جملة من القضايا الاستراتيجية والآنية ناقشها هذا الحوار مع اللواء الركن محمد ناصر احمد- وزير الدفاع عضو لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار.. الذي أوضح ان المؤسسة الدفاعية والأمنية هي رهان الشعب لتحقيق الانتقالة الوطنية من راهن التحديات الماثلة امام الشعب ومؤسساته الدستورية والسيادية والتنفيذية، الى حاضر ومسقبل آمن ومستقر .. لنتابع محاور هذا الحوار مع وزير الدفاع : بداية معالي الوزير.. ما هي قراءتكم للمشهد السياسي اليمني بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية في نوفمبر الماضي؟ لا شك ان المشهد السياسي شهد تحسناً كبيراً وواضحاً نحو الافضل بعد توقيع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة على المبادرة الخليجية في الرياض وتوقيع الاطراف الاخرى على الآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة.. وهو الأمر الذي جسد حرص فخامة الرئيس القائد الأعلى على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.. واخراجه من الازمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد لما يزيد عن عشرة اشهر او يزيد والعبور به الى بر الامان . واستطيع ان اقول الان ووفقاً لذلك ان مرحلة الصراعات قد انتهت وان اليمن وشعبه قد بدأوا بولوج مرحلة جديدة تسود فيها قيم المحبة والتسامح والسلام والبناء والتنمية . ولعل ذلك يتضح في ما نلمسه من الخطوات التي تمت حتى الآن سواء على الصعيد السياسي بتشكيل حكومة الوفاق الوطني والتحضير للانتخابات الرئاسية المبكرة.. او على صعيد وقف اطلاق النار وبدء اعمال لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار والتي قطعت شوطاً جيداً في تنفيذ خطتها المرسومة لإزالة المتاريس والنقاط واخلاء صنعاء والمدن الاخرى من المظاهر المسلحة . واجدها مناسبة هنا لاعبر عن صحيفتكم عن تقدير وشكر اللجنة لكافة الاطراف على تعاونها وتجاوبها معها وتسهيل مهامها . وضع جيد كيف تقومون دور القوات المسلحة والأمن في الفترة الماضية من الأزمة.. وماذا عن بداية تدشينها للعام التدريبي الجديد 2012م؟ في البداية أود أن اكون واضحاً مع الجميع وان انحاز الى الجانب الايجابي والمشرق في حياة قواتنا المسلحة.. التي وان عانت كثيراً من تبعات الأزمة السياسية التي اجتاحت اليمن وأثرت على مختلف النواحي والمؤسسات وكانت القوات المسلحة والأمن احدى هذه المؤسسات ولكن الامور ليست بتلك الرؤية السوداوية التي قد ينظر اليها البعض.. حتى وان عانت من حالة ارباك وصلت الى حد غير مقبول إلاَّ انها مؤسسة دفاعية وأمنية تأتمر بأمر الوطن والشعب وحافظت على تماسكها ووحدتها دون ان تنقلب الامور الى عواقب غير محسوبة . ولو أن ماحدث في اليمن من أزمة حدث في بلد آخر لكانت الأمور تاهت ودخلت منزلقاً خطيراً لا عودة فيه.. لكننا في اليمن في وضع جيد ومتماسك الى حد كبير كما ان المؤسسة الدفاعية في وضع جيَّد .. وماتشهده هذه الايام من توجهها نحو تفعيل أنشطة عامها التدريبي الجديد 2012م يعد رسالة للجميع تؤكد ان الأمر تحت السيطرة.. وأن بعض حالات الارباك زائلة.. وتبشر بالعودة الى أوضاعها الاعتيادية بإذن الله، وبجهود رجالاتها وقياداتها المخلصين.. ولاخوف باذن الله من التأثير السلبي للأزمة على تماسك وحدة وتنظيم هذه المؤسسة الدفاعية الوطنية التي تعززت في اطارها هوية الوطن اليمني الواحد.. ولذا فان القوات المسلحة والأمن طوال المراحل التاريخية انحازت وتنحاز الى صف الوطن ويهمها دوماً توثيق المداميك القوية للأمن والاستقرار . تلاحم في وجه التحديات ماهي رؤيتكم تجاه اعادة تلاحم القوات المسلحة والأمن والخروج من أوضاع التحديات الراهنة؟ حقيقة.. نحن ندرك مكامن التحديات التي أفرزتها الأزمة.. وكذا استحقاقات المرحلة التي نعيشها بكافة ملابساتها.. ولذا فان قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان العامة درست بعمق مثل هذه التحديات والاستحقاقات.. ولذا فهي مستوعبة تماماً مايجري، وقد أعددنا قدراتنا ومواردنا وامكاناتنا كمؤسسة دفاعية وأمنية للخروج من عنق الزجاجة التي فرضتها الظروف الموضوعية والذاتية على شعبنا وعلى قواتنا المسلحة.. ونحب ان نطمئن الجميع ان لدينا رؤية موحدة وعن قرب لمعالجة كافة القضايا والمسائل ذات الارتباط باستعادة التلاحم وايجاد رؤية لتطوير الوحدات العسكرية بمايضمن لها مزيداً من القوة والتماسك والترابط . التحديات الارهابية لم تهز معنويات منتسبي القوات المسلحة والأمن بقدر ما تعززت صلابة المقاتلين وزادتها تماسكاً وصلابة كلفة المواجهة مع الارهاب ألا تشعرون أن معطيات كلفة المواجهة مع الارهاب تضغط على القوات المسلحة وتجعلها في وضع تحد دائم؟ بالطبع.. التحديات الإرهابية مسألة ماثلة دائماً امام قيادة وزارة الدفاع والمؤسسة الأمنية.. وهي تحديات بلغت مدى بعيداً ورغم انها ذات مخاطر شديدة إلا انها لم تهز من معنويات منتسبي القوات المسلحة والأمن، ولم تستطع الوصول الى اهدافها.. بل ان ضرباتها ساعدت في تعزيز قوة وصلابة المقاتلين في مؤسستنا الدفاعية والأمنية .. ويكفي ان المقاتلين الاشداء لم تهن لهم عزيمة ولم تهتز لهم معنوية.. بل ان صلابتهم القتالية ومهارتهم في التعامل مع هذه التحديات الارهابية هي مثار اعجاب وتقدير جميع أبناء شعبنا ووقوف المواطنين الشرفاء الى جانب ابناء القوات المسلحة والأمن في هذه المواجهة وجميع شركائنا الاقليميين والدوليين . ولكن دعني أوضح الصورة أكثر مانعانيه هو ارتفاع كلفة المواجهة مع الارهاب وتبعاته من نازحين ومن ضغط شديد على مواردنا الاقتصادية وعلى حركة الاستثمار.. وهنا مكمن المشكلة.. نحن نتمنى على شركائنا أن يتفهموا هذه المسألة وأن يكونوا اكثر قرباً منها.. لاننا في اليمن كشعب وقوات مسلحة نساهم في مواجهة آفة عالمية وندفع فاتورة ضخمة من كلفة هذه المواجهة .. ونعول على ان نحظى بدعم اكبر من شركائنا.. لان الارهاب لايهدد اليمن وحدها وانما تمتد تهديداته الى مكونات الأمن والسلام العالمي.. ويدرك العالم اننا نطل على أهم مجرى ملاحي دولي مع مايعني ذلك من احتمالات تأثير الارهاب على الطاقة العالمية وعلى المجرى الملاحي الذي تضخ منه احتياجات العالم من هذه الطاقة العالمية .. ونحن لانهول ولانبالغ من تقدير حجم تهديدات الارهاب الذي يدرك الخبراء الاستراتيجيون مقدرته على التأثير على الامن والاستقرار العالمي في أية منطقة من العالم.. ولكنها الحقيقة نضعها كماهي دون مبالغة أو تهويل . لذا فان معطيات السياسة الدولية تؤكد ضرورة الوقوف بجدية مع اليمن ومع أمنه واستقراره.. ولتكن البداية في انتزاع مخالب الأزمة في اليمن ودعم التنمية الاقتصادية فيه حتى يتسنى للشعب ان يخرج من الازمة التي احاطت به طوال الاشهر الماضية .. جهود مخلصة كيف ترى دعم الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لامن واستقرار وتنمية اليمن؟ الشعب اليمني سيظل يدين بالعرفان لكل الجهود الاخوية المخلصة وهو وقواته المسلحة والامن يقدرون عالياً المواقف الاخوية الصادقة للاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وتخص بالذكر والتقدير اشقاءنا في المملكة العربية السعودية .. اليمن والسعودية هما جناحا الجزيرة العربية والخليج وهما البلدان اللذان ترتبطهما علاقات اخاء وجسور جوار ومصالح متجذرة في التاريخ والجغرافيا اليمن رقم مهم في المعادلة السياسية الاقليمية ليس لثقلها الديمغرافي وانما للامكانات المهمة والمتجددة التي تملكها، وتحديداً منظومة الدول الخليجية في تحقيق الانطلاقات التنموية للمنطقة بكاملها، واليمن بلد شريك اصيل في الشراكة الخليجية.. والاشقاء في دول الخليج يعون ويدركون ابعاد هذه الاهمية.. ونتمنى ان تتواصل جهود الشراكة والاخاء والجوار.. وخاصة بعد خروج اليمن من دوامة الازمة وتحدياتها بإذن الله . المبادرة الخليجية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة افرزت مساحة كبيرة لدور تقوم به لجنة الشؤون العسكرية في اخراج اليمن من دائرة الازمات.. كيف ترون الابعاد الحقيقية لهذا الدور.؟ لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار ومنذ اللحظة لانشاء هذه اللجنة العسكرية التي اعتز انني عضو فيها واتهيب في ذات الوقت لانني اشعر ان مسؤولية جسيمة وعظيمة القيت على عاتقي وعلى عاتق كل زملائي اعضاء اللجنة العسكرية وهي امانة ثقيلة ندعو الله العزيز ان يعيننا على اداء هذه الامانة . ووقفت لجنة الشؤون العسكرية أمام جملة من المسائل المهمة.. والتوجيهات التي اصدرها الفريق الركن عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية رئيس لجنة الشؤون العسكرية لتحقيق الامن والاستقرار.. وأول أمر اكدنا عليه هو اننا يجب ان نعمل كفريق واحد همنا الاساسي ويتمثل في كيفية اخراج اليمن من مأزقها التاريخي الذي لن ينجلي إلا بتضافر جهود وتعاون الجميع وقد تدارسنا المهام المرسومة امام اللجنة العسكرية ووفقاً لتوجيهات رئيس اللجنة ونائبه وبحثنا كافة القضايا الراهنة والماثلة على الساحة ولذلك وضعنا برامج عمل مخططة ومزمنة.. واتفقنا جميعاً على ان نتدارس كل خطوة نخطوها.. وكل اجراءات نتخذها لنصل الى قرار سليم بشأنها ولذلك حققنا بعض النجاحات الايجابية.. وقد ركزنا في عملنا على فتح الخطوط الرئيسية من الطرقات العامة في الاحياء التي شهدت توترات واحتقانات ومواجهات مسلحة مؤلمة ومؤسفة، ولقد احسسنا بفرحة المواطن والقوى الخيرة في الوطن.. وتنفس الشعب الصعداء وبدأ يدرك ان انفراجاً كبيراً تحقق بالنجاحات التي حققتها لجنة الشوون العسكرية علماً ان اللجنة العسكرية تسير على قدم وساق. في تنفيذ المهام المحددة في خطة عملها والامور مبشرة بالخير باستعادة الاوضاع الطبيعية في الوطن عامة .. صعوبات كبيرة هل واجهتم صعوبات وانتم تقومون بهذه الاجراءات والاعمال؟ لم تكن هناك صعوبات كبيرة.. حدثت بعض الالتباسات وسوء الفهم ولكننا بالصبر والمصابرة والاصرار والحزم تابعنا اعمالنا كلجنة عسكرية ولم نسمح بأن تعيقنا اية اعمال.. بل اصررنا على مواصلة العمل والتواصل مع الاطراف والضغط عليها بالحكمة وبالشرعية الوطنية والدستورية والتي تمثلها لجنة الشوون العسكرية.. وما حققناه ليس هيناً اوبسيطاًبل انه عمل طيب وايجابي..