بدأ الناخبون الايرانيون في الادلاء باصواتهم في الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات الرئاسية والتي من المتوقع ان تشهد تنافسا حاميا بين رفسنجاني وعمدة طهران احمدي نجاد. وقد فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الخامسة والنصف بتوقيت جرينتش. وحث مرشد الثورة الايرانية آية الله علي خامنئي الايرانيين على المشاركة بكثافة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الجارية اليوم الجمعة، وعبر عن ثقته بأن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة. وقال خامنئي اثناء ادلائه بصوته في احد المراكز الانتخابية في العاصمة طهران: "اوصي الناس بالصبر في المراكز الانتخابية، كما اوصي مؤيدي المرشحين تجنب اي تصرف قد يفسر على انه اهانة للمرشح الآخر." من ناحيته، عبر الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، وهو احد المرشحين، اثناء ادلائه بصوته عن ثقته في أنه يتقدم على خصمه محمود احمدي نجاد في سباق الرئاسة. ويصور رفسنجاني على انه اصلاحي يهدف الى الارتقاء بمستوى الشباب الايراني، في مواجهة الخط الاسلامي المحافظ الذي يمثله منافسه احمدينجاد. وكانت الدورة الاولى من الانتخابات التي اجريت يوم الجمعة المنصرم قد شوهتها ادعاءات بوقوع غش وتزوير على نطاق واسع. وقد حث الرئيس المنصرف احمد خاتمي الاجهزة الحكومية على ضمان سلامة وحرية الجولة الثانية من التصويت. وقال خاتمي في تصريحات نشرتها وكالة الانباء الطلابية الايرانية اسنا إن "جوا من الرعب" يخيم على الانتخابات الرئاسية. وكانت السلطات الايرانية قد اعتقلت 25 شخصا للاشتباه بقيامهم بالتزوير في الجولة الاولى من الانتخابات، وتقول الانباء إن تعليمات قد صدرت لموظفي وزارة الداخلية للتصدي للاكراه في مراكز الاقتراع. يذكر ان الفروقات الشاسعة بين مواقف المرشحين لا تدع مجالا كبيرا للتردد بالنسبة للناخبين الايرانيين البالغ عددهم زهاء ال47 مليونا، جلهم من الشباب الذين لاتتجاوز اعمارهم ال25 عاما. فرفسنجاني، وهو رئيس سابق للجمهورية خدم لفترتين متواليتين، يعد الناخبين باصلاحات اجتماعية جذرية وبعلاقات افضل مع الغرب. اما احمدي نجاد، وهو قائد سابق في الحرس الثوري محسوب على المعسكر المحافظ، فقد وعد ناخبيه بأنه سيسعى نحو اشاعة العدالة الاجتماعية عن طريق اعادة توزيع الثروة وبتكثيف الجهود لمحاربة "الفساد" الغربي المستشري في المجتمع الايراني. وتقول مراسلتنا في طهران فرانسيس هاريسون إن الانتخابات قد قسمت البلاد بشكل كامل ايديولوجيا وطبقيا.