حضرالمناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليوم الحفل التأبيني لشهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الذي استشهد متأثرا بجراحه جراء العمل الإرهابي الغادر بجامع دار الرئاسة في أول جمعة من رجب الحرام . وفي الحفل الذي حضره عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات السياسية والاجتماعية وأصدقاء وأقارب وأبناء الفقيد عبدالعزيز عبدالغني ألقى الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية كلمة فيما يلي نصها. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين الاخوة والأخوات الحاضرون جميعاً.. اخواني وأبنائي أشقاء وأولاد شهيد الوطن الكبير الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أحييكم بتحية الوفاء العظيم والإخاء الصادق.. والمحبة الخالصة.. وأتوجه إليكم بهذه الكلمة بالأصالة عن نفسي ونيابة عن فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الحاضر معنا بكل مشاعره الصادقة وأحزانه الكبيرة، ومن خلالكم الى كل أبناء شعبنا اليمني الأبي.. ونحن نقف وقفة وفاء واجلال للشهيد الأستاذ عبدالعزيز عبد الغني الذي سيبقى حياً في قلوبنا وفي عمق ذكرياتنا العظيمة وفي الوجدان الشعبي والضمير الوطني على الدوام لكل المواقف الوطنية المسئولة للشهيد ولكل ما تركه من أعمال جليلة وآثار باقية وبصمات متميزة.. لقد كان الفقيد الشهيد فارساً متقدماً الصفوف الأولى من المسئولية الوطنية في مواجهة التحديات العظيمة.. والتصدي للمهام الكبيرة في ميادين بناء الوطن.. وتحقيق الأهداف التي رسمتها لنا الثورة اليمنية المباركة.. واجتهدنا معاً في العمل من أجل ترجمتها عبر مختلف المراحل التاريخية.. لقد كان الشهيد العظيم واحداً من الشخصيات الوطنية الفذة والمتميزة في الوطن بل وفي طليعتهم كما تشهد أعماله والمهام التي تولاها والانجازات الكبيرة التي أسهم في تحقيقها وفي كافة مواقع المسئولية التي أدارها بكل الجدارة والاقتدار. وكان رجل الدولة الذي يحترم النظام والقانون ويحتكم للمبادئ الدستورية ولا يحيد عنها أبداً، كان رجل الإدارة الواقعية الناجحة وفي قمة مناقبه الأخلاقية الصدق والإخلاص والوفاء والالتزام بواجبات الولاء والمسئولية في كل الظروف والأحوال.. كما كان من مؤسسي المؤتمر الشعبي العام وتولى المواقع القيادية الهامة فيه واسهم بصورة مباشرة في تعزيز وجود هذا التنظيم وتطويره ليبقى التنظيم السياسي الرائد على الساحة اليمنية..
الاخوة والاخوات الحاضرون جميعاً.. تمر علينا هذه المناسبة وبلادنا تعيش ظروفاً بالغة الصعوبة.. تتهددها المخاطر السياسية والأمنية.. والأمراض الإجتماعية، وهي تحتاج منا في الحزب الحاكم.. وفي احزاب المعارضة وبخاصة احزاب اللقاء المشترك والشباب إلى تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب.. والادراك بأن ما يهدد الوطن سوف يعصف بالجميع، وان تلك الظروف على شدتها وصعوبتها تتطلب ايقاف التداعيات، والحذر الشديد من كل اعمال التصعيد، وعدم القفز على الواقع الذي نعيشه بكل تناقضاته وتجلياته.. وادراك الدروس التي يمليها علينا موروثنا الثقافي لكي نستطيع ان نلتقي في القواسم المشتركة التي يؤمن بها الجميع.. وان نتنازل لبعضنا البعض لإخراج بلدنا من هذه الازمة السياسية والامنية والإقتصادية. وان الذي يدفعنا إلى هذه الدعوة والتمسك بالحوار هو ماتم تحقيقه من شبه اتفاقات توصلنا اليها مع المعارضة.. وهي تتجاوز 85% من التصور المطروح للألية المزمنة لتنفيذ المبادرة الخليجية.. إن لم يكن ما اتفقنا عليه اكثر من ذلك.. بإشراف سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى بعض سفراء الدول الاوروبية.
الإخوة والأخوات.. لقد عانت بلادنا كثيراً بما جرى ويجري خلال التسعة شهور الماضية لم تكن بحاجة إلى ذلك، ويكفي ما تجرعته اليمن من مأسي واحزان في زمن التشطير؛ وهي احوج ما تكون إلى استرداد العافية وسبيلنا إلى ذلك هو التحصن بالحكمة اليمانية، وما يمليه العقل والتفكير الوطني السليم ويُغلِّب المصلحة العليا للشعب والوطن، ولكي نتقدم بمسيرة البناء والتنمية والممارسة الديمقراطية في المرحلة التي يتطلع اليها الجميع.. ويشعرون بأنهم متساوين في الحقوق والواجبات والمواطنة المتساوية في ظل اليمن الحديث الذي يشعر كل مواطن فيه بالفخر والاعتزاز بأنه ينتمي إليه.. ويساهم في بنائه.. ويحقق ذاته.. ويصون وجوده الحر الكريم. وفي الختام في مثل هذا المقام لا بد ان نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى ان يتولى فقيد الوطن الكبير الشهيد الجليل الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني بواسع رحمته وان يسكنه المنزلة العليا مع كل شهداء الوطن الأبرار شهداء الثورة والوحدة.. والحرية والديمقراطية وشهداء العزة والكرامة والدولة اليمنية المدنية الحديثة.. مؤكدين أن روحه الطاهرة وأرواحهم أجمعين وأن الدماء الغالية التي سفكت لن تذهب هدراً وأن يد العدالة لا بد لها أن تصل إلى كل المجرمين لينالوا جزاءهم العادل جراء ما ارتكبوه من جرائم.. والله المستعان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،