رصد محرر شبوة برس تقريرًا لموقع "سوث24 للأخبار والدراسات" تناول تطورات محافظة حضرموت في جنوباليمن، محذرًا من مخاطر أي مواجهة محتملة بين القوات الجنوبية والتجمعات القبلية المسلحة. وأوضح التقرير أن أي صدام قد يشكّل ثغرة استغلالية لصالح تنظيم القاعدة وميليشيا الحوثيين، إذ يسعى التنظيمان لاستغلال الفوضى لإعادة تمركزهما وفرض نفوذ على المنطقة. وأشار التقرير إلى أن طرد القوات الشمالية والمنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت يضع المحافظة في قلب معادلة حساسة تمس أمن الجنوب واستقرار خطوط الملاحة وحقول النفط، بينما التوترات المحلية تهدد الموارد الحيوية. ونقلت التحليلات عن صحيفة "أتالايار" الإسبانية أن مواجهة القوات الجنوبية تضعف الجبهة الموحدة ضد الحوثيين والقاعدة، وتخدم مشروع إيران لتفتيت اليمن وإطالة أمد الحرب، كما أن التعبئة المسلحة أدت إلى هجمات على منشآت استراتيجية تهدد المدنيين والاقتصاد.
ولفت التقرير إلى أن تنظيم القاعدة سبق وأن دعا في أغسطس الماضي إلى وقف تصدير النفط وتصعيد المواجهة مع الحكومة، مستخدمًا خطابًا شبيهًا بدعاية الحوثيين، في محاولة لتقوية موقفه واستغلال ثروات حضرموت النفطية. كما اعتبر مراقبون أن أي تنسيق محتمل بين القاعدة والحوثيين قد يتيح للتنظيم ملاذات آمنة وقدرات نوعية لإعادة التموضع، لكنه يهدد استقراره الداخلي.
من جانب آخر، أشار تحليل "منتدى الشرق الأوسط" إلى أن خسارة حزب الإصلاح مناطق شمال حضرموت، وفقدانه طريق تهريب السلاح عبر المهرة، قد يعزز نفوذ المجلس الانتقالي، خصوصًا بعد تعيين سالم الخنبشي، مما منح الأخير قدرة مباشرة على التحكم بالتحالف القبلي في وادي وصحراء حضرموت. ويضيف التحليل أن هذا التفاهم ساعد في دخول القوات الجنوبية إلى الوادي بلا مقاومة، ما يحقق ثلاثة أهداف رئيسية: توحيد السيطرة الأمنية، تشغيل المنشآت النفطية، وتقوية جهود مكافحة التهريب لإضعاف الحوثيين وحزب الإصلاح.
وأختم التقرير بتأكيد المحللين أن القوى المحلية التي شعرت بتهميش مواقعها قد تلجأ للقتال للدفاع عن وجودها، بينما القوات الموالية للمجلس الانتقالي تعتبر الرابح الأكبر في هذه المعادلة، بعد أن باتت تتحرك بحرية من حدود مأرب وصولًا إلى المهرة والحدود العُمانية.