ألقت أجهزة الأمن الأردنية القبض على عشرات العرب والأردنيين المشتبه بهم في إطار التحقيقات في الهجوم الصاروخي على سفينتين حربيتين أميركيتين في ميناء العقبة يوم الجمعة الماضي. وأطلقت في العملية ذاتها صواريخ باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلي. وقالت مصادر أمنية إن معظم المشتبه فيهم اعتقلوا بحي الشلالة الشعبي المطل على ميناء العقبة خلال حملة تفتيش واسعة أعقبت الهجوم شاركت فيها مئات من قوات الأمن. وأشارت المصادر إلى أن من بين المعتقلين عددا من العراقيين وسوريا واحدا وعشرات من المصريين.. وقد ألقي القبض على عراقي مساء أمس في العاصمة عمان يعتقد أنه أحد أربعة نفذوا هجوم العقبة. وفي هذا السياق ضبط الأمن الأردني أربعة صواريخ في المستودع الذي أطلقت منه الصواريخ الثلاثة, وهو ما يدعو إلى الاعتقاد وفق المصادر الأمنية بأن المهاجمين كانوا يخططون لإطلاق مزيد من الصواريخ. من جانبه قال وزير الداخلية الأردني عوني يرفاس إن قوات الأمن تحقق تقدما في التحقيق بشأن هجوم العقبة الذي أسفر عن مقتل جندي أردني، دون أن يذكر تفاصيل أخرى. وفي هذا الإطار قال مسؤول أمني أردني إنه رغم عدم التأكد بشكل حاسم من المسوؤل عن الهجوم فإن هناك مؤشرات جديدة تدل على أن وراءه تنظيم القاعدة، ويذكر أن كتائب عبد الله عزام التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة تبنت الهجوم في بيان على الإنترنت. وفي السنوات الأخيرة ألقي باللائمة على القاعدة في التخطيط لعدد من الهجمات على أهداف غربية ومنشآت حكومية بالأردن. وأشار المصدر المسؤول إلى أن سلطات الأمن الأردنية تلقت في الأشهر الأخيرة عدة تحذيرات بأن ميناء العقبة سيكون هدفا رئيسيا لهجوم مزمع للقاعدة. وأوضح أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجمين ربما كانوا يعتزمون مهاجمة أهداف أخرى منها قصر العاهل الأردني عبد الله الثاني الساحلي في العقبة، ومجمع فنادق يتردد عليه بعض الجنود الأميركيين خلال عطلاتهم من المهام القتالية بالعراق. في هذه الأثناء فرض الأمن الأردني حصارا مشددا حول ميناء العقبة وكثف نقاط التفتيش عند مداخل المدينة وعلى الطريق إلى عمان. وذكر شهود أن هناك نحو 12 حاجزا لقوات الأمن على الطريق بين عمان والعقبة التي يبلغ طولها نحو 350 كلم. كما أقيمت حواجز أمنية عدة داخل العاصمة مساء أمس، إضافة إلى محاصرة حيي الشلالة والخزان الشعبيين في العقبة بحثا عن منفذي الهجمات. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن تمشط شواطئ المنطقة بحثا عن ألغام أو مواد متفجرة ربما تكون قد زرعت هناك.