حذر اقتصاديون يمنيون من تأثير أعمال القرصنة الصومالية التي تستهدف سفنا وناقلات تجارية دولية في المياه الدولية بمنطقتي القرن الأفريقي وخليج عدن على الاقتصاد الوطني، مطالبين بإجراءات أمنية لحفظ "الأمن الاقتصادي القومي". وأعلن مركز مكافحة القرصنة بمكتب الملاحة الدولي، أمس أن قراصنة صوماليين استولوا على سفينة شحن ألمانية، قبالة السواحل الصومالية، وذلك بعد يوم واحد من تعرض سفينتين إيرانية ويابانية، لعملية قرصنة من قبل مسلحين صوماليين. وقال نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية خالد طه مصطفى، أن استمرار أعمال القرصنة في طريق الملاحة الدولية بمنطقة القرن الأفريقي وخليج عدن، سينعكس سلبا على شركات الشحن الدولية التي سترفع تكلفة التأمين على سفنها. وأنشأت الشركة الماليزية للنقل البحري الدولي أمس، فريقا خاصا لمكافحة هجمات القراصنة بعد أن تعرضت إحدى سفنها الثلاثاء الماضي، لعملية قرصنة بمياه خليج عدن الدولية، أثناء توجهها إلى ميناء روتردم الهولندي قادمة من مدينة دوماي الإندونيسية. وأوضح نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية، أنه سيترتب على رفع تكلفة التأمين على سفن الشحن التجارية، زيادة في قيمة السلعة التجارية، وهو الأمر الذي سيلمسه المواطن العادي في اليمن، مطالبا في الوقت ذاته الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي، بتأمين طريق الملاحة الدولية "لمكافحة أعمال القرصنة بغية تأمين استقرار اقتصادي للسلع التجارية". ومنذ الثلاثاء الماضي، تعرضت أربع سفن تجارية لعمليات قرصنة في منطقة القرن الأفريقي وخليج عدن، التي تعد ممرا بحريا رئيسيا يربط بين قارتي آسيا وأوربا. الأكاديمي الاقتصادي بجامعة صنعاء علي قائد، اعتبر أن ارتفاع نسبة عمليات القرصنة في "هذا الممر المائي الهام، سيؤثر تأثيرا مباشرا على قطاع النقل، وتأثيرا غير مباشر على بقية القطاعات"، لافتا في حديث ل"السياسية"، إلى أن "خوف شركات النقل الدولية من عبور خليج عدن سيؤدي إلى حالة من أللاستقرار الاقتصادي في اليمن والدول المجاورة". ودعا الأكاديمي الاقتصادي، الحكومة اليمنية ودول القرن الأفريقي إلى رفع اهتمامها بتأثير عمليات القرصنة على اقتصادياتها "واتخاذ إجراءات أمنية رادعة لتأمين الملاحة الدولية"، في هذه المنطقة التي تعد الأكثر خطورة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والاجتماعية في الصومال منذ اندلاع الحرب الأهلية في العام 1991. مصدر مسؤول بمصلحة خفر السواحل اليمنية قال ل"السياسية"، إن اليمن ينسق مع القوات الدولية المرابطة في المياه الدولية بالمحيط الهندي "للحفاظ على أمن طريق الملاحة الدولية في خليج عدن والحد من حوادث الاختطاف التي يركبها قراصنة صوماليون". وكانت قوات خفر السواحل اليمنية، أحبطت في أبريل الماضي، محاولة اختطاف ناقلة نفط يابانية بمنطقة خليج عدن. ومنذ يناير الماضي، شهدت منطقة القرن الأفريقي وخليج عدن اختطاف 34 سفينة وناقلة ويختا،فيما شهد العام الماضي 25 عملية اختطاف. ويجني القراصنة الصوماليون مكاسب مادية وأموالا طائلة من عمليات القرصنة، التي بلغ عددها في العام الماضي 25 عملية اختطاف. وأفرج قراصنة صوماليون مطلع أغسطس الجاري، عن سائحين ألمانيين احتجزا رهينتين بإحدى مناطق شمال الصومال منذ يونيو الماضي، مقابل فدية مالية. ويتهم الصومال، الذي يمتلك ساحلا يتجاوز طوله ال3300 كم ، دولا كبرى باستباحة مياه ثرواته السمكية واستخدام سواحله كمكب للنفايات السامة. وأجاز مجلس الأمن الدولي منتصف العام الجاري، دخول سفن حربية إلى المياه الإقليمية الصومالية لمكافحة أعمال القرصنة. *السياسية نت