أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في رام الله محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحضور رئيس الوزراء أحمد قريع، ركزت على دور أنقرة في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتقديم مساعدات اقتصادية للفلسطينيين. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب انتهاء المحادثات أكد الرئيس الفلسطيني دعمه لدور تركيا في عملية السلام لما لها من قيمة إقليمة ودولية. وأعرب عن تقدير الفلسطينيين للجهود التركية بهذا الخصوص.وقدم عباس شكره لأنقرة على دعمها للفلسطينيين في مجالات تدريب وتجهيز قوات الأمن الفلسطينية إضافة إلى الجانبين الاقتصادي والزراعي.من جانبه قال أردوغان إنه بحث مع القيادة الفلسطينية العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وجدد رئيس الوزراء التركي استعداد أنقرة للقيام بدورها تجاه عملية السلام في إطار علاقاتها المتميزة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. لكنه أشار إلى أن الدور التركي مرتبط بطلب طرفي النزاع.ونفى المسؤول التركي أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قد عارض أن يكون لتركيا دور في عملية السلام.وكان أردوغان قد أجرى أمس محادثات مع المسؤولين في إسرائيل. وقد أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في تصريح للإذاعة الإسرائيلية عن معارضته لوساطة تركية محتملة في المفاوضات مع الفلسطينيين. لكنه لم يعارض دعما اقتصاديا تركيا للفلسطينيين. ويفتتح أردوغان في رام الله مكتبا لوكالة التعاون الدولي التركية في الأراضي الفلسطينية هدفها تشجيع المساعدة للفلسطينيين. وكانت أنقرة نظمت مؤخرا لقاء ضم رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين وأتراكا في إطار مساعيها لتشجيع الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. في بادرة قبيل زيارته إلى رام الله سلمت تركيا السلطة الفلسطينية سجلا لوثائق الأراضي والممتلكات في الضفة الغربية وقطاع غزة تم تدوينها خلال 400 عام من الحكم العثماني.وطبقا لصحيفة ما ملييت التركية الصادرة اليوم تأمل أنقرة أن يساعد السجل -المكون من 140 ألف صفحة ويغطي الفترة ما بين عام 1500 و1914 للميلاد- الفلسطينيين بالدفاع عن حقوقهم وممتلكاتهم أمام المحاكم المحلية والدولية. مع تصعيد ميداني في طولكرم بالضفة الغربية حيث اقتحمت قوات للاحتلال الإسرائيلي قرية صيدا شمال المدينة فجر اليوم وفرضت عليها حظر التجول. وتصدى أفراد من المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال المتوغلة التي كانت تشن حملة دهم لاعتقال من تصفهم بالمطلوبين وتبادلوا معها إطلاق النار، ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وجرح آخر. كما استشهد قيادي في سريا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يدعى شفيق عبد الغني واعتقل آخر بعد إصابته بجروح. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال ما زالت تقوم بعمليات تمشيط في المنطقة بحثا عن أفراد من المقاومة الفلسطينية. في تطور آخر اقتحمت قوات أخرى للاحتلال قرية علار قرب طولكرم وفرضت على سكانها حظر التجول. وفي أول رد فعل فلسطيني على العملية العسكرية الإسرائيلية حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من أن استمرار عمليات التوغل والاغتيالات الإسرائيلية ستضر بالجهود الرامية لوقف العنف. في تطور آخر قدم الوزير الإسرائيلي المكلف بالعلاقات مع اليهود ناتان شارانسكي استقالته اليوم إلى رئيس الوزراء أرييل شارون احتجاجا على خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة.وقدم شارانسكي استقالته خلال اجتماع مجلس الوزراء مبررا خطوته بمعارضته التامة لإجلاء 8000 مستوطن من قطاع غزة لاعتقاده بأن الانسحاب سيضعف إمكانية إقامة مجتمع فلسطيني حر ويصعد الإرهاب، على حد تعبيره.وقال متحدث باسم الوزير المستقيل إن شارانسكي يعتقد أن أي تنازلات من الجانب الإسرائيلي في عملية السلام يجب أن تكون مشروطة بإصلاحات في الجانب الفلسطيني.ويتزعم شارانسكي حزب الناطقين باللغة الروسية "إسرائيل بعليا" الذي انضم إلى تكتل الليكود الذي يتزعمه شارون وتزعم الجناح المتشدد في الليكود. وفي تطور متصل بالمستوطنات صوتت الحكومة الإسرائيلية اليوم لصالح إنشاء أول جامعة تقام في مستوطنة بالضفة الغربية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة صوتت لتحويل معهد أقيم في مستوطنة أرييل التي يقطنها 17 ألف مستوطن على جامعة.