيا خلال زيارة قصيرة لانقرة يوم الخميس على أن تكون الحملة قصيرة وتستهدف بدقة المتمردين الأكراد فقط. وتصف واشنطن مثلها مثل انقرة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة ارهابية وتمد الجيش التركي بمعلومات مخابراتية عن الحزب في شمال العراق. وكانت تركيا قالت إن العملية البرية التي دعمتها الطائرات الحربية والدبابات والمدفعية بعيدة المدى وطائرات الهليكوبتر الهجومية ستستمر حتى يتم محو قواعد حزب العمال الكردستاني والقضاء على التهديد الذي يشكله المتمردون لتركيا. ومن شأن الانسحاب دون القضاء فيما يبدو على جميع قواعد حزب العمال الكردستاني لا سيما تلك الموجودة في جبال قنديل أن يثير تساؤلات بشأن مدى ما ألحقته العملية من ضعف بالحركة المتمردة. وأعلن حزب العمال الكردستاني في شمال العراق النصر على الجيش التركي. وقال أحمد دنيس المتحدث باسم العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني في شمال العراق "انسحبت القوات التركية بسبب شراسة المعارك مع حزب العمال الكردستاني." وقال الجنرال التركي المتقاعد اديب بصير لتلفزيون (ان.تي.في) انه يعتقد أن الجيش حقق أهدافه في العراق. واضاف "دمر الجيش البنية التحتية بشكل يتعذر معه على حزب العمال الكردستاني أن يعيد بناءها. كان من غير الممكن بالطبع القضاء على حزب العمال الكردستاني في مثل هذه المدة القصيرة." ونسبت محطات تلفزيونية إلى وزير العدل التركي محمد علي شاهين قوله إن أنقرة تحتفظ بحق ارسال قواتها مجددا إلى العراق اذا لزم الأمر. وينتهي أجل التفويض البرلماني الذي يسمح للجيش بشن عمليات عبر الحدود في اكتوبر تشرين الأول. ويتعرض الزعماء الاتراك لضغوط محلية لشن حملة ضد ما يقدر بنحو ثلاثة آلاف مقاتل من حزب العمال الكردستاني يستخدمون شمال العراق قاعدة لشن هجمات فتاكة عبر الحدود ضد أهداف تركية. ويخشى أكراد العراق الذين تساورهم شكوك قديمة تجاه تركيا ان تكون أنقرة تعمل على تقويض الحكم الذاتي الذي تتمتع به منطقة كردستان العراق الغنية بالنفط. لكن أنقرة تقول انها تريد فقط القضاء على الارهاب. ويقاتل حزب العمال الكردستاني منذ عقود للحصول على حقوق وحكم ذاتي للاكراد في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية. وتلقي انقرة باللوم على الحزب في مقتل نحو 40 الف شخص منذ عام 1984. *رويترز: