ردت إيران بلهجة حادة على الضغوط الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني التي كان آخرها إعلان الرئيس الأمريكي جورج بوش أن جميع الخيارات تبقى مطروحة في التعامل مع هذا الملف. فقد حذر الرئيس الإيراني محمد خاتمي الولاياتالمتحدة من الإقدام على أي "عمل مجنون" بتوجيه ضربة عسكرية لبلاده، وقال إن الرئيس الأميركي جورج بوش يجب أن يدرك أن الولاياتالمتحدة ستدفع ثمنا أكبر مما ستدفعه إيران إذا حاولت العدوان على استقلال الجمهورية الإسلامية. وقال خاتمي في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن واشنطن تخطط لضرب إيران، لكن عقبات كثيرة على أرض الواقع تمنعها من ذلك. من جهته أعلن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي إصرار بلاده على المضي قدما في أنشطة تخصيب اليورانيوم مؤكدا أنه لن يمنعها من ذلك أحد. وقد دعا خرازي في تصريحات بطهران الأوروبيين لاتخاذ ما أسماه بخطوات جادة في المفاوضات مع بلاده بشأن برنامجها النووي. وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة تنفيذ تعهدات من فرنسا وألمانيا وبريطانيا بنقل تكنولوجيا نووية لطهران للأغراض السلمية والقيام باستثمارات وتقديم ضمانات أمنية. وشدد الوزير الإيراني على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني مشيرا إلى أن أنشطة التخصيب تقتصر على معالجة الوقود النووي ولن تتعدى هذه المرحلة. وكانت طهران قد وافقت على تعليق مؤقت لعمليات تخصيب اليورانيوم، وتسعى الترويكا الأوروبية لإقناعها بأن يكون ذلك بصفة دائمة. كما اتهم خرازي واشنطن بتصعيد الضغوط على إيران وسوريا لخدمة مصالح إسرائيل. وقد رفضت إيران وعدة دول كبرى مثل اليابان وكندا وأستراليا اقتراح المدير العام للوكالة محمد البرادعي وقف بناء منشآت نووية جديدة لمدة خمسة أعوام. وتؤيد الولاياتالمتحدة فقط فكرة الإيقاف لدول لا تملك منشآت إنتاج الوقود النووي. وفي هذه الحالة فإن الخطط الأمريكية لإقامة منشآت تخصيب جديدة لن يشملها الإيقاف في حين سيشمل المنشآت الإيرانية. وفي ماينز بألمانيا عبر المستشار الألماني غيرهارد شرودر عن ارتياحه لدعم الولاياتالمتحدة" للجهود الدبلوماسية التي تبذلها أوروبا للتوصل إلى تسوية بشأن الملف النووي الإيراني. وقال شرودر في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش إن هناك تطابقا في الأهداف بين الأوروبيين والأمريكيين من أجل منع إيران من امتلاك السلاح الذري. وطالب المستشار الألماني أيضا بتحركات من الجانبين من أجل التوصل إلى حل بالتفاوض.