قتل 60 شخصاً على الأقل وأصيب قرابة 300 آخرين جميعهم من المدنيين منذ اندلاع العنف والعمليات العسكرية في محافظة الأنبار غرب العراق قبل نحو أسبوعين. وقالت دائرة صحة محافظة الأنبار في بيان رسمي لها "إن ضحايا العمليات العسكرية والقصف العشوائي على الأحياء السكنية خاصة بمدينتي الرمادي والفلوجة وضواحيهما فضلا عن ضحايا الاشتباكات بين قوات الجيش والمسلحين، بلغ 60 قتيلا و297 جريحا". وأوضح البيان أن القتلى توزعوا بواقع 43 في الرمادي، و17 في الفلوجة في حين أصيب 132 في الفلوجة.. موضحاً أن من بين الضحايا نساء وأطفالا. وأشار البيان إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل أعداد القتلى في صفوف القوات الأمنية. وتخوض قوات الأمن العراقية مدعومة من أبناء العشائر في محافظة الأنبار اشتباكات وعمليات كر وفر مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب"داعش" منذ نحو أسبوعين أسفرت عن طردها من مدينتي الفلوجة والرمادي بعد أن سيطروا عليهما لعدة أيام. وأعلنت القوات الأمنية العراقية مقتل العشرات من "داعش"، آخرها مساء أمس عندما قتلت 25 مسلحا من المسلحين وحررت إحدى البنايات المهمة التي كانوا يسيطرون عليها في منطقة الملعب شمالي الرمادي. إلى ذلك أفاد مصدر في مجلس محافظة الأنبار، إن المجلس عقد جلسة خاصة اليوم في مقره بحضور جميع أعضاءه وصوت على تعيين قائم مقام جديد "أعلى مسئول إداري" للفلوجة وقائد للشرطة فيها.
وأضاف المصدر إن المجلس صوت بالأغلبية بالموافقة على تعيين زبار عبد الهادي العرسان بمنصب قائم مقام الفلوجة، والتصويت أيضا على تكليف العقيد محمد عليوي العيساوي قائدا لشرطة الفلوجة. وانتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان الخميس الماضي، الجيش العراقي لقيامه بعمليات قصف عشوائية في محافظة الأنبار، والمسلحين لانتشارهم في المناطق السكنية وشن هجمات منها. وقالت المنظمة "إن أساليب القتال غير المشروعة من كافة الأطراف أدت إلى خسائر مدنية وأضرار جسيمة بالممتلكات ، فيما أدى الحصار المفروض على الفلوجة والرمادي إلى تقييد وصول السكان إلى الغذاء والماء والوقود". وتوتر الوضع بين العشائر وقوات الجيش العراقي قبل نحو أسبوعين، على خلفية فض الاعتصامات في مدينة الرمادي، مركز المحافظة، ما سنح الفرصة لعناصر "داعش" إلى التسلل إلى مدينتي الرمادي والفلوجة، والسيطرة عليهما. ودفع الأمر العشائر إلى التحالف مع الشرطة المحلية والاشتباك مع المسلحين لطردهم من معظم أحياء ومناطق المدينتين. وتتواصل عمليات الكر والفر بين الجانبين، فيما يقول مراقبون إن الموقف يميل لصالح القوات الأمنية وأبناء العشائر، حيث تمكنوا من بسط نفوذهم على أغلب مناطق المدينتين، وبدأت الحياة تعود إلى طبيعتها فيهما.