قال الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني إن حل الأزمة السورية بيد الشعب السوري، معتبرا أن الحكومة الحالية يجب أن تبقى حتى انتخابات عام 2014. وأكد من جهة ثانية أن بلاده مستعدة لإبداء شفافية أكبر في البرنامج النووي لكنها لن تعلق تخصيب اليورانيوم. وأعرب روحاني في أول مؤتمر صحفي له منذ إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية السبت الماضي، عن رفضه "الإرهاب والحرب الأهلية في سوريا" وأي تدخل لدول أخرى فيها، مؤكدا أن الشعب السوري يجب أن يحل الأزمة بنفسه. وشدد على ضرورة حل الأزمة السورية وعودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد "لما هو في مصلحة الشعب السوري"، داعيا المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى المساهمة في ذلك. وقال إن الحكومة الموجودة حاليا في سوريا يجب أن تبقى حتى الانتخابات المقبلة عام 2014، وكل ما يريده الشعب السوري في الانتخابات يجب أن يحصل. السياسة الخارجية: وقال إن أولوية السياسة الخارجية الإيرانية هي إرساء علاقات ودية مع جميع دول الجوار عملا بمبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، معربا عن تطلع إيران لأن تكون لها علاقات طيبة مع جميع دول الجوار، لا سيما السعودية. وأضاف "لدينا علاقات قوية وجيدة مع السعودية وهناك أرضية للتعاون الاقتصادية والثقافي معها"، مشيرا إلى أن السعودية تضم قبلة المسلمين. وتابع "أنا مسرور جدا بأن أول اتفاقية أمنية قد وقعتها أنا شخصيا مع السعودية عام 1998، وأتمنى أن تكون لنا علاقات وثيقة جدا مع السعودية في المرحلة القادمة". وقال إن حكومته ستسعى للتعامل البناء مع العالم وأن تتبع نهج الاعتدال، وأكد أن الاعتدال "هو الأسلوب الوسطي سواء في المجال الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي". العقوبات والنووي: ووصف روحاني العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي بأنها عمل جائر، معتبرا أنها تعود بآثار سلبية على الغرب نفسه. وقال "سنقوم بخطوتين لإنهاء العقوبات، الأولى هي أننا سنضاعف الشفافية في برنامجنا النووي الشفاف أصلا، والثانية تعزيز الثقة بين إيران والمجتمع الدولي، وبعبارة أخرى سنعمل على رفع الحظر باتباع سياسة الخطوة خطوة". وردا على سؤال عما إذا كانت إيران مستعدة لتعليق تخصيب اليورانيوم، قال روحاني إن إيران تخطت مرحلة تعليق التخصيب، مشيرا إلى أنه توصل مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي قبل أعوام، "إلا أن البريطانيين لم يوافقوا عليه بفعل ضغوط الأميركيين"، وقال "لقد قطعنا شوطا كبيرا في كسب ثقة العالم". وشدّد على أن حل المشكلة النووية الإيرانية يجب أن يكون من خلال المفاوضات فقط وليس من خلال التهديد والمقاطعة والوصول إلى الثقة المتبادلة ويجب الاستفادة من التجارب السابقة. وقال إن هناك فرصة سانحة لإقامة علاقات صداقة بين إيران والعالم، وأضاف "نؤيد إبداء المزيد من الشفافية والثقة المتبادلة في البرنامج النووي خدمة لهذا البلد وسنعمل على تفعيل المحادثات بين إيران ومجموعة 5+1". وأكد أن الحكومة المقبلة "ستحافظ على الحقوق المشروعة للشعب الإيراني، وتسعى إلى رفع المقاطعة الظالمة عليه وتقيم علاقات أفضل مع العالم". إيران وأميركا: أما بخصوص العلاقة مع الولاياتالمتحدة، فوصفها روحاني بأنها "مسألة معقدة وصعبة وليست سهلة وبسيطة. فهناك جرح قديم يجب أن نجد حلا لمعالجته". غير أنه أكد أن إيران "لن تستمر في التجاذب والمواجهة. يجب أن يحكم العقل السليم وأن يفكر البلدان بحكمة لحل كل المسائل العالقة". وردا على سؤال عن إمكانية إجراء حوار مباشر بين إيرانوالولاياتالمتحدة، قال روحاني إن أي حديث مع أميركا يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة، ويجب أن تكون هناك ظروف معينة. وأوضح أن على الأميركيين ألا يتدخلوا في شؤون إيران ويعترفوا بكل حقوق الشعب الإيراني خصوصا في ما يخص الملف النووي والتوقف عن سياسة الضغط على إيران والنظر بعين واحدة. وأضاف أنه في حال توفرت هذه الظروف ستفكر إيران في التحاور مع واشنطن وتخفيف التوتر معها. وكرر أن حكومته لن تتخلى عن حقوق الشعب الإيراني. وشدد روحاني على أنه لن ينسى الوعود التي قطعها للشعب، مضيفا أن "البلاد اليوم بحاجة إلى الاعتدال بعيدا عن الإفراط والتفريط، وبحاجة إلى الوئام والانسجام والاتحاد لتحقيق تطلعات الثورة الإسلامية والشعب الإيراني الأبي". وأكد أن حكومته ستعمل على السيطرة على الوضع الاقتصادي المتدهور، مشددا على أن الاقتصاد والمعيشة يشكلان الأولوية للحكومة المقبلة "وسنقوم بالتركيز على الاستقرار الاقتصادي وتفعيل الطاقات الموجودة، واحتواء السيولة لإرساء الهدوء في القطاع الاقتصادي". لاريجاني يدعو: وكان رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني دعا إلى تشكيل حكومة كفاءات وخبرات "تتحلى بروح المسؤولية والإيمان وأن تجعل من تطبيق القانون أساسا لعملها". وأفادت وكالة مهر للأنباء بأن لاريجاني أشار في الجلسة العلنية للمجلس اليوم الاثنين إلى الانتخابات الرئاسية قائلا إن الاستحقاق الانتخابي الجمعة الماضي "أثبت مرة أخرى مدى الوعي الذي يتمتع به الشعب الإيراني". واعتبر أن ما تحقق مما وصفها بملحمة وطنية في الانتخابات مؤشر على النضج والبلوغ السياسي والإحساس بالمسؤولية للشعب الإيراني. وهنأ لاريجاني الرئيس المنتخب حسن روحاني، داعيا إياه إلى تشكيل حكومة ذات كفاءات وأن يتحلى أعضاؤها بروح الإيمان والمسؤولية من أجل التصدي للمعضلات الفعلية على النحو المطلوب. ودعا الحكومة الجديدة إلى أن تضع تطبيق القانون نصب عينيها وأساسا لعملها وأن الحضور الجماهيري الواسع سيمهد بطبيعة الحال إلى التوافق والانسجام أكثر من ذي قبل. وقال لاريجاني إن المجلس مستعد للتعاون مع الرئيس المنتخب وحكومته المزمع تشكيلها. - المصدر:الجزيرة + وكالات: