يواصل رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسوكوني تعافيه الاثنين في مستشفى ميلانو (شمال) بعد الاعتداء الذي استهدفه الاحد وقام به مختل عقليا فيما اعتبرت الطبقة السياسية ان الاعتداء يدل على تدهور الجو السياسي في ايطاليا. وعبرت الطبقة السياسية الايطالية عن تضامنها الاثنين مع سيلفيو برلوسكوني فيما برزت تساؤلات حول "الثغرات" في نظام حماية رئيس الحكومة الايطالية. وقال البرتو زانغريا الطبيب الشخصي لرئيس الحكومة في تقرير صحي تلاه امام وسائل الاعلام ان برلوسكوني سيبقى في المستشفى حتى الثلاثاء على الاقل وانه سيكون بحاجة لفترة نقاهة تستمر ثلاثة اسابيع. وافادت وكالة الانباء الايطالية (انسا) صباح الاثنين ان رئيس الوزراء الايطالي امضى ليلة "هادئة" وكان طلبه الاول "الاطلاع على الصحف".الذي تلقى اتصالين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين يعاني من كدمات بالغة في وجهه وجرح داخلي وخارجي لاحدى الشفتين وكسر صغير في الانف وكسر اثنين من اسنانه. واعتقل المعتدي ماسيمو تارتاليا (42 عاما) الذي استخدم تمثالا صغير لكاتدرائية ميلانو لضرب رئيس الحكومة على وجهه، وكان يعالج منذ عشر سنوات لاصابته باضطرابات عقلية. واتصل والده بالمستشفى الذي ادخل اليه رئيس الحكومة للتعبير عن "استغرابه الشديد" لما قام به نجله. لكن الصحافة والطبقة السياسية اجمعتا على ان الاعتداء ولو كان ارتكب من قبل مختل عقليا يظهر "تدهورا خطيرا للجو السياسي في ايطاليا" كما كتبت صحيفة "لاريبوليكا". وقال باولو بونايوتي الناطق باسم برلوسكوني ان "ما حصل ناجم عن جو الحقد" مضيفا ان رئيس الحكومة ساله في طريقهما الى التجمع في ميلانو "هناك دوامة من الحقد، الا تعتقد انه قد يحصل شيء ما؟". وعنونت صحيفة "ايل جورنالي" (يمين) التي تملكها عائلة برلوسكوني "عنف بنيوي" فوق صورة كبيرة للجروح التي اصيب بها برلوسكوني في وجهه. وكتبت الصحيفة "المهاجم مجنون لكن المحرضين المعنويين معروفون حتى لدى بعض رجال السياسة من يمين الوسط" في اشارة الى رئيس حزب ايطاليا القيم انتونيو دي بيترو. فقد اتهم العديد من مسؤولي اليمين دي بيترو قاضي مكافحة الفساد سابقا والعدو اللدود لبرلوسكوني بانه اجج التوترات السياسية في الاسابيع الماضية. واعتبرت روزي بيندي المسؤولة في الحزب الديموقراطي (يسار)، ابرز حزب معارض ان "كل شخص يجب ان يشعر انه مسؤول (...) حتى رئيس الحكومة وغالبيته اللذين عملا منذ اشهر على شق صفوف البلاد عبر هجمات قوية ضد رئيس الجمهورية والمحكمة الدستورية والقضاء والبرلمان". واثقل الجو السياسي بالمحاكمات الجارية حاليا بحق برلوسكوني لا سيما بتهم الفساد ورشوة شهود زور والفضائح الجنسية وفي الاونة الاخيرة اتهامات زعيم مافيا تائب له. ويقول برلوسكوني انه ضحية "مؤامرة" من اليسار الذي يبث "الحقد والحسد" ووسائل الاعلام المتهمة بالتداول ب"اكاذيب" و"قضاة مسيسين". من جانب اخر ندد كارميلو بريغوجليو نائب رئيس اللجنة البرلمانية لمراقبة اجهزة الاستخبارات الاثنين ب"الثغرات المثيرة للقلق" في نظام حماية برلوسكوني. ونقلت عنه وكالة الانباء الايطالية القول ان "الفصل الخطير جدا الذي تعرض اليه سيلفيو برلوسكني يظهر بشكل مقلق ان نظام حماية رئيس الحكومة يتضمن ثغرات". واضاف ان اللجنة البرلمانية لمراقبة اجهزة الاستخبارات "ستجتمع وتعالج هذه المسالة بكثير من الانتباه والجدية". وقال "بدلا من القاء تمثال، كان يمكن ان نشهد بسهولة مقتل رئيس الحكومة بدون امكانية الدفاع عنه". وتساءلت الصحافة ايضا عن "الثغرات" في نظام حماية رئيس الحكومة وكشفت عن خطأين: تمكن رجل من الاقتراب من رئيس الحكومة الى هذا الحد وعدم اجلاء برلوسكوني على الفور. وتوالت التعليقات حول الاعتداء على شبكة الانترنت. وعلى فيسبوك استقطبت صفحة حملت اسم تارتاليا سريعا الاف المعجبين الذين اعتبروه "بطلا حديثا". فيما دافع اخرون على صفحات اخرى عن برلوسكوني وهاجموا المعتدي عليه