تشهد القاهرة في الوقت الراهن استنفاراً أمنياً غير مسبوق وتحركات تقوم بها أجهزة امنية وشخصيات بارزة في الحزب الوطني الحاكم من أجل إحباط الإضراب التي دعت له العديد من قوي المعارضة يوم الأحد القادم. وكانت الأجهزة الأمنية تنظر للإضراب باعتباره عديم التأثير حتي قررت قوتان بارزتان المشاركة فيه الأولي جماعة الاخوان المسلمين والثانية مجموعات كبيرة من عمال المصانع التي كانت تابعة للقطاع العام قبل نقل ملكيتها للقطاع الخاص. وعقب توارد المعلومات التي تشير الي موافقة أساتذة الجامعات والعديد من قوي المجتمع المدني، المشاركة في يوم العصيان الشعبي الذي تمت الدعوة له للتنديد بالغلاء والفساد صدرت توجيهات عليا بالعمل علي محاصرة الداعين للاضراب وشن حملات اعلامية مضادة من أجل افشال المساعي التي تقوم بها حركة كفاية للتنسيق بين القوي المختلفة التي قررت المشاركة في الاضراب. وقد وجهت الأجهزة الأمنية تحذيرات لتلك القوي بما فيها كفاية تفيد بأن الشرطة ستقوم بحملة اعتقالات واسعة في حالة اذا ما نزلت للشارع للتظاهر مع عمال المحلة الكبري. وفي سياق متصل صدرت توجيهات لرئاسة اتحاد عمال مصر بالتواجد في مدينة المحلة الكبري خلال الأيام القادمة من اجل الاجتماع بعمال المصانع هناك من أجل اثنائهم عن المشاركة في الاضراب مقابل تقديم مجموعة من الامتيازات لهم. وقد التقي بالفعل حسين مجاور رئيس الاتحاد باللجنة العمالية بالمحلة الكبري وحرص علي اصدار بيان باسم اللجنة ينفي مشاركة عمال المصانع في اضراب الأحد غير أن اللجنة النقابية التي شكلها منذ شهور عمال المصانع نددت بالبيان، وقال أحد أعضائها ل القدس العربي بأن العمال سيقومون بالاضراب في موعده لمناصرة المطالب الشعبية للمواطنين الذين تحولوا علي أيدي النظام الراهن لحفنة من المتسولين والمديونين والعاطلين عن العمل. وأكد د. عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية أنه يراهن علي اقتراب يقظة المصريين من غفوتهم التي طالت وامتدت لعقود طويلة بدون أن تكون هناك بارقة أمل. أضاف بأن هناك خريفا بدأ يدق الأبواب بعنف وان كان كبار المسؤولين في هرم السلطة لا يجيدون قراءة التاريخ وسوف يستيقظون خلال المستقبل القريب علي الشعب وقد احتل الشوارع. أضاف بأن المصريين دأبوا علي أن يخلدوا للنوم حقبا طويلة لكنهم سرعان ما ينتهي بهم الحال الي أن يفاجئوا زعماءهم بما لا يحمد عقباه. ونقل موقع الاخوان اون لاين الناطق باسم الجماعة عن محمود عزت قوله إن الفكرة لم تُطرح علي الجماعة من الأساس، وانما سمعنا عن هذا الإضراب من جهات مختلفة، وكل الدعوات التي وجهت الي الجماعة لم نعرفها إلا عن طريق وسائل الإعلام. واضاف عزت لذلك فنحن لا ندري ما هو الهدف من هذا الإضراب؟ ولماذا اختيار هذا الوقت له؟ وما هي آليات تنفيذه؟ وهل هناك تنسيق أم لا؟وتابع أن تدفع الناس إلي عملية الإضراب العشوائي فان النظام سيفهم مثل هذا التحفيز والدفع للإضراب بمفهوم آخر . الا انه لم يغلق الباب امام مشاركة اعضاء الجماعة في اطار نقاباتهم او ابناء مهنتهم. وأشار المفكر والأستاذ بالجامعة الأمريكية الدكتور جلال أمين الي أنه يراهن علي جدوي لجوء المواطنين للعصيان المدني كحل من الممكن أن يؤدي بالتنسيق مع خطوات أخري الي عملية خلخلة للنظام المصري. أضاف بأن مصر دولة قديمة ولا يمكن سقوطها كما حدث في العراق ولكن وبالرغم من قوة النظام الا أنه من الممكن أن ينشط الرأي العام علي مراحل وتلك هي مسؤولية النخب من أجل تفعيل دور بعض الحركات مثل (مواطنون ضد الغلاء) وتجمع مكافحة الفساد وكفاية وغيرها من القوي المختلفة. وعبر أمين عن اعجابه الشديد بحالة النشاط تلك معرباً عن أمله في أن تؤدي في نهاية الأمر الي أداة فعل قوية ليصبح بوسعها أن تمارس ضغوطاً حقيقية علي النظام. "القدس العربي"