واصل مفاوضو الحكومة اليمنية والحوثيون مفاوضاتهم أمس الجمعة من دون التوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة التي تشل العاصمة منذ ثلاثة أسابيع . وهيمن القلق على الشارع من احتمال عدم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، في وقت أبدى بعض الأطراف تفاؤلاً حذراً بإمكانية التوصل إلى اتفاق يجري الإعلان عنه بوساطة إقليمية ودولية، حيث أسهمت الدبلوماسية العربية والأجنبية في حض الأطراف السياسية كافة على قبول توقيع اتفاق يحقق مطالبها، خاصة مطالب الحوثيين، التي طرحوها في مسيراتهم خلال الفترة القليلة الماضية، والمتعلقة بإعادة النظر في قرار أسعار المحروقات وتشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني . وكان سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية قد عقدوا اجتماعاً استثنائياً بصنعاء بمشاركة المبعوث الخاص للأمين العام لمجلس التعاون الدكتور صالح عبدالعزيز القنيعير ورئيس بعثة مجلس التعاون في اليمن السفير سعد العريفي ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر كرس لمناقشة تداعيات التصعيد الخطير لجماعة الحوثي بصنعاء وسبل مواجهة المخاطر الطارئة التي تتهدد العملية السياسية القائمة في البلاد . وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن سفراء الدول العشر أقروا في الاجتماع أهمية تعزيز وتكثيف أطر الدعم السياسي والاقتصادي المقدم لليمن ومساندة القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وتوجيه رسائل انذار واضحة وحازمة للأطراف التي تسعى إلى تقويض التسوية السياسية الراهنة في البلاد . وأشارت المصادر ل"الخليج" إلى أن سفراء الدول العشر طالبوا جماعة الحوثي بإنهاء مظاهر التصعيد القائم في العاصمة صنعاء ورفع مخيمات الاعتصام وتسليم الأسلحة المتوسطة والثقيلة للدولة والانسحاب بشكل تام من محافظة عمران ووقف التصعيد القائم في محافظة الجوف، الواقعة على الحدود مع المملكة العربية السعودية . من جهة ثانية، خرج الآلاف من أنصار الرئيس هادي لأداء صلاة جمعة "اصطفاف لأجل السلام" في العاصمة صنعاء وعدد من مناطق البلاد، وأثنى الخطباء في خطبتي الجمعة على المساعي المبذولة لوأد الفتنة، والخروج بالبلاد إلى بر الأمان، وإنقاذها من شرور المخططات التي تسعى إلى جر البلاد إلى أتون الفوضى وإراقة الدماء . وفي الوقت نفسه خرج أنصار جماعة الحوثي في شارع المطار لأداء صلاة الجمعة، وبعد أداء الصلاة قاموا بتشييع جثامين عدد من القتلى سقطوا في المواجهات الأخيرة مع قوات الأمن في كل من شارع المطار وأمام مبنيي مجلس الوزراء والإذاعة القديم .