والمستقبل واعد بالخيرلما فيه امن واستقرار ووحدة الوطن .. وفي هذا الجانب اود ان اوجه بإسم اللجنة العسكرية الشكر والتقدير لكل من ساهم وتعاون في تنفيذ تعليمات اللجنة العسكرية وفي التعامل بإيجابية معنا وحقيقة، ان التعاون والتفاعل الايجابي والتعاطي بمسؤولية مع توجهات واعمال لجنة الشؤون العسكرية انما هو واجب وطني مسؤول لا يعفى منه احد ولن يسمح الشعب اليمني صاحب السيادة الوطنية الفعلية وقواه السياسية والاجتماعية الخيرة .. وكذا المجتمع الاقليمي والدولي لن يسمح ان يتملص منها احد.. او يعيق حركتها اياً كان.. وسيكون للجنة الشؤون العسكرية مواقف حاسمة ضد من يقف عائقاً امام ما تضمنته آليتها التنفيذية . نحن كلجنة عسكرية مهنية حيادية تحملت بمسؤولية مهمة من اشق واصعب المهام ليست طرفاً ولن تكون طرفاً في النزاع الذي حدث، ولذلك نحن وقفنا على مسافة واحدة من الجميع وعلى كل الامور جميعها مبشرة بخير والامال معقودة علی كافة القوى الخيرة في الوطن وفي المقدمة لجنة الشؤون العسكرية التي تدرك جيداً حجم الاعباء والمسؤوليات الماثلة.. ونعي تماماً طبيعة الاستحقاقات الناجمة عن الازمة ولذلك نحن نعي اننا لانزيل اكياس الرمل والمتاريس والخرسانات المسلحة والمواقع والسواتر الترابية.. وحسب بل نحن نسهم بإزالة مظاهر الازمة التي علقت في النفوس والتي يجب ان تتلاشى وهنا تكمن مسؤولية الجميع في ازالة هذه الرواسب من النفوس وإزالة مسببات الازمة فالجميع مطالبون بالعمل معاً للخلاص من المظاهر المسلحة ومظاهر الازمة، والشعب اليمني يراقب عن كثب مايجري ولن يغفر لنا التاريخ كلجنة عسكرية وقوات مسلحة.. وقوى سياسية ووطنية ووجاهات اجتماعية.. ان قبلنا بالتوقف عن انجاز مهامنا الوطنية في ازالة اثار هذه الازمة.. وفي مدينة تعز، كذلك توجهنا نحو ازالة كافة بؤر التوترات والاحتقانات والاقتتال، وبنفس الهمة والاصرار سوف نتجه لنزع فتيل الاحتقان وبؤر التوتر في مناطق نهم وأرحب وزنجبار في أبين . فريق واحد عقدت اللجنة العسكرية مؤخراً سلسلة اجتماعات لمناقشة سير اعمالها وبرامجها.. هل معنى انها واجهت تباطؤ ما ام ماذا؟ كما اشرت مسبقاً ان لجنة الشؤون العسكرية تعمل كفريق واحد وبعد كل عمل تنجزه لابد من وقفة لتقييم ما تم انجازه وقراءة اثره وتأثيره وفي المقابل ندرس الخطوات اللاحقة التي نخطط للسير فيها والاجراءات الملائمة الكفيلة بتحقيق اعلى نسبة من النجاح وفي الاجتماعات الاخيرة عملنا على تقييم عملنا على قراءة ما تحقق من انجازات على الواقع واتخذت اللجنة قرارات بخطواتها واجراءاتها القادمة التي ستبدأ اليوم الخميس وتستمر حتى يوم السبت.. وسوف تنزل اللجنة يوم الاحد للتعقيب والتفتيش على مستوى تنفيذ الاعمال والمهام ووجدنا تجاوباً ايجابياً من كافة الاطراف الذين يحرصون على تنفيذ ما تقره اللجنة العسكرية لما من شانه تحقيق الامن والاستقرار واخلاء المظاهر المسلحة في امانة العاصمة والمدن اليمنية كافة . وبالطبع اتخذت اللجنة قراراً بأنها ستعلن نتائج ما توصلت اليه ومستوى التزام وتنفيذ الاطراف والجهات المعنية لتعليماتها المحددة على الخرائط وعلى الواقع المزمنة بشفافية كبيرة ولن تتردد عن تحميل المسؤولية لاي طرف قد يتباطأ في تنفيذ الخطة المحددة للجنة الشؤون العسكرية . مسؤوليات جسيمة هل انتم راضون عما تم تحقيقه وراضون عن مستوى سير اعمال اللجنة العسكرية؟ المسألة كما اشرت سابقاً ليست رضى أوقبولاً.. المسألة ان العمل كبير والمسؤولية جسيمة وغاية في الاهمية.. والجميع معنيون بتحقيق نجاحات كبيرة على الواقع والارض.. نحن نقدر ونثمن عالياً ما تحقق.. ولكننا في ذات الوقت مطالبون من ابناء شعبنا ومن المجتمع الاقليمي والدولي ان نسرع اكثر من خطواتنا واجراءاتنا العملية.. وهذا سيتحقق بمزيد من التعاون ومزيد من تغليب المصلحة العليا للوطن والشعب .. وأريد ان اؤكد هنا اننا امام وقفة تاريخية غاية في الحساسية والاهمية.. وتحتم علينا هذه الوقفة التاريخية ان نكون في مستواها.. وان نعزز من اصطفافنا ونقوي من ترابطنا وان نكون مؤهلين لاداء اصعب المهام وان نسمو فوق اية حسابات اخرى وتكون حساباتنا هي وطن الثاني والعشرين من مايو بالخروج الآمن والسلس من دوامة الازمة ونزع مخالبها ونعيد لشعبنا ثقته بنا وبنفسه وبقدراته في الانحياز نحو الشعب ومصلحته الوطنية العليا.. وليثق الشعب أنها عند مستوى طموحاته ونكون اوفياء في تلبية رغباته في ان يعيش الحياة الحرة الكريمة في يمن واحد آمن ومستقر . مواقف أصيلة كيف ترون الاهتمام الاقليمي والدولي بما تشهده اليمن.. وكذا في انجاح مقاصد المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؟ اليمن كما قلت رقم مهم في المعادلة الاقليمية والدولية.. واليمن له اطلالة واسعة على البحر الاحمر والبحر العربي.. واليمن بلد يمتلك موارد بشرية كبيرة.. ولديه مشكلات تنموية واقتصادية.. واي اهتزاز في اليمن لن يكون اثره مقصوراً على الداخل اليمني بل سيمتد الى ابعد ما يتصوره البعض، هذه المعطيات يستوعبها الاشقاء والاصدقاء في المنطقة ولذلك العالم كله حريص على تثبيت الامن والاستقرار في اليمن.. حريص على مساعدتنا في تجاوز هذه التحديات الراهنة التي طالت كل شيء في البلد .. الاشقاء والاصدقاء لا يخفون قلقهم من استمرار الازمة.. وهم يرون ان نجاح عمل اللجنة هو خطوة أكيدة لنجاحهم في حلحلة الازمة السياسية، وفي تلافي امتدادها الى الجانب العسكري والأمني،، ولقد عبر أحد السفراء وقال ان السلام في اليمن جزء اصيل ومرتبط بالسلام العالمي.. لذا نحن كيمنيين تقع علينا مسؤولية دولية توجب ان نعزز من التوافق فيما بيننا ونخدم انفسنا ونخاف على أوضاعنا اكثر من اهتمام الآخرين بنا وبأمننا واستقرارنا.. ذلك ان اخواننا في الخليج والجزيرة يستوعبون ويدركون جيداً ان اليمن ستظل كما هو عهدهم بها امتداداً سنداً لهم وعوناً ونعبر عن شكرنا وتقديرنا لمواقفهم الاخوية الصادقة الاصيلة الى جانب اليمن . توافقيه ايجابية بعد تشكيل وعمل حكومة الوفاق الوطني.. كيف ترى أثرها على المؤسسة الدفاعية والأمنية؟ تشكيل حكومة الوفاق الوطني جاء ليعزز من التوافقيه الايجابية التي اكدت للعالم ان اليمنيين مهما تفاقمت بهم المواقف والأزمات قادرون على ان ينتزعوا التوافق من بين التحديات ولذلك فإن هذه الحكومة امام استحقاقات كبيرة.. ونحن كجزء في هذه الحكومة سنعمل بكل جهدنا لنكون مؤسسة سيادية فعالة ملتزمة بتوجهاتها وتعد لاستعادة لحمتها ووحدتها الوطنية استشعار منها بما يملي عليها الدستور اليمني الذي ينبغي ان يسود على الجميع كائناً من كان .. وبالطبع ان المرحلة هذه تختلف عن المراحل السابقة وخاصة ان هناك اجراءات جديدة.. وتحديداً اعادة هيكلة القوات المسلحة والامن تحت قيادة وطنية محصنة موحدة كواحدة من المهام التي اشتملت عليها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، فإن