كانوا سنين وهم يصدّعون رؤوسنا إن جماعة صنعاء دهاة سياسة، يفهموا اللعب ويعرفوا يلفوا ويدوروا. لكن يوم جاء الامتحان الحقيقي، طلع كل ذا كلام فاضي. انقلاب الحوثي كشفهم على حقيقتهم، وبين إنهم أبعد ما يكونوا عن الذكاء السياسي. لما حاصروا الرئيس عبد ربه منصور هادي في بيته وقدّم استقالته، كانت الفرصة قدامهم ذهب، مش فضة. لو قبلوا الاستقالة وخلصوا الموضوع دستوريا، كان انتهت الشرعية من يومها. لكن الجهل، أو الغباء، أو خلافهم على المنصب خلاهم يضيعوا الفرصة. خلوا هادي رئيس مستقيل بلا حسم، وتالي غلطتهم ذه رجعت عليهم. هادي سكت، وهم يضحكوا عليه، وفي الأخير قام من عدن، قلب الطاولة، وعرى كهنة صنعاء واحد واحد. مثل ما نقول بالجنوب: حسبوه هين، وطلع لهم ثقيل وطعفر بهم طعفرة ما بعدها طعفرة.