دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان جميع الأطراف في الإكوادور إلى ضبط النفس والبدء بحوار عاجل لإيجاد حل للازمة السياسية التي تعصف في البلاد عقب إقالة البرلمان أمس الرئيس لوسيو غوتيريز وتولي نائبه ألفريدو بالاسيو مقاليد الرئاسة إثر مظاهرات شعبية عارمة مطالبة باستقالته. وأعرب أنان في بيان تلاه المتحدث باسمه عن قلقه من العنف، مؤكدا دعم الأممالمتحدة جميع الإكوادوريين لعودة الاستقرار للبلاد. من جانبها دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الإكوادوريين إلى التهدئة، وشددت على ضرورة احترام الدستور والقانون وإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن. وقالت على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا إن الوقت حان كي تتدخل دول المنطقة والمجتمع الدولي لوضع العملية الديمقراطية في مسارها الصحيح في الإكوادور. وكان مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه شكك في مدى مشروعية انتقال السلطة في البلاد بعد إقالة غوتيريز الذي أصبح ثالث رئيس للإكوادور يطاح به وسط اضطرابات شعبية منذ العام 1997. وكان نائب الرئيس ألفريدو بالاسيو قال عقب أدائه اليمين الدستورية كرئيس جديد للبلاد خلال جلسة استثنائية للكونغرس أن "عصر الدكتاتورية" انتهى. ويفترض أن يستمر بالاسيو في منصبه حتى انتهاء الفترة الرئاسية المقررة لسلفه المعزول في نهاية عام 2007. وفي سياق الجهود المبذولة لحل الأزمة أعلن مصدر دبلوماسي أن منظمة الدول الأميركية دعت لعقد اجتماع استثنائي لمناقشة الأزمة السياسية التي تعصف بالإكوادور. وقال رئيس المجلس الدائم للمنظمة البيروفي ألبرتو بوريا إن منظمته ستسعى لإصدار بيان بعد تحليل الوقائع للمساهمة في إعادة الهدوء وإيجاد حل سلمي للأزمة. وقد دعا وزير الخارجية الكندي بيير بيتغرو أعضاء الكونغرس وكل قطاعات الحكومة الإكوادورية إلى احترام النظام الدستوري في البلاد والحقوق المدنية للمواطنين، مشددا على أهمية حل الأزمة بالطرق السلمية. أما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز فأكد خلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس التشيلي ريكاردو لاغوس أن الوضع بالإكوادور ما زال مشوشا, معربا عن أمله في عودة الأمور إلى طبيعتها. إلى ذلك منحت البرازيل رئيس الإكوادور المخلوع اللجوء السياسي بعد لجوئه إلى سفارتها بالعاصمة كيتو. وأوضحت وزارة الخارجية البرازيلية أن منح اللجوء السياسي تقليد إقليمي وارد في القانون الدولي. وكانت مصادر قضائية إكوادورية قد أكدت في وقت سابق أن الرئيس الذي أقاله البرلمان بأغلبية كبيرة أمس معتقل في موقع عسكري خارج كيتو نتيجة إصداره أوامره للشرطة والجنود لقمع المتظاهرين. واستقل غوتيريز مروحية من قصره الرئاسي وهبطت بمنطقة عسكرية بالمطار الذي يحتله المتظاهرون, ولم تتمكن الطائرة الصغيرة التي كان من المفترض أن تقله إلى جهة مجهولة من الاقتراب بسبب وجود المتظاهرين. وكان غوتيريز رفض الاستقالة بعد نزول عشرات الآلاف من المحتجين إلى شوارع العاصمة كيتو والتي تسببت في مقتل شخصين وجرح مائة آخرين. يذكر أن الاحتجاجات ضد الرئيس المعزول تصاعدت خلال الشهر الجاري بعد أن وجهت المحكمة اتهامات بالفساد للرئيس السابق عبد الله بوكرم وهو حليف رئيس لغوتيريز.