اعترف عدد من قادة القوات الأمريكية في العراق بان جماعات المقاومة العراقية باتت أكثر تطورا عما كانت علية قبل عدة أشهر ، كما أن هجماتها أصبحت أكثر فاعلية ، مشيرين إلى أنه كلما طور الجيش الأمريكي استراتيجية جديدة ، انتقل المقاتلون العراقيون استراتيجية أحدث . وقال الميجر جنرال ستيفن سبيك أن القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة تواجه "عدوا متطورا للغاية" ، وهذا تغيرا في نبرة الحديث الذي كانت تسوده في الفترة الأولى التي أعقبت الحرب عن حشد من "العصابات" من عهد الرئيس المخلوع صدام حسين "يقاتلون قانطين".ومع تكبد القوات خسائر بشرية بالمئات كل شهر زاد القادة الأمريكيون أمس الأول من المكافأة النقدية لجنود الاحتياط الذين يعاد تجنيدهم بمقدار ثلاثة أمثال المكافأة الحالية ومنح الذين يجندون لأول مرة ضعف المكافأة الحالية تقريبا. ورأى محللون عسكريون في اعتراف قادة كبار في الجيش الأمريكي بأن المقاتلين الأعداء غير المرئيين بارعون وأن كفاءتهم تتحسن ، علامة على أنهم ربما يرون أنه لا يمكن كسب الحرب في نهاية الأمر. وقال تشارلز هيمان رئيس تحرير موسوعة جنيز لجيوش العالم "الأمريكيون يقتربون من حدود قوتهم العسكرية التقليدية. ليس لديهم ما يكفي من جنود المشاة" لكنه رفض المقارنة بحرب فيتنام. واستطرد قائلا " إنها أكثر شبها بلبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي في أواخر الثمانينات. فكثير من التكتيكات تتشابه مع كثير من التفجيرات الانتحارية." وقال "في النهاية كان لا بد وأن يرحل الإسرائيليون."وأوضح هيمان أن المقاتلين أخذوا المبادرة منذ الهجوم على الفلوجة في أبريل الماضي ويمكنهم شن هجوم بإرادتهم ، مشيرا إلى أنه "لا يوجد ما يكفي من جنود المشاة على الأرض... إذا كان لدينا عملية في الفلوجة فان العدو يذهب للموصل أو بعقوبة." وأشار هيمان إلى أن "الوضع يزداد سوءا. لا شك في ذلك." ومضى يقول "كلما طبقت (قوات) التحالف تكتيكات لمواجهة استراتيجية للمقاومة يطبق المقاتلون استراتيجية جديدة." وقال محللون آخرون إن تصريحات الجنرالات تظهر ببساطة استعدادا للتخلي عن أي خطة طويلة الأجل قد تكون لديهم قبل غزو العراق في مارس 2003. وقال سايمون هندرسون خبير العراق في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "النظرة المتشائمة تقول إن أوقات اليأس تحتاج إلى إجراءات يائسة والأمريكيون ينقبون عن أفكار ربما تصلح أو لا تصلح." ويلفت المحللون إلى أن نقص القوات ربما يكون هو المشكلة الرئيسية للقوات الأمريكية خصوصا نظرا لعدم وجود حلفاء مستعدين لتقديم قوات.. وحتى الآن كانت بولندا الموالية أخر من أعلن عن خفض للقوات ، كما أن آمال الولاياتالمتحدة في تدريب قوات عراقية تبخرت ، حيث تسير العملية بخطى بطيئة وغير متسقة.وشنت القوات الأمريكية هجومين كبيرين ضد قوات من المقاتلين في سامراء والفلوجة في الشهر الماضي ، لكن الأمن تدهور في أماكن أخرى وشهدت مدينة الموصل التي كانت هادئة فوضى في الشهر الماضي عندما ألحق المقاتلون هزيمة بالشرطة العراقية بينما كانت القوات الأمريكية مشغولة في الفلوجة. واعترف اللفتنانت جنرال لانس سميث نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الأسبوع الماضي بأن المقاتلين "أصبحوا أكثر فاعلية" خصوصا في اعتراض القوافل. وتنفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مليارات الدولارات لتركيب دروع لسيارات النقل وعربات الدورية الجديدة لضمان تحرك قوافل الإمدادات. كما انضم أيضا المزيد من طائرات الشحن لمجهود الإمداد والتموين في العراق.وفي بغداد ، أجبرت الهجمات التي شنها المقاتلون على طريق المطار الرئيسي العاملين الأمريكيين في مجمع المنطقة الخضراء على الانتقال جوا للقاعدة العسكرية الرئيسية في المطار. ولفترة من الوقت بعد الحرب كان ينظر إلى كل تصعيد في الهجمات باعتباره "الرمق الأخير" للمقاتلين. والآن يتحدث الضباط الأمريكيون عن عبء كبير وان تحدثوا بثقة أمام الجمهور.