أعلن وزير الداخلية والأمن الوطني في السلطة الفلسطينية، اللواء نصر يوسف، اليوم الأربعاء، حالة الاستنفار في صفوف قوات الأمن الفلسطينية، وتشكيل لجنة تحقيق، في ظروف وملابسات حادث اغتيال المستشار العسكري للرئيس الفلسطيني اللواء موسى عرفات، تشارك فيها كافة الأجهزة الأمنية المختصة، فيما يباشر اللواء نصر يوسف الإشراف شخصياً على سير عملية التحقيق، التي تجري بصورة مكثفة للكشف عن مرتكبي عملية الاغتيال.وأعلنت من جانبها "ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة الشعبية مسؤوليتها عن اغتيال موسى عرفات، حسبما ذكر المتحدث باسم اللجان أبو عبير لوكالة الصحافة الفرنسية.وقال المتحدث :"إن ألوية الناصر صلاح الدين تعلن مسؤوليتها الرسمية، عن تصفية العميل موسى عرفات، وخطف ابنه منهل لأسباب خاصة، سيتم نشر هذه الأسباب" لاحقا. وأضاف أن الجناح العسكري للجان المقاومة قام بتصفيته "تنفيذا لشرع الله فيه". ومن جهته أدان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) في بيان رسمي اغتيال عرفات مؤكداً "التصميم على إنهاء التحقيقات في الجريمة".وقال البيان الذي بثته وكالة "وفا" الرسمية بعد الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن القومي الفلسطيني، برئاسة الرئيس عباس وبحضور رئيس الوزراء أحمد قريع : إن الرئيس "عباس يدين جريمة اغتيال اللواء موسى عرفات". وأضاف أن "وزارة الداخلية تبذل كل جهد للكشف عن الذين ارتكبوا الجريمة وتقديمهم للمحاكمة والعمل على الإفراج عن نجله منهل (ضابط الاستخبارات العسكرية)". ومن ناحية أخرى، اعتبر عبد الله الأفرنجي مسئول التعبئة والتنظيم في حركة "فتح" عقب اجتماعه مع محمود عباس, أن اغتيال عرفات "حادث خطير جداً وله دلالات داخل الساحة الفلسطينية". وقال الافرنجي للصحافيين بعد مشاركته في الاجتماع الأمني الذي دعا إليه عباس فور اغتيال عرفات "هذا الحادث مؤسف جدا, الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء احمد قريع ووزير الداخلية نصر يوسف معنيون في البحث عمن يقف خلف عملية القتل هذه, وهذا الحادث خطير جدا وله دلالات داخل الساحة الفلسطينية". واعتبر أنه "لا يمكن التعامل مع هذا الحادث بسهولة لأنه يشكل خطرا على كل المسيرة الفلسطينية خاصة بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة ". وكان مسلحون فلسطينيون مجهولون، قد أقدموا على اغتيال موسى عرفات (64 عاما) والذي كان يشغل منصب قائد الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في السابق، فجر اليوم الأربعاء بعد مهاجمة منزله في حي "تل الهوى" غرب مدينة غزة قبل أن يخطفوا نجله "منهل". وذكرت مصادر فلسطينية أن اللواء عرفات، وهو ابن عم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لقي مصرعه بالنيران التي استهدفته داخل منزله من قبل المسلحين ،عند الساعة (3:30) من فجر اليوم الأربعاء.وأضافت المصادر أن قرابة مئة مسلح تقلهم حوالي عشرين سيارة ، حاصروا منزل عرفات بعد اشتباكات عنيفة مع حراس المنزل، وصعدوا إلى اللواء عرفات وأطلقوا عليه عدة طلقات نارية من مسافة قريبة، فأردوه قتيلاً على الفور .وقالت تلك المصادر: إن المسلحين اختطفوا نجل عرفات منهل، الذي كان أبرز مساعدي والده في جهاز الاستخبارات، وأشار إلى أن مكان اختطاف منهل، ومصيره غير محددين حتى اللحظة.ومعروف عن اللواء عرفات الرجل القوي في السابق، عداءه للكثيرين في الأراضي الفلسطينية، ففضلاً عن علاقاته المتوترة مع الحركتين الإسلاميتين (حماس والجهاد الإسلامي) لدور جهازه في قمعهما في أواسط التسعينات، فان له أعداء كثر داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وداخل حركة فتح التي تقود السلطة، والذي يعد أحد أعضاء مجلسها الثوري.ورغم وقوع عملية اغتيال الأب، واختطاف الابن، منذ ساعات، إلا أن الجهات الفلسطينية المعنية لم تصل إلى طرف خيط يدلها على الفاعلين، لكن تعبير جزء من مجموعات المقاومة الفلسطينية عن ارتياحها لاغتياله واختطاف نجله، يؤشر نحو مجموعات فلسطينية لها علاقة بمحاربة الفساد المتهم عرفات بأنه أحد أركانه.وكان موسى عرفات أقيل من منصبه كمدير عام لجهاز الأمن العام الفلسطيني في ابريل الماضي، بعد أن أبعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عددا من المسئولين الذين كانوا مقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات. وقد عين مستشارا للشؤون العسكرية بمنصب وزير. ولما عين موسى عرفات في منصبه على رأس جهاز الأمن العام في يوليو 2004 حصلت حركة معارضة ضده في قطاع غزة ومن داخل حركة فتح نفسها. وتزعمت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح حركة المعارضة ضد تعيين موسى عرفات وكانت تصفه بأنه "رمز الفساد" في الأراضي الفلسطينية. يشار إلى أن موسى عرفات كان قد نجا من محاولة اغتيال في يوليو2003 عندما ألقى مجهولون قنبلة يدوية باتجاه السيارة التي كان يستقلها. ثم تعرض لمحاولة اغتيال أخرى في أكتوبر 2004 بواسطة سيارة مفخخة اتهم "طابورا خامسا" بالوقوف وراءها.