أثار المدعو سيف الحاضري، المستشار الإعلامي السابق للجلاد اليمني علي محسن الأحمر، موجة من السخرية والاستنكار بعد محاولته التحدث عن "الشرف والسيادة" في تغريدة هاجم فيها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، متناسيًا أن سيده علي محسن كان رمز القهر والنهب والإرهاب الذي عانى منه الجنوب العربي لعقود طويلة. وإذ يتحدث الحاضري في تغريدة رصدها محرر "شبوة برس" على منصة إكس: عن "إهانة السيادة"، فإن عليه أن يتذكر أن جيش علي محسن الأحمر هو من انتهك سيادة الجنوب العربي، واحتل أرضه، وقتل أبناءه، ونهب خيراته، وحوّل مؤسسات الدولة في عدن وحضرموت إلى غنائم حرب وأوكار فساد. فأي شرف يتحدث عنه من تلوثت يداه في تبرير جرائم الاحتلال اليمني ضد الجنوب؟
إن شعب الجنوب العربي الذي واجه رصاص وحدات الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع بقيادة الأحمر، لا يمكن أن يقبل دروسًا في الوطنية من أحد أذرع تلك المنظومة التي كانت تُصدر الموت إلى عدن ولحج وأبين والضالع. فالزبيدي الذي يسعى اليوم لاستعادة كرامة الجنوب وحماية حدوده، لم يظهر تحت علم "الانفصال" كما يزعم الحاضري، بل تحت راية وطنٍ حرٍّ له هوية وتاريخ وجغرافيا، سُلبت بقوة السلاح والفتاوى التكفيرية القادمة من صنعاء.
إن ما يزعج أمثال "الحاضري" ليس شكل العلم، بل عودة الجنوب العربي إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري بعد سنوات من التهميش والإقصاء. وما يؤرقهم أن الجنوب اليوم يتحدث بلغته، ويدافع عن أرضه، ويبني مؤسساته، فيما فشلت سلطات صنعاء في الحفاظ على كرامة اليمن التي باعوها لإيران.
لقد آن لهؤلاء المرتزقة أن يصمتوا، فالشعوب التي تحررت بالدم لا تنتظر شهادات وطنية من أدوات القهر. الجنوب العربي يستعيد سيادته اليوم، لا ليقسم اليمن، بل ليعيد التوازن والكرامة لمنطقة أنهكها عبث المحتلين وأدعياء الشرف الزائف.