وصل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية الى العاصمة الاميريكية واشنطن. ومن المقرر ان يجري محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش يوم غد الخميس. وسيلتقي عباس اليوم بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس بالإضافة الى عددٍ من كبارِ أعضاءِ الكونغرس. وقبيل مغادرته رام الله طالب عباس واشنطن بتأكيد التزامها الواضح بتطبيق اتفاق خارطة الطريق. كما يُتوقعُ أن يناشدَ الرئيسُ الفلسطيني المسؤولين الأميركيين تقديمَ مزيدٍ من المعوناتِ المالية الى السلطةِ الفلسطينية من أجل الإستعداد للإنسحاب الإسرائيلي من غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون قد أعلن أنه سيُفرجُ عن اربعِمائةِ سجينٍ فلسطيني في خطوةٍ تهدفُ الى دعمِ محمود عباس. وقال شارون في خطابٍ ألقاهُ أمامَ لجنة ِالعلاقاتِ الإسرائيليةِ الأمريكية في واشنطن إن بدءَ مرحلةٍ جديدةٍ من الثقةِ المتبادلة بين الجانبين أصبح أمراً ممكناً . وقد عقد المجلس التشريعي الفلسطيني جلسة خاصة اليوم لمناقشة قضية المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية وعلى رأسهم امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات. وكان سعدات قد اعتقلته السلطة الفلسطينية واربعة من اعضاء الجبهة منذ اكثر من عامين إثر اغتيال وزير الساحة الاسرائيلي رحباعام زئيفي. كما تعتقل السلطة في سجن اريحا 14 عضوا في حركة الجهاد الاسلامي. وفي تطور آخر نفى نائب الرئيس الفلسطيني نبيل شعث انباء تواترت عن اعلانه تأجيل الانتخابات الفلسطينية المزمع عقدها في السابع عشر من تموز المقبل . وكانت حركة حماس قد هددت في وقت سابق بخرق الهدنة في حال تأجيل الانتخابات. وقال نبيل شعث ان قرار التأجيل او عدمه يقع الان على عاتق البرلمان اذ لم يتوقع ان يوافق اللرئيس الفلسطيني محمود عباس على التعديلات التي اقرها البرلمان مؤخرا. وقد انتهت الاجتماعات التي اجراها وفد مصري مع كل من حركتي فتح وحماس بغرض تخفيف التوتر الناجم عن الانتخابات بين الطرفين والتي استغرقت قرابة خمس ساعات، دون التوصل لأي اتفاق لحل الأزمة. وكانت حماس أحرزت فوزا كبيرا في انتخابات المجالس البلدية، التي أجريت مؤخرا في القطاع، لكن حركة فتح زعمت أن الانتخابات تعرضت لتزوير. وقد أمرت محكمة فلسطينية بإعادة الانتخابات في بعض المناطق، وهو ما أغضب حركة حماس، وأثار بعض الاضطرابات في الشارع الفلسطيني في غزة. يذكر أن فتح تسعى إلى تأجيل الانتخابات خوفا من أن تمنى بهزيمة، على يد حركة حماس بسبب سخط الناخبين على الفساد والمحسوبية وتردي الخدمات، الذي شاهده القطاع تحت حكم حركة فتح خلال عقد من الزمان. ومن جانبها تصر حماس على إجراء الانتخابات طبقا للجدول الموضوع، والذي سبق الاتفاق عليه كجزء من اتفاق الهدنة مع إسرائيل. وتعتبر الوساطة المصرية هي الوساطة الثانية في غزة خلال أسبوع، ويقول مراسل بي بي سي في القطاع إنه من المتوقع أن تضطلع مصر بدور هام في قطاع غزة، في ضوء الانسحاب الإسرائيلي المخطط لاحقا هذا العام. وبالرغم من ان صورة حماس دوليا ارتبطت بالعنف، الا ان شعبيتها في قطاع غزة نبعت من برامج الرعاية الاجتماعية.