أكد الصحفي صالح أبوعوذل، في تحليل رصده محرر شبوة برس، أن شعب الجنوب العربي قد حسم قراره بالدفاع عن دولته المستقلة، مع إدراك أن تحرير وادي وصحراء حضرموت والمهرة، وقريباً مكيراس، لا يعني نهاية المعركة ولا الحرب. وأوضح أن المواجهة مع أحزاب وجماعات دينية متطرفة تستغل الدين لتحقيق مصالح سياسية ومالية، لا تزال مستمرة بأدوات جديدة ووجوه مختلفة. وأشار أبوعوذل إلى أن المعركة ليست محصورة بالدبابات والميادين، بل تشمل وعي وإرادة وبناء دولة تحترم الإنسان، وتضمن حرية القرار دون الانجرار وراء إيديولوجيات مستوردة. فالتحرير العسكري خطوة أولى، أما التحرير السياسي والإداري والاقتصادي فهو مسار طويل يتطلب ثباتًا ووحدة صف ورؤية واضحة.
وأضاف أن تحصين الجبهة الداخلية يقوم على الشراكة الحقيقية بين كل أبناء الجنوب، وتجاوز الأنانية وحب الذات، باعتبارها القاعدة الصلبة التي سيستقيم عليها مشروع الدولة الجنوبية. وأكد أن التنظيمات الإرهابية، رغم شعاراتها المضللة، تعيش أنفاسها الأخيرة أمام وحدة الصف الجنوبي.
ولفت أبوعوذل إلى أن تحصين الجنوب بالوعي هو السلاح الأهم، وأن الخطاب الإعلامي الواعي والمسؤول—دون التفرد بالقرار—هو الضمانة لحماية الأرض والمشروع الوطني. وشدد على أن الشعب الجنوبي ليس جمهوراً تابعاً، بل شريكاً في المصير والقدر والمستقبل.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة، الذي شن هجومه مؤخراً في حضرموت ضد القوات الجنوبية، استند إلى أحداث قديمة مثل معركة يكلا في رداع عام 2017م، رغم أن تلك المعركة وقعت قبل تأسيس القوات الجنوبية. وأوضح أن التنظيم لم يستهدف الوجود الأمريكي طوال عشرين عاماً، ما يؤكد أن المعركة الحقيقية ليست ضد أمريكا، بل ضد مشروع الجنوب.
وختم أبوعوذل بأن الجنوب يحتاج إلى خطاب واثق من الحق، قوي وشجاع، قائم على أرضية السيادة، دون الانجرار وراء الانفعال. وأضاف أن الجنوب لم يعتدِ على أي مصلحة إقليمية، بل يسعى للتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة بما يضمن مصالحه الوطنية واستقرار المنطقة.