اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله اليوم الأربعاء أن أخطر ما يواجهه لبنان هو التدخل الأميركي والأجنبي في شؤونه الداخلية. وأكد في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الخامسة لدحر الاحتلال الإسرائيلي أن لبنان دخل في دائرة السيطرة والتدخل الأميركي خاصة والأجنبي بشكل عام. وحذر من أن الأميركيين "سيأخذون هذا البلد إلى الخراب" ليحصل فيه أسوأ مما حصل في العراق. وشدد على أن حزب الله سيحتفظ بسلاحه لحماية لبنان والحفاظ على قدرته الردعية في مواجهة إسرائيل, واعتبر أن أي يد ستمتد إلى هذا السلاح هي يد إسرائيلية و"سنقطعها". وأكد نصر الله في خطابه في الذكرى الخامسة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بمدينة بنت جبيل الجنوبية أن تحالفات حزب الله في الانتخابات هي تحالفات سياسية هدفها الرئيس حماية المقاومة. وجاءت كلمة نصر الله في سياق احتفال مركزي نظمه حزب الله بالمناسبة بالمدينة المحاذية للحدود مع إسرائيل وحضرته شخصيات بينها النائب وليد جنبلاط والقيادي في حركة حماس أسامة حمدان. وأشار نصر الله إلى أن الأميركيين يستعجلون الانتخابات اللبنانية لتشكيل سلطة ومطالبتها بعد ذلك باستحقاقات تخدم إسرائيل. وألقى جنبلاط من جهته كلمة في الاحتفال أشار فيها إلى القرار 1559 بالقول إن بحث موضوع سلاح المقاومة يمكن أن يتم بمعزل عن أية "قرارات مشبوهة". وفي موضوع مباحثات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس مع وفد من حزب الله أشار مسؤول حزب الله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق للجزيرة إلى أن المباحثات كانت جيدة وأن لا مشكلة مع حكومة ميقاتي حول عمل المقاومة. ومعلوم أن ميقاتي بحث خلال اجتماعه مع الأمين العام لحزب الله موضوع قصف وحدات من حزب الله قبل يومين للمواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا. وفي سياق آخر يبدأ رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري اليوم أولى مهماته بالتوجه إلى موقع حادث الاغتيال في وقت بدأ فيه العد التنازلي للانتخابات النيابية التي ستبدأ في 29 من الشهر الحالي وتستمر على مراحل حتى 19يونيو/حزيران المقبل. وقال المحقق الألماني ديتليف ميليس الذي كان يعمل رئيسا للادعاء في مكتب المحامي العام في برلين للصحفيين "أولا أرغب في أن أكون هناك وأن أرى بعيني ما حدث". وأمر مجلس الأمن الدولي بإجراء تحقيق مستقل في أبريل/ نيسان الماضي بعد أن خلصت لجنة لتقصي الحقائق من الأممالمتحدة برئاسة نائب مفوض الشرطة الإيرلندي بيتر فيتزجيرالد إلى أن التحقيق الذي أجراه لبنان في مقتل الحريري شابته "أوجه قصور خطيرة" وأنه لم يتمكن من التوصل إلى نتيجة يعتد بها. وحملت المعارضة اللبنانية سوريا التي كان لها وجود سياسي واستخباري قوي في لبنان المسؤولية عن اغتيال الحريري، ولكن سوريا نفت مرارا هذه الاتهامات. وفي سياق آخر اعتبرت فرنسا تحقق الأممالمتحدة من انسحاب الجيش السوري من لبنان تقدما إلا أنها أشارت إلى بقاء شكوك بشأن الرحيل الفعلي والكامل لعناصر الاستخبارات السورية من لبنان. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتي إن البعثة التابعة للأمم المتحدة المكلفة التحقق من الانسحاب السوري، "تؤكد انسحاب وحدات الجيش السوري وعتاده"، وأضاف أن "هذا يمثل تقدما في تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن". وتابع ماتي يقول "إلا أننا نسجل من جهة ثانية أن شكوكا لا تزال قائمة بحاجة لأن تبدد بشأن الرحيل الفعلي والكامل لأجهزة الاستخبارات السورية" من لبنان. وكان الجنرال السنغالي الحاجي محمد كنجي قد أنهى مهمته في 11 من مايو/أيار الجاري ورفع تقريره إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، مؤكدا اكتمال الانسحاب السوري. وأعلنت سوريا أنها أنهت سحب قواتها وأجهزة استخباراتها من لبنان في 26 من أبريل/نيسان الماضي. المصدر/ق.الجزيرة/ وكالات: