نظمت مجموعة العمل من أجل الجنوب – كندا حلقة نقاشية حول القضية الجنوبية ومسيرة التصالح والتسامح شارك فيها عبر تقنية السكايب عدد من الناشطين الجنوبيين من ثلاث مدن كندية هي أوتاوا ولندن-اونتاريو وهاملتون وذلك مساء الأحد الموافق 28 يناير الجاري. تحدث في هذه الحلقة النقاشية نخبة من نشطاء الحراك الجنوبي في الخارج ومن المختصين الأكاديميين والدبلوماسيين، حيث اشار الأخ السفيرعبد الله باعباد من مدينة لندن اونتاريو الى ان عملية التصالح والتسامح الجنوبي التي كانت عدن مهدها ومنطلقها وحاضنتها الأمينة ليست مجرد شعار ولكنها عملية طويلة وسلوك والتزام يجب ان تتعمق وتتوسع وان تتصف بالشمول ، وان المأسي التي عاني منها الجنوب قد بدأت منذ يوم استقلال الجنوب 1967باقصاء الشركاء الجنوبيين الآخرين. وأكد بان الخروج من اسر الماضي يتطلب التمسك بأن الجنوب الجديد سيكون جنوبا ديمقراطيا يقبل بالتنوع وبالآخر ولا مكان فيه للإقصاء محذرا من بعض الممارسات المقلقة والمضرة بالتسامح والتصالح الجنوبي والتي تم فيها التعرض لفعاليات جنوبية أخرى ومن بينها ما جرى في عدن يوم 19 من يناير الحالي ودعا القادة الجنوبيين السابقين الى الاسراع بالتوافق والحرص على خدمة الجنوب لا التصرف كأوصياء ودعاهم الى فهم المتغيرات العميقة التي شهدها الجنوب وكذا فهم المتغيرات الدولية وحاجة الجنوب للدعم الأقليمي والدولي وبناء اصدقاء وحلفاء لقضية الجنوب لا صنع اعداء لها ومن العاصمة الكندية أوتاوا، شارك الدكتور حازم شكري بمداخلة أكد فيها على دور جماهير الجنوب في صنع المستقبل، وانها في كل الأحداث التي شهدها الجنوب أثبتت أنها سابقة لقياداتها. كما دعى القيادات الجنوبية في الخارج إلى الإلتحام بجماهير الداخل والتماهي مع تطلعاتها وأن لا تمارس دورا معرقلا لحركة الجماهير التواقة للإستقلال والتحرر. كما أختتم مداخلته بالدعوة لاستيعاب كافة القوى الجنوبية بكل أطيافها المختلفة دون تمييز أو إقصاء لأحد. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالمنعم الهمام من مدينة هاملتون على أن مليونيات جماهير الجنوب أكدت بما لا يدعو مجال للشك أن لا تراجع عن مطالب جماهير الجنوب في الحرية و ألاستقلال وان ذلك أصبح الخيار الوحيد لحل القضية الجنوبية حلا عادلا. كما اكد ان التصالح والتسامح على المستوى جماهير شعب الجنوب قد تحقق على ارض الواقع وعبر عن أسفه من أن القيادات التاريخية التي تسببت في مآسي شعب الجنوب لاتزال متقوقعة في صراعات الماضي ولم تبدي رغبة حقيقية في التصالح والتسامح في ما بينهم ولاتزال تعيد انتاج خلافاتها التي كان لها أثرا كارثياً على شعب الجنوب ودولته، وتساءل هل آن الآوان لهذه القيادات أن تعود لرشدها وان تتصالح مع نفسها أولاً ومع جماهير شعب الجنوب نحو تحقيق كامل أهدافه وتطلعاته. كما اقترح إيجاد إطار حاضن لكل الطيف الجنوبي يضطلع بمهام المرحلة القادمة. طالب ايضا بسرعة تشكيل مجموعة من نخبة الاكاديميين والمثقفين تكون مهمتها شرح وتوضيح القضية الجنوبية في مختلف عواصم الدول العربية والأجنبية والمنظمات الدولية وذلك استثمارا للمهرجانات والمسيرات المليونية لحشد التأييد الدولي لقضيتنا العادلة . وشارك الأستاذ محمد الديني من العاصمة اوتاوا بمداخلة دعى فيها "القيادات التاريخية" بأن تتصالح مع نفسها أولا وأن تعترف بخطأها بحق شعب الجنوب في جميع المراحل منذ الإستقلال الأول في العام 1967م وحتى العام 1994م وما بعده. كما أكد على ضرورة أن يكون الحوار الجنوبي-الجنوبي القادم غير مقتصر على القوى المشاركة في الحراك الجنوبي السلمي وإنما ضم كافة القوى الجنوبية الأخرى ومنها عصبة القوى الحضرميه وتجمع ابناء عدن، ودعى إلى أهمية إصدار وثيقة شرف تحدد ملامح المرحلة المقبلة وشكل النظام السياسي القادم في الجنوب حتى ترسل رسائل تطمين لكافة القوى الجنوبية بأن لا مجال لإعادة إنتاج نظام الجنوب السابق قبل 1990م , وشدد على ضرورة تشكيل هيئة رئاسية تنبثق عن هذا الحوار المرتقب لاستلام السلطة في البلاد بعد فك الارتباط. وقد أثرى الأخوة المشاركون الحلقة بالنقاش الهادف والمسؤول وتم التأكيد على كل ماورد في أطروحات السادة المتحدثين والتأكيد على أن التصالح والتسامح كقيمة إنسانية وحضارية راقية يجب أن تشمل كل التاريخ السياسي للجنوب وعلى القيادات أن ترتقي لتصل إلى تطلعات شعب الجنوب في الحرية والإستقلال وافاد الأستاذ عبدالناصر عاطف – المسؤول الإعلامي بمجموعة العمل من اجل الجنوب – كندا في تصريح صحفي قال فيه ان مجموعة العمل من الجنوب بكندا تبذل قصارى جهدها في التعريف بالقضية الجنوبية بالمحافل الدولية وتنظيم الوقفات الاحتجاجية امام مقرات الحكومة الكندية بالاضافة الى التواصل والتنسيق مع الجاليات الجنوبية في مختلف بلدان العالم لتقديم الدعم المادي والمعنوي لابناء الجنوب في الداخل ورعاية اسر الشهداء والجرحى الجنوبيين وهذا اقل مايمكن ان نقدمه لهم مقارنة بما يقدمونه من جهد وعرق سلبهم حتى ارواحهم في سبيل التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة داعيا القيادات الجنوبية في الداخل والخارج الى تحمل مسؤوليتهم التاريخية تجاه شعبنا الجنوبي وعليهم ان يكونوا عند عظمة هذا شعب العظيم .