أشاد عضو مجلس العموم البريطاني بالتحولات الديمقراطية والسياسة الكبيرة التي شهدتها اليمن وأكد السيد كيث فاز عضو مجلس العموم البريطاني ورئيس المجموعة البرلمانية لليمن في المجلس ان ما يحدث في بعض المناطق بالمحافظات الجنوبية ليس له تأثير على الوحدة وان لشعب اليمني بشكل عام متمسك بوحدته ولا يرغب في العودة الى النظام ألشطري السابق. وأشار في حوار لصحيفة 26سبتمبر إلى التحول الكبير الذي شهدته اليمن في ظل الوحدة في التجربة الديمقراطية التقي قال عنها أنها رائدة ومميزة في منطقة الشرق الأوسط، حيث ان الشعب هو من يختار ممثليه للبرلمان وهو الذي يختار رئيسه، ووفقاً للقاعدة الديمقراطية
نص الحوار ماذا عن طبيعة زيارتكم لليمن ونتائجها؟ زيارتي الى اليمن تأتي في اطار تعزيز العلاقات اليمنية -البريطانية بصفتي رئيس لمجموعة اليمن في مجلس العموم البريطاني وقد جئت احمل رسالتين الى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني وديفيد ميليياند وزير الخارجية. ولقد سعدت كثيراً باللقاء بفخامة الرئيس الذي وجدته حريصاً على تعزيز العلاقات والتعاون القائم بين البلدين. واللقاء مع الرئيس تركز حول ثلاثة موضوعات الأول كما ذكرت السبل الكفيلة بتعزيز وتطوير العلاقات وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في المجالات كافة بالاضافة الى الدعم الذي تقدمه بريطانيا للتنمية في اليمن. والموضوع الثاني يتعلق بتسهيل منح تأشيرات الدخول لليمنيين لدخول بريطانيا وحث الجهات المعنية على عدم تعقيد منح طالبي التأشيرات من اليمنيين. اما الموضوع الثالث فقد كان حول السياحة في اليمن التي تتمتع بمميزات عديدة في هذا الجانب وسنقوم بتشجيع البريطانيين ودفعهم للسياحة في اليمن ونقل صورة واضحة عن هذا البلد الذي يعد بلداً امناً ويجب ان يتوجهوا اليه. و اريد ان اشير هنا الى ان جمعية "سيلفرستار" الخيرية التي اسستها عام 2007م تعمل على تقديم خدمة مجانية لمرضى السكر واجراء الفحص المجاني عبر وحدات طبية متنقلة. وستقوم الجمعية بتقديم خدماتها لعدد من مرضى السكر في اليمن عبر المستشفى الجمهوري ونأمل ان يتطور ذلك لتقديم خدمات الجمعية الى عدد اخر من خلال المستشفيات الاخرى في اليمن لانني اعلم بان مرض السكر من الامراض المنتشرة جداً في اليمن. كما امل ان يتم فتح فرع لجمعيتنا في اليمن لتكون بذلك البلد الثالث بعد بريطانيا والهند للاستفادة من الخدمات الطبية التي تقدمها للمرضى.
تحولات في ظل الوحدة كيف وجدت اليمن والتحول الذي احدثته الوحدة خاصة في المحافظات الجنوبية؟ بدون شك فقد تغيرت اليمن كثيراً وبالطبع الى الاحسن في ظل الوحدة وبالنسبة للمحافظات الجنوبية فانا لم ازرها حالياً ولكنني كنت قد زرتها قبل فترة ورأيت مدى التغيير الذي حدث فيها ايضاً. وكما هو معروف فقد لعبت عدن دوراً مهماً في الماضي حيث تحتل موقعاً استراتيجياً مهماً على طريق السفن العالمية وما تزال تحتل المكانة نفسها كنقطة التقاء او ربط بين الشرق والغرب واتوقع ان يكون مستقبلها افضل بكثير بالنسبة للمنطقة. الى جانب عضويتك في مجلس العموم فانت رئيس المجموعة البرلمانية لليمن في المجلس ، المجموعة البرلمانية لليمن ماذا تعني؟ لدينا في مجلس العموم البريطاني مجموعات عديدة كل واحدة تهتم بدولة معينة ويتم تفويض البرلمانيين لتولي مسؤولية الاشراف والمتابعة لكل دولة على حدة وتعزيز علاقاتها مع بريطانيا، وبناء على ذلك اصبحت انا رئيساً لمجموعة اليمن في المجلس.
