تقع هذه الكنيسة في مدينة صنعاء القديمة على مقربة من باب اليمن في حارة القطيع قرب مسجد نصير، وبنيت هذه الكنسية بأيادٍ يمنية متقنة فنون العمارة وكان بناؤها بأمر ورعاية وإشراف أبرهة الحبشي "هتلر زمانه" في العام 525م وقد بنا أبرهة هذه الكنيسة لغرضين الأول إرضاء ملك الحبشة الذي غضب عليه لأنه قتل قائد الجيش السابق طمعا في خلافته، والغرض الثاني أن يحج العرب إلى "القليس" بدلا من بيت الله الحرام وهذا أيضا لأسباب عدة أهمها الانتقام من العرب والثاني التحكم بمركز التجارة لأن مكة كانت هي عاصمة التجارة بجزيرة العرب آنذاك. وحسب المصادر التاريخية فإن بناء كنيسة القليس يعتبر إضافة حضارية إلى رصيد فن العمارة اليمنية وقد اعتبر المؤرخون الكنيسة من أعظم الروائع التاريخية التي تفنن بها الإنسان. وعلى كلٍّ، فإن القليس امتازت بتصميم هندسي فريد فهي تمتلك فناء واسعا ومحاطا بفضاء فسيح للتنزه وأنشئ مدخل الكنيسة من الجانب الغربي وطليت أبوابها بالذهب والفضة وكان عقد الكنيسة من الداخل يرتكز على أعمدة من الخشب الثمين المزين بالرسوم وبمسامير من الذهب والفضة وكانت الكنيسة بشكل قبة بقطر حوالي 20متراً وفي مركز القبة لوحة من الرخام البراق تسمح بمرور الضوء وكان البلاط المستخدم من المرمر الملون وأمام الهياكل والمذابح المقدسة أبواب مموهة بالذهب ومرصعة بالأحجار الكريمة وفي وسط كل لوحة يوجد صليب من الذهب... إلى آخر هذه الأوصاف، وقد عمُرت حوالي200 سنة من تاريخ بنائها ثم هُدمت في العام 775م وأخذ السكان المجاورين لها أغلب محتوياتها الثمينة وبقيت آثارها غير الثمينة في مكانها فترة كبيرة من الزمن بعدها بدأ الناس بالبناء في مساحتها وأخذوا أحجارها وبقيت على هذا الحال وقيد الإهمال حتى عصرنا الحالي "عصر مكافحة الآثار" ففقدت كل ما تملك باستثناء القصص المروية عنها.