أكد مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار بوادي حضرموت على أهمية الحفاظ على المنابر التاريخية والأثرية موكدا أهمية النقوش التي وجدت عليها والتي مازال بعضها محتفظا بها الى ألان وقال عبدالرحمن بن حسن السقاف في محاضرة له في مركز ابن عبيد الله السقاف بسيئون بعنوان"لمحات تاريخية وفنية للمنابر الأثرية في وادي حضرموت" ان فن النقوش وصناعة المنابر الخشبية فن ازدهرت به حضرموت ويمتد الى أكثر من ثمانية قرون مبيننا أن تك المنابر المصنعة من أشجار السدر القوية والعصية في التعامل والمقاومة أكثر من غيرها للآفات وعوامل الطبيعة ظل بعضها محتفظا بتلك النقوش إلى اليوم وكأنها تحدثنا وتصور لنا بوضوح اقرب إلى التجسيد والشخوص لتلك الحقب المزدهرة وقال لولا جهل بعض الأجيال والأفراد لقيمتها التاريخية والفنية وسوء المحافظة عليها لظلت بذات الحال الذي تركها عليه نجاري ال بافرح وهذه الأسرة تحديداً اشتهرت باتقانها لهذا الفن الدقيق والرفيع فقد فرضوا باناملهم الماهرة اسمهم في اقدس الاماكن واهم المواضع الروحية في معظم ارجاء حضرموت لفترة طويلة. واستعرض السقاف في بحثه العميق والمفصل الذي هو بصدد إخراجه قريبا في كتاب تفاصيل مثيرة ومبهرة مدعمة بالصور لرحلة بحثية شاقة استغرقت عدة سنوات رصد فيها كافة مراحل اكتشاف وترميم أربعة منابر تاريخية وجد منها الأول في جامع مدينة شبام بحضرموت المعروف باسم مسجد هارون الرشيد الذي امر ببنائه في فترة خلافته والثاني من قارة الشناهرة التاريخية التي يرجح أنها الموطن الأصلي لقبيلة الصناهجة النازحة منها ابان الفتوحات الإسلامية إلى المغرب العربي واستقر الكثير منهم في الجزائر حيث سميت موطنهم الجديد في الجزائر باسمهم (صنهاجة) والثالث والرابع من مسجد واحد بمدينة قيدون بدوعن كما ذكر المحاضر قصة صناعة أول منبر في الاسلام صنع للرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، كما أكد السقاف ان صناعة المنابر في حضرموت كانت تخضع لقوانين وضوابط دينية وفنية دقيقة وانها كانت تصنع في حضروموت وترسل إلى المدينةالمنورة وبعض المدن الإسلامية الأخرى. وقد أكد السقاف بان المنابر الحضرمية تعد لوحات فنية نادرة عالية القيمة الأثرية والفنية فهي تعكس مدى الرقي والتطور والحس الذوقي والقدرة على حفر صور وأحداث من ذلك العصر بمهارة فائقة تختزن في اعماق التاريخ ناهيك عن البعد الديني الذي يضاعف تلك الاهمية الأمر الذي لفت اهتمام الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز خلا ل زيارته لوادي حضرموت وقام بتمويل أعمال ترميم المنابر الاربعة التي شارك فيها مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة الثرات والمجتمع والمشروع اليمني الالماني لتنمية الحضرية ومتحف سيئون وخبراء عرب واوربين وتم ذلك بايدى خلف المصنعين. كما ركز السقاف وكله امل على بث الوعى التراثي وتعميم ثقافة التعامل مع الاثار بين جميع فئات المجتمع فهى ارث وطني وقومي وانساني يرقي على اية حسابات اخرلاى وان الاثار أمانة يجب الحفاظ عليها وتسليمها من جيل إلى جيل في أفضل اوضاعها.