اعلن اليوم في القاهرة إرجاء مؤتمر الحوار الفلسطيني إلى موعد لاحق لم يحدد، بناء على طلب حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال مسئول مصري إن حماس أبلغت مصر صباح اليوم بذلك الموقف، وأن القاهرة تشعر بالأسف حيال هذا الموقف الذي عصف في اللحظات الأخيرة بمؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كان مقرراً له أن ينطلق يوم الاثنين المقبل . وكشفت مصادر فلسطينية قريبة من حركة "حماس"، عن وجود ما وصفته بصوتين داخل الحركة، أحدهما يمثله القادة في الداخل، وآخر يمثله قادة الخارج، وأن تقديرات المواقف قد تتباين، لكن يحسمها خالد مشعل كصوت ترجيحي في حال الاختلاف، وأشارت ذات المصادر إلى أن قادة الخارج رأوا أن إعلان مقاطعة مؤتمر الحوار في هذا التوقيت وعلى هذا النحو المباغت، يضغط على كافة الأطراف المعنية، وفي الصدارة منها قادة فتح ومنظمة التحرير، فضلاً عن الوسطاء المصريين، الذين حرصت حركة "حماس" على عدم تحميلهم أي مسؤولية في فشل الحوار، في ما ركزت على توجيه الاتهامات إلى قيادات "فتح" ورئيس السلطة الفلسطينية، وقد حملته المسؤولية عن وصول الحوار إلى طريق مسدود . وأوضحت ذات المصادر أن قادة حماس في الداخل، رأوا ما وصفه بأجواء مصرية متفهمة في التعاطي مع الحوار، لكنها أشارت لوجود شروط تعجيزية، في ظل ما اعتبرته استباحة للبنية التحتية للحركة في الضفة الغربية، ومن هنا جاء موقفها على هذا النحو الدرامي . ونقلت إيلاف عن مصدر دبلوماسي مطلع في القاهرة أن هناك إشكالية أخرى أثيرت مؤخراً وتمثلت بأن قادة الصف الأول في مختلف الفصائل الفلسطينية الأخرى ربطوا مشاركتهم بحضور رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لجلسات الحوار وليس مشاركته في جلسة الافتتاح فقط، كما كان مقرراً . وكشف مصدر فلسطيني يقيم في القاهرة عن أن حماس شكت من أن مصر رفضت إدراج المزيد من اقتراحات الحركة في جدول الاعمال، ومنها طلب حماس الإفراج عن معتقليها، وتمكين وفدها من الضفة الغربية من المشاركة، وهو ما لم تتمكن مصر من تمريره مع قادة فتح، كما أوضح ذات المصدر أن عقد المؤتمر الموسع للحوار الفلسطيني في ظل هذه الأجواء أمر لا يبشر بالخير، ومن ثم فرضت هذه الأوضاع المعقدة نفسها على القاهرة، مما اضطرها إلى إرجاء هذا المؤتمر لأجل غير مسمى، حتى تنضج "الطبخة" أكثر، وتقدم كل الأطراف التنازلات الكافية . من جانبه أكد مسؤول حركة (فتح) في القاهرة بركات الفرا أن حركته قدمت كل ما بوسعها من أجل إنجاح الحوار الوطني في القاهرة ، كما أكد ضرورة وجود نوايا صادقة لدى جميع الأطراف لإنهاء ما وصفه ب "الوضع الشاذ " الراهن، وأوضح الفرا أن مصلحة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية الوطنية تتطلب إنهاء الوضع هذا المؤلم الراهن، وأضاف :"لقد بات واضحا للجميع أن حركة (فتح) وفصائل منظمة التحرير تعمل بجدية لإنهاء هذا الوضع لقناعتها بأن المستفيد الأول والأخير مما يجرى هو الاحتلال الإسرائيلي"، على حد تعبيره . ودعت مصر حماس وفتح وفصائل فلسطينية أخرى إلى الاجتماع لمحاولة رأب صدع تفجر في صراع علني بعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة العام الماضي، وبدأ عباس محادثات سلام مع إسرائيل . وحسب مصادر متطابقة فإن قيادة "حماس" كانت تطالب بألا يتطرق جدول أعمال مؤتمر المصالحة الوطنية الفلسطينية إلى قضايا أخرى مثل تمديد فترة رئاسة عباس التي تنتهي في كانون الثاني (يناير) المقبل، ما لم يكن هذا جزءا من تسوية شاملة، واعطائه تفويضا جديدا للتفاوض مع إسرائيل . ويرفض قادة حركة "حماس" في الداخل فكرة حكومة انتقالية، مؤكدين أن حكومة توافق وطني تلتزم نتائج الانتخابات، على أن يحدّد مهماتها البرنامج الذي ستنال عليه الثقة، كما رأوا أن من المبكر البحث في أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة وتولي وزارات، وطالبوا باعتماد آلية اتفاق مكة في الاتفاق على النسب قبل ذلك، أما أجهزة الأمن، فقد أقر قادة الداخل مبدأ قيامها على أسس وطنية، وأن تتبع وزير الداخلية .