قدرت مؤسسة "إيكيكات" المتخصصة في دراسات قطاع التأمين حجم الخسائر التي سيتحملها قطاع التأمين نتيجة إعصار "جوستاف" الذي ضرب الولاياتالمتحدةالأمريكية بما يتراوح من 6 إلى 10 مليارات دولار في شكل تعويضات. واعتبرت المؤسسة تلك المبالغ بأنها جزءاً بسيطاً من الخسائر التي تكبدتها شركات التأمين خلال الإعصار "كاترينا"، والتي بلغت 41 مليار دولار، إلا أن خسائر "جوستاف" تعتبر كافية لتصنيف الإعصار من بين أسوا عشرة أعاصير كبّدت الاقتصاد الأمريكي خسائر. وعلى رغم التقديرات المتدنية للخسائر فإن الاقتصاد الأمريكي الذي مازال يعاني من أزمة الرهن العقاري وأزمة الائتمان وارتفاع نسبة البطالة يعتبر مصدر قلق رئيسي للخبراء الذين يعكفون في الوقت الحالي على توقع الخسائر المحتملة من الإعصار "غوستاف" وفقا لما أوردته صحيفة الحياه اللندنية. يشار إلي أن أسعار النفط الخام كانت قد ارتفعت إلي 118 دولار في تعاملات بداية الأسبوع وذلك مع وصول إعصار "جوستاف" إلي منطقة خليج المكسيك من خلال تصنيفه كإعصار من الفئة الرابعة. وتراجعت أمس أسعار النفط الخام في بورصة نيويورك للسلع إلي أدني مستوي لها منذ 5 أشهر لتنخفض عن ال 106 دولار للبرميل وذلك مع بدء استعداد الشركات لاستئناف عمليات الإنتاج في المنشآت التي أغلقت بسبب إعصار "جوستاف". وأشار محافظ "لويزيانا" أن حوالي 20 % من إنتاج النفط والغاز الذي توقف بسبب "جوستاف" قد يستأنف بنهاية الأسبوع الحالي. وقال كبير الاقتصاديين في مؤسسة "ستاندرد آند بورز" ديفيد وايز أن الإعصار حتي وإن تسبب بأضرار حجمها عشرة مليارات دولار، فإنه لن يؤثر علي إجمالي الأوضاع الاقتصادية , لكنه من شأنه أن يرفع المخاطر التي يعاني منها الاقتصاد , فضلا عن مساهمته في تواصل حالة الركود حتى نهاية العام الحالي. ويحذر الاقتصاديون من احتمال قفز أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية مع اقتراب موسم الشتاء، وتأثيرها على الاقتصاد الأمريكي ويعتبرون من المبكر توقع عدم تسجيل ارتفاع في الأسعار، على رغم أن العقود سجّلت تراجعاً في التعاملات، معيدين إلى الأذهان ما جرى مع "كاترينا" حيث استغرقت العقود أياماً، قبل قفز أسعارها مجدداً. وكانت شركات الطاقة العاملة في خليج المكسيك، أوقفت السبت الماضي إنتاج النفط والغاز، إضافة إلى إنهائها عمليات الإجلاء لموظفيها العاملين في هذه المنشآت بسبب اقتراب الإعصار "جوستاف" من سواحل المنطقة التي تضم 40 % من طاقة تكرير النفط الأميركية، كما أنها تمد الولاياتالمتحدة بربع حاجتها من النفط الخام