قال قائد القوات اللبنانية المنحلة سمير جعجع إن وضع البيت اللبناني مختل وغير متوازن, لكنه لن يألو جهدا مع حلفائه لإعادة تأهيله, داعيا إلى التعاون لأن "عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء". وشكر النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط على جهودهما لإطلاقه. وأضاف جعجع أمام عدد من أنصاره ومن الشخصيات اللبنانية بمطار بيروت بعيد خروجه من السجن وقبيل مغادرته إلى وجهة غير معلومة بأوروبا أنه كانت هناك محاولة لاستئصال أحد جناحي المجتمع اللبناني -في إشارة إلى المسيحيين- عن طريق الاعتقالات والملاحقات التي طالت من أسماهم الوطنيين. وأشار قائد القوات اللبنانية المنحلة -الذي لم يتطرق في كامل خطابه إلى سوريا بالاسم- إلى أنه فضل ممارسة قناعته ولو على مساحة ستة أمتار مربعة داخل السجن, في الوقت الذي فضل فيه آخرون التنازل عنها. كما قال جعجع إن الاغتيالات السياسية بلبنان لم تنته باغتيال رفيق الحريري كما لم تبدأ باغتيال الرئيس الأسبق رينيه معوض، معتبرا أن التحديات ما زالت تنهال على لبنان سواء تعلق الأمر بتصفيات واغتيالات في الداخل أو ما أسماه تعكير الأمن على الحدود.وكان القضاء اللبناني أصدر أربعة أحكام بالمؤبد في حق جعجع بتهم تورطه في عدد من الاغتيالات إبان الحرب الأهلية, قبل أن يصادق الأسبوع الماضي على العفو عنه كجزء من المصالحة الوطنية بعدما أمضى 11 عاما بالسجن.وقد انتقد رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي العفو عن جعجع الذي ثبتت إدانته –هو والقوات اللبنانية المنحلة- حسب قوله في قضية اغتيال أخيه رئيس الوزراء الأسبق رشيد كرامي عام 1987, قائلا إنه دعا سعد الحريري صاحب أكبر كتلة برلمانية إلى عدم التمييز بين دم أبيه رفيق الحريري ودم رشيد كرامي. من جهة أخرى دعا الحريري في لقاء أمس مع قناة CNN إلى إعطاء لبنان مزيدا من الوقت لحل مشاكله لأنه لن ينهيها إذا بدأ في الحديث عنها جميعا, في إشارة إلى سلاح حزب الله. وقد جددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في زيارتها بيروت قبل أربعة أيام تأكيدها ضرورة نزع سلاح حزب الله "حتى لا تكون بلبنان أكثر من سلطة واحدة" في وقت تجاهل فيه البيان الوزاري الذي طرحته حكومة فؤاد السنيورة على البرلمان لنيل ثقته التطرق إلى القرار 1559. وأوضح وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي في ختام جلسة برلمانية مطولة أمس، أن البيان "لم يذكر القرار 1559 ولكن في نفس الوقت يقول إن لبنان سيحترم الشرعية الدولية" وأن سلاح المقاومة هو موضوع حوار وطني لبناني.