الاحتجاجات في المكلاّ تكرس للأوضاع المعقدة أصلا في المحافظة التي تواجه السلطة الشرعية اليمنية. *- شبوة برس - العرب عدن - أفردت الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الوضع في محافظة حضرموت بحيّز هام من أشغال اجتماع عقدته الأربعاء في عدن، وذلك في انعكاس للأهمية القصوى التي يوليها المجلس للمحافظة الأكبر مساحة والأكثر ثراء بالموارد الطبيعية كجزء رئيسي لا تنازل عنه من مشروع دولة الجنوب المستقلّة التي يعلن سعيه لإنشائها.
وشهدت حضرموت، وخصوصا مركزها مدينة المكلاّ، خلال الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الشعبية على سوء الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات العامّة المسداة لسكانها، الأمر الذي جاء كعامل إضافي مكرّس لحالة التوتر القائمة أصلا في المحافظة والناتجة عن استشراء الخلافات السياسية داخلها واحتدام صراع النفوذ فيها، الأمر الذي تسبب بقلق استثنائي للانتقالي الجنوبي خصوصا من ظهور مركز قوة جديد صاعد بالمحافظة هو حلف قبائل حضرموت المطالب بإنشاء حكم ذاتي في المحافظة.
ويوجه الانتقالي جزءا هاما من نقده وغضبه صوب السلطة الشرعية اليمنية وحكومتها المعترف بها دوليا والتي يعتبرها مسؤولة بفعل سوء إدارتها لشؤون المحافظة وتوظيف مواردها عمّا آلات إليها أوضاعها.
وأعاد الاجتماع الذي ترأسه علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي صياغة هذا الموقف محمّلا مجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس رشاد العليمي المسؤولية الرئيسية عمّا آلت إليه الأوضاع في حضرموت بسبب عدم إيجاد معالجات جذرية للأزمة المستحكمة كما حملت الهيئة، كذلك السلطة المحلية بأقطابها المتصارعة المسؤولية المباشرة، في منظوره، عن تدهور الأوضاع في المحافظة.
وقالت وسائل إعلام محلية إنّ الكثيري قدّم خلال الاجتماع إحاطة شاملة حول مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في محافظات الجنوب متطرقًا بشكل خاص إلى موجة الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة في محافظة حضرموت والتي جاءت نتيجة التدهور الحاد في الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء.
المجلس الانتقالي يحمّل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية الوضع في حضرموت لعدم إيجاده معالجات جذرية للأزمة المستحكمة هناك
ونقلت عن الهيئة تضامنها الكامل مع المحتجين ومطالبهم التي وصفتها بالعادلة مؤكدة حق أبناء حضرموت وسائر محافظات الجنوب في التظاهر السلمي وفقا لما يكفله القانون مع ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي وتجنب أيّ أعمال عنف أو سلوكيات فوضوية.
كما دعت الهيئة المتظاهرين إلى الحفاظ على الأمن العام واحترام الممتلكات العامة والخاصة، مشيدة "بالتعامل الراقي والمسؤول الذي أبداه رجال الأمن والنخبة الحضرمية مع المحتجين في حضرموت."
وجاءت الاحتجاجات في المكلاّ مكرسة للأوضاع المعقدة أصلا في المحافظة التي تواجه السلطة الشرعية اليمنية صعوبات كبيرة في ضبطها والسيطرة عليها بسبب احتدام صراع النفوذ داخلها.
وشهدت المدينة الواقعة على ساحل بحر العرب منذ الأحد احتجاجات شعبية تعبيرا عن الغضب من تردي الأوضاع المعيشية وحالة شبه الانهيار التي بلغتها الخدمات العامّة وخصوصا خدمة الكهرباء، وهو غضب بلغ ذروته الاثنين مع إقدام المحتجين على اقتحام مبنى إدارة السلطة المحلية في رسالة جديدة للحكومة التي أصبح التمرّد على سلطتها وقراراتها ظاهرة متواترة يجسدها بشكل استثنائي حلف قبائل حضرموت الذي بات يجاهر برغبته في تسيير شؤون حضرموت والسيطرة على ثرواتها وصولا إلى دعوته لإنشاء حكم ذاتي فيها مدعوم بقوة عسكرية شرع بالفعل في تشكيلها.
وعلى غرار غالبية السكان في المناطق الواقعة ضمن سلطة الحكومة الشرعية اليمنية واجه سكان حضرموت انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وصلت خلال الصائفة الحالية إلى أكثر من ثماني ساعات في اليوم.
ولا تعتبر أزمة الكهرباء الحادة الأزمة الوحيدة التي يعانيها سكان تلك المناطق الذين يعانون أيضا نقصا في المياه وترديا في الخدمات الصحية والتعليمية، مضافة إلى موجة غلاء في أسعار المواد الأساسية مترتبة عن ظاهرة التضخم التي تسبب بها الانحدار الكبير في قيمة عملة الريال المحلية.
لكن أزمة الطاقة الكهربائية تظل مثار غضب استثنائي من قبل السكان باعتبارها عنوانا على الفشل الحكومي في إدارة الموارد وحسن توظيفها بما في ذلك موارد الطاقة الوفيرة في حضرموت وبعض المحافظات الأخرى.
ويحاول حلف القبائل الاستثمار في المزاج الشعبي الغاضب من السلطة المحلية التي يمثلها المحافظ مبخوت بن ماضي، وهو مزاج أعاد المحتجون التعبير عنه الاثنين خلال تجمّعهم في محيط مقر تلك السلطة قبل اقتحامه رافعين شعارات تحمّل المسؤولين المحليين مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع المعيشية والخدمية من تدهور وانهيار غير مسبوقين ومنادين برحيلهم ومتوعدين بعدم السكوت مستقبلا على تلك الأوضاع.