عملاً مهماً ومتواصلاً سوف يتحققق بمشيئة الله.. ونملس مثل هذا التفهم لدى قادة الوحدات العسكرية كافة لهذه الاجراءات الكفيلة بتحقيق انتقالة نوعية متميزة ليس فقط في تنظيم وإعادة ترتيب اوضاع الوحدات العسكرية والأمنية، وإنما في رؤيتها وفي تحديد وظيفتها العسكرية والاجتماعية كمؤسسة سيادية ووطنية رائدة في دعم الامن والاستقرار وفي دعم الجهود الرامية لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة بكافة المكونات الاقتصادية والاجتماعية لأبناء شعبنا اليمني للحاق بركب التطور والبناء والاستثمار الافضل للموارد والمقدرات الوطنية .. كلمة أخيرة؟ أتمنى ان يكون كل قائد وضابط وصف ضابط وجندي قد استشعر جسامة المسؤولية ويدرك انه ما لم تعيد القوات المسلحة والامن وحدة صفوفها وقيمها ونهجها ومهمتها الدستورية.. واحب ان اؤكد سنعمل على تحسين الحياة المعيشية وتوفير الاستحقاقات المشروعة لكافة منتسبي القوات المسلحة وايجاد العدالة والمساواة بين كافة ابنائها والعمل على تفعيل التدوير الوظيفي وفقاً لتوجهات حكومة الوفاق الوطني وسعيهم جميعاً الى بناء وتطور القوات المسلحة وبنائها على اسس علمية عسكرية صحية، على ان يدرك القادة العسكريون بدءاً من قيادة وزارة الدفاع وانتهاءً بأصغر وحدة عسكرية تكتيكية بان الجميع تحت القانون وليس رهن احد.. وان لا قبول بان يتجاوز اي كان للدستور والقانون . وسنحرص على اعادة بناء وتنظيم وحدات القوات المسلحة والأمن بناءً عسكرياً نوعياً يرتكز على مبدأ الحيادية منطلقات من مبدأ الرفض المطلق لاي انتماء حزبي اوسياسي اومناطقي اومذهبي.. وكوزير للدفاع في الجمهورية اليمنية اريد ان اؤكد لكل الاحزاب والتنظيمات السياسية ان القوات المسلحة اليمنية الموحدة لن تكون ضد اي حزب من الاحزاب على ان تنأى الاحزاب والتنظيمات السياسية عن اي نشاط سياسي في القوات المسلحة والأمن، ايماناً منها بحيادية المؤسسة الدفاعية والأمنية وتركها لاداء واجبها الدستوري وحرص هذه القوى عن التدخل في شؤونها الداخلية لضمان حيادتها وتنفيذها لمهامها الدستورية والقانونية، والتزام كهذا فيه خدمة ايجابية لتطوير العملية الديمقراطية في البلاد عامةً .. وليثق كل ابناء قواتنا المسلحة والأمن ان قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الاركان ستولي جل رعايتها وعنايتها واهتمامها بكل منتسبي هذه المؤسسة الدفاعية والأمنية.. وسوف تعتبر الجميع ابناء مؤسسة عسكرية دفاعية وأمنية واحدة وسيحظى جميع الشهداء والجرحى والمصابين بعناية واحدة.. وختاماً نامل لجميع ابناء شعبنا اليمني الخروج من الازمة.. والسير نحو مجتمع جديد تسوده العدالة والمساواة وضمان سيادة القانون على الجميع دون استثناء . وأوجه شكري وعرفاني وتقديري الى كل منتسبي القوات المسلحةوالأمن الى كل المخلصين الذين يعتزون بانتمائهم وهويتهم الوطنية.. الذين لا تهمهم مواقف الاحزاب ولا التنظيمات السياسية ولا التنظيمات الفئوية ولا كل اشكال التفرقة بين ابناء الشعب اليمني الواحد والذين -وانا على ثقة كاملة كوزير للدفاع- بانهم يتأهبون اليوم مع الاتجاهات المختلفة للسير بثقة وتفاؤل نحو توجه واحد هو اليمن، باعتبار انه اكبر منا جميعاً.. مثل هؤلاء الرجال الميامين الاجلاء يكابدون المتاعب بصبر واحتمال من اجل ان يبقى الوطن قوياً عزيز المكانة.. وقادراً على اجتياز كافة التحديات .