لن نسمح بالتحريض سيد فاز اعلنت بريطانيا وقوفها مع وحدة اليمن واستقراره غير انها تحتضن في ذات الوقت بعض العناصر التي تقف ضد الوحدة وتدعو للانفصال وتحرض على ما يجري من اعمال تخريبية في بعض المناطق الجنوبية. مقاطعاً.. كما تعلم، فان بريطانيا دولة ديمقراطية المجال فيها مفتوح لأي انسان لكي يعبر عن رأيه مهما كان، لكنها بأي حال من الأحوال لاتسمح أبداً بالتحريض، وعلى أية حال لا أعتقد ان بريطانيا يمكن ان تحتضن مناوئين للسلطة في اليمن ومعاونتهم في ذلك. لبريطانيا ذكريات قديمة في اليمن، ربما بعضها مؤلم والبعض الآخر سار، كيف ترى الوضع الآن بين البلدين؟ بكل تأكيد، فإن فترة الاحتلال كان فيها الكثير من الذكريات المؤلمة حيناً والسارة احياناً كما جاء في سؤالك، واذا كانت العلاقات بين البلدين قد شهدت بعض المنعطفات المتقلبة فيما مضى، لكنها في الفترة الاخيرة كما نلاحظ تحسنت كثيراً وهي تمضي الى الافضل، وهناك حرص من البلدين بهذا الاتجاه. كيف ترى العلاقات حالياً؟ اراها جيدة ومتطورة
تفوق اليمن ديمقراطياً سيد فاز.. كما تعلم، فقد تجاوزت تجربة اليمن الديمقراطية 91 عاماً حتى الآن، في أية درجة تضعونها بعد هذه السنوات؟ التجربة الديمقراطية اليمنية رائدة ومميزة في منطقة الشرق الاوسط، حيث ان الشعب هو من يختار ممثليه للبرلمان وهو الذي يختار رئيسه، ووفقاً للقاعدة الديمقراطية فاذا تم العمل على عكس مايريد الشعب فان من في الحكومة سيجدون نفسهم في الشارع. وللعلم، فان بريطانيا مثلاً ماتزال تعوزها الديمقراطية الحقيقية، وكذلك الأمر بالنسبة للولايات المتحدةالامريكية، فالرئيس باراك أوباما مثلاً اختياره لم يجيء من الشعب، بل جاء انتخابه من مجموعة اشخاص هم من يسيطرون على القرار. ولذلك، فانه يمكن القول ان اليمن استطاعت من خلال الانتخابات المباشرة ان تتفوق على كثير من الدول في المنطقة وحتى خارجها.
دعم اليمن في جانب آخر، كما تعلم فان اليمن كانت منذ وقت مبكر عرضة للعمليات الارهابية، وبذلت جهوداً وماتزال لمكافحته برغم ظروفها الصعب وهو مايحتم تعاون المجتمع الدولي لدعم هذه الجهود أكان في مجال الارهاب او القرصنة؟ نحن نتابع بالفعل الجهود التي تبذلها اليمن في هذا المجال، وهي جهود مقدرة، ونرى انه لابد من تقديم الدعم للحكومة اليمنية للاستمرار في هذا الجهد ونحن سنعمل على ايصال صوت اليمن الى الحكومة البريطانية حتى تتمكن من دعم الحكومة اليمنية في شتى الجوانب، وسنبذل جهودنا لاطلاع المسؤولين في بريطانيا بأن اليمن يجب ان تحظى بالدعم اللازم فهي تستحق ذلك أكثر من بعض الدول الاخرى.
استقرار الصومال الا ترى بان استقرار الصومال يمكن ان يحد من اعمال القرصنة البحرية؟ من الممكن ان يكون ذلك صحيحاً. اذاً لماذا يحجم المجتمع الدولي عن تقديم الدعم للحكومة الصومالية وبمايساعدها على بناء الدولة وتحقيق الاستقرار؟ المشكلة انه ليست هناك حكومة واحدة في الصومال، بل هناك عدة جهات تتحاب وتتصارع. مقاطعاً.. بل هناك حكومة منتخبة برئاسة شيخ شريف؟ لكنها كغيرها من الحكومات السابقة لاتحظى كما يبدو بتأييد كامل من الشعب الصومالي، ولهذا من الصعب ايجاد استقرار سياسي وأمني. المطلوب اذاً ان يعمل الصوماليون أولاً على مساعدة انفسهم لكي يساعدهم الاخرون. هناك من يرى بأن تواجد الاساطيل في المنطقة ومنها البريطانية تحت مبرر مكافحة الارهاب والقرصنة يخفي وراءه نوايا اخرى؟ لا اعتقد ذلك، فالقوى الاجنبية المتواجدة في المياه الاقليمية هي من اجل مكافحة الارهاب، ولذلك تواجدها امر لابد منه للقضاء على ظاهرة القرصنة.
