نجح رائد الفضاء ستيف روبنسون الأربعاء في إتمام مهمة غير مسبوقة في تاريخ برنامج الفضاء الأمريكي، حيث قام بإصلاح المكوك الفضائي "ديسكفري" خلال طوفانه في المدار. وقام روبنسون بانتزاع ألواح معدنية كانت ناتئة من على الألواح الحرارية للطبقات العازلة التي تغطي جسم المكوك، وأطلق على مهمته هذه اسم "رحلة القرن" بعدما بقي متدليا في الفضاء قرابة ست ساعات. ووصف الرائد روبنسون شعوره خلال قيامه بالمهمة معلقا في الفضاء الخارجي "لم تر عيناي أبدا منظرا كهذا المنظر." وكان روبنسون نجح الاثنين، مع رفيقه سويتشي نوغوتشي في إبدال واحد من أجهزة التوجيه الأربعة للمحطة الفضائية الدولية بجهاز جديد، وذلك خلال ثاني جولة سير في الفضاء من أصل ثلاث جولات كانت مقررة. وتساعد هذه الأجهزة على الإبقاء على وضع محطة الفضاء الدولية في مكانها الصحيح دون الحاجة لاستخدام صواريخ دفع تستهلك الإمدادات المحدودة من الوقود على متن المحطة. وبعد فك الجهاز القديم سحبه روبنسون، وانتظر حتى اعتلى نوجوتشي الذراع الآلية للمحطة ليكون في وضع يسمح له بحملها بعيدا، وفقا لرويترز. وقال روبنسون، وهو ممسك بالجهاز الذي يزن 300 كيلوجرام بذراعيه "ليس من السهل بالنسبة لي أن أحمل هذا الوغد." وبعد أن شاهد نوجوتشي على الذراع الالية مازحه قائلا "حصلت على تذكرة للركوب." ووضع نوجوتشي جهاز التوجيه على محفة ناقلة، بينما تم تثبيت الجهاز الجديد في مكانه بالمحطة. وأعيد الجهاز المعطوب إلى مخزن المكوك حتى يقوم المهندسون بتحليله بعد عودة المكوك إلى الأرض. وقبل العودة إلى كوة المكوك الاثنين، أعد رائدا الفضاء بعض الأدوات التي يمكن أن يحتاجا إليها لمهمة الأربعاء أو ربما للقيام بجولة رابعة الجمعة. يُذكر أن رائدي فضاء خرجا السبت من المكوك "ديكسفري" في أول سير في الفضاء منذ عام 2002، وشرعا يعملان على اختبار أساليب لإصلاح أعطال في أجهزة جرى تطويرها بعد كارثة المكوك كولومبيا. ويقوم ديسكفري بأول رحلة مكوك للفضاء منذ كارثة تحطم المكوك كولومبيا في الأول من فبراير شباط عام 2003 ، وهو أول مكوك يلتحم بالمحطة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2002. وأظهرت عملية تفقد بالفيديو لجسم المكوك بعد إطلاقه الأسبوع الماضي أن قطعتين من مادة لسد الفراغات بين البلاطات المقاومة للحرارة في بطن المكوك تحركتا مسافة بوصة عن مكانهما. ويخشى المسؤولون في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) أن يغير هذا من ديناميكية الهواء، ويزيد من حرارة المكوك بنسبة تصل إلى 25 بالمائة عندما يدخل المجال الجوي للأرض عند هبوطه المقرر في الثامن من أغسطس/ آب الجاري. وكان خللا في العزل الحراري هو السبب في تحطم المكوك كولومبيا ومقتل رواده السبعة في 2003. وظهرت مشكلة العزل هذه في رحلات مكوكية سابقة لكن كان المكوك يهبط دون مشاكل، غير أن واين هيل نائب مدير برنامج المكوك قال إن مهندسي ناسا يقيّمون مخاطر محاولة ذلك مرة أخرة بالمقارنة مع إجراء عملية إصلاح قد تشمل إزالة المادة التي خرجت عن مكانها. وكانت "ناسا" قررت السبت، تمديد مهمة مكوك الفضاء ديسكفري ليوم إضافي، لإعطاء الرواد فرصة القيام بالمزيد من المهام، مما سيؤجل عملية العودة إلى الأرض لتاريخ الثامن من أغسطس /آب، وفق ما أعلنه مساء السبت، نائب مدير البرنامج واين هايل. وقال هايل للصحفيين في مؤتمر دعت له "ناسا" إن مهندسي البرنامج يرون أن المكوك بوضع جيد وسليم للعودة إلى الأرض، مؤكدا أن الأضرار التي لحقت بالمكوك لحظة انطلاقه في الثالث عشر من الشهر الجاري لا تشكل خطرا عليه.