الشعب اليمني متمسك بالوحدة اعود بكم سيد فاز الى الشأن اليمني.. من خلال متابعتكم لما يحدث في بعض المناطق الجنوبية كخبير بشؤون اليمن في البرلمان البريطاني.. هل تعتقد بأن ذلك يمكن ان يكون له تأثير على وحدة اليمن؟ لا اعتقد، فما أعرفه ان الشعب اليمني بشكل عام متمسك بوحدته، ولايرغب في العودة الى النظام الشطري السابق، ولذلك فإن مايحدث لن يكون له تأثير على الوحدة، وان الدعوات التي تنادي بالانفصال لن يكتب لها النجاح. من جهة ثانية فان اليمن كما ذكرت قد أصبح بوحدته أقوى واكثر حيوية وتأثيراً وصار عنصراً مهماً للأمن والاستقرار.. ولذلك تجد بأن هناك حرصاً من كل دول العالم ومنها بريطانيا على بقاء وحدة اليمن واستقرارها، وهو مايعني ان الدعوة للانفصال لن تجد لها اي تأييد من الخارج.
لمصلحة المنطقة هناك خطوات للتقارب بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي باتجاه انضمام اليمن الى مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. كيف تنظر الى هذا الأمر؟ بدون شك فإن التقارب بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي يصب في مصلحة شعوب المنطقة وفي مصلحة الأمن والاستقرار بها.. ونحن نشجع وندعم مثل هذا التوجه، بل اننا نأمل ليس فقط في انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي وانما ايضاً لأن ينضم الى دول الكومنولث.
سطور من سيرة السيد كيت فاز ولد في مدينة عدن لأبوين هنديين في 26 نوفمبر 1956 وغادرها الى بريطانيا عام 1965 وعمره 9 سنوات. أعماله الحالية: - رئيس لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم البريطاني -يوليو2007م. - سفير الاتحاد الاوروبي لحوار الحضارات عام 2008م. - عضو اللجنة الوطنية التنفيذية منذ 2007م. - نائباً لرئيس لجنة مساواة المرأة. شغل منصب وزير الدولة لشؤون الكومنولث واوروبا والخارجية. تعين سكرتيراً خاصاً للنائب العام (يونيو 97- مايو 99). انتخب عضواً في البرلمان عن منطقة «ليسستر ايست» في 11 يونيو 1987 باغلبية وأعيد انتخابه في السنوات 92، 97، 2001، و2005. عمل وزيراً للبيئة خلال الاعوام (92-97). حصل على عضوية اليونسكو منذ 1985 وحزب العمال 1982. المناصب التي تقلدها في البرلمان: - رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية الهندية الحزبية (97-99) - نائب رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية الهندية منذ 1999. - سكرتير حزب العمال في البرلمان- رئيس مجموعة النسيج والصوف (78-90). - رئيس مجموعة unson حتى عام 1999. - منسق للمجموعة البرلمانية Bcci منذ 1991. - نائب رئيس مجموعة الدفاع عن البرلمانيين 1992. - انتخب ضمن المجموعة التنفيذية الاقليمية لحزب العمال (94- 97) - أمين صندوق مجموعة الجاليات في البرلمان عام 2006.
الانشطة الوطنية: - الراعي والمؤسس لجمعية «سلفر ستار» الخيرية ديسمبر 2006م. - الراعي والمؤسس لمؤسسة «نكست ستيبس» 2003. - رئيس مجموعة التنمية الهندية- البريطانية المحدودة منذ 1992. - نائباً لرئيس المجلس البريطاني (98-99). - الراعي والمؤسس لمشروع «ناز» بلندن منذ 1999. - أميناً لهيئة تنظيم المعاشات في حزب العمال